في سابقة خطيرة، أقر الوزير السابق للشباب والرياضة، محمد أوزين، خلال إشارته لمصير مشروع فضاء رياضي كان من المنتظر إحداثه بزاوية إفران، أنه هو من كان وراء إجهاض هذا المشروع عندما لم يحصل إلا على ثلاثة أصوات فقط في الانتخابات الجهوية في دائرة واد إفران، ما اعتبرته مصادر «الاتحاد الاشتراكي» تلميحا سافرا لنية الرجل في معاقبة الساكنة والتعبير عن «قلقه» على طريقته الخاصة، ثم استطرد مدعيا أنه بمقدوره إحياء المشروع في حال فوزه في استحقاقات السابع من أكتوبر، وحصوله على حقيبة وزارية بالحكومة المقبلة، وذلك في رهان سافر على ورقة «المشروع مقابل الأصوات» التي هي من الابتزازات الانتخابية المفضوحة. ويشار إلى أن المشروع المذكور، الذي هو عبارة عن مخيم ومسبح وفضاء رياضي، كان محمد أوزين قد برمج لإحداثه بزاوية إفران، بغلاف قدر بمئات الملايين من السنتيمات، عندما كان رئيسا لجماعة واد إفران ووزيرا للشباب والرياضة، وظل المشروع «ورقة أمل» خارج أرض الواقع، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، رغم انتظار شباب وجمعيات المنطقة خروجه إلى النور، في حين لم يخجل صاحبنا من الاعتراف المزاجي بضلوعه في «اغتيال» مشاريع أخرى ظل يتغنى بها في خطابه ومطبوعه الموزع بالمنطقة خلال الانتخابات. وقد جاءت تصريحات محمد أوزين خلال نزوله في «وليمة» غير بريئة بمنطقة «أزغار»، حيث لم يتأخر الوزير المُقال في «تحركاته الانتخابية» فور حسم «حزب السنبلة» في تزكيته على رأس اللائحة بدائرة إفران للانتخابات التشريعية المزمع خوضها في السابع من أكتوبر المقبل، إذ قام بتسطير عدد من الزيارات على مستوى جماعة واد إفران التي كان يرأسها قبل توديعه إياها عقب «سقوطه» في الانتخابات الجماعية أمام مرشح حزب الوردة، قبل واقعة «الكراطة» التي أبعدته عن صفوف الحكومة. وصلة بالموضوع، أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن الوزير السابق، المنسق العام لحزب السنبلة، حل بجماعة واد إفران في حملة انتخابية سابقة لأوانها، وفي ذكرى ثورة الملك والشعب، السبت 20 غشت 2016، حيث نزل ضيفا في وليمة دسمة بمنطقة «أزغار» التي تعاني أقصى درجات التهميش والعزلة والإقصاء، وليس أقل ذلك معاناتها مع مخلفات سنوات عجاف، بعد جفاف الآبار والموارد المائية الجوفية، إلا أن معالي الوزير دخل هذه المنطقة بحثا عن أصوات تساعده على العودة لقبة البرلمان. ولم يفت محمد أوزين، في لقائه الانتخابي ب «قمة أزغار» تلميع صورته عبر الإسهاب طويلا في تبرير «طرده» من الحكومة، مع الاستناد إلى ما اسماه ب «اعتراف» رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بخطأ تقديراته عندما قبل طلب إعفائه على خلفية فضيحة «الكراطة» الشهيرة، ومن بين لقطات «لقاء أزغار» التي دونتها مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، عملية قمع هستيرية تعرض لها أحد الشباب لحظة محاولته تسجيل تصريحات الوزير السابق الذي حاول التأكيد للجميع أن «مفتاح جماعة واد إفران» في جيبه دون غيره، الأمر الذي أثار سخطا واستياء بين مختلف أوساط ومكونات مجتمع ربوع المنطقة. وفي ذات اللقاء، أبى «الوزير السابق»، حسب مصادرنا، إلا الكشف عما في صدره من حقد دفين على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومناضليه وإعلامه، بصورة هستيرية نابعة من واقعة سقوطه المدوي في الانتخابات الجماعية، وذلك من خلال رسائل عدوانية وجهها ذات اليمين وذات اليسار، لم تسلم منها عدة جهات أخرى، في حين لم يفت عدة أوساط محلية تحميل كامل المسؤولية للسلطات الإقليمية والمركزية جراء تفرجها على الحملات الانتخابية للمعني بالأمر، وعدم قيامها بأي تحقيق في شأن المشاريع التي بُرمِجت بعقلية مزاجية وجُمّدت بنفس العقلية.