اصر الزعيم الليبي معمر القذافي الاثنين الماضي على ان «كل شعبه يحبه ومستعد للموت من اجل حمايته «, متجاهلا الضغوط المتصاعدة لإجباره على الرحيل بعد حكم دام اكثر من اربعة عقود لبلده. وقال القذافي في مقابلة مع شبكة «ايه بي سي « الاميركية و «بي بي سي» وصحيفة تايمز البريطانيتين «انهم يحبوني. كل شعبي معي. انهم مستعدون للموت لحمايتي «. واضاف «انتم لا تفهمون النظام هنا, والعالم لا يفهم النظام هنا, سلطة الشعب. [لا توجد) ابدا مظاهرات في الشوارع « مضيفا « لا يوجد اي شخص ضدنا, ضدي, لماذا تنظيم المظاهرات؟ «. ورأت السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة سوزان رايس الاثنين الماضي ان تصريحات القذافي هذه تدل على انه «يعيش في الاوهام «. وقالت للصحافيين «بصراحة يبدو لي انه يعيش في الاوهام عندما يتحدث ويضحك لصحافي اجنبي في نفس الوقت الذي يرتكب فيه مجازر بحق شعبه «. وأضافت «هذا يظهر الى اي حد هو ليس مؤهلا ليحكم والى اي حد هو بعيد عن الواقع» واجريت المقابلة مع القذافي في طرابلس بينما تعزز الاسرة الدولية ضغوطها على نظامه ليتخلى عن السلطة. وردا على سؤال عما اذا كان سيستخدم اسلحة كيميائية للبقاء في السلطة قال «لقد تخلصنا من كل هذا. انه امر من الماضي وانتهينا منه «. واضاف القذافي الذي كان يتحدث بلغة انكليزية ركيكة بحسب مراسلة ايه بي سي كريستيان امانبور «هل يعقل ان يستخدم اي رجل حساس اسلحة كهذه ضد عدوه؟ فكيف بالامر اذا كان ضد شعبه «. لكن القذافي رد بالقول ان الولاياتالمتحدة تخلت عنه. وقال «انها خيانة. انهم بلا اخلاق. فوجئت لانه لدينا تحالف مع الغرب لمحاربة القاعدة والآن ونحن نحارب القاعدة, تخلوا عنا». وبحسب ايه بي سي فان القذافي قال «ربما يريدون احتلال ليبيا», مكررا باصرار انه لا يستطيع الاستقالة لانه ليس رئيسا ولا ملكا. كما نقلت البي بي سي عن القذافي قوله انه يتحدى الذين يتحدثون عن وجود اموال له في الخارج. وقال انه «سيضع اصبعيه في عيني من يقول ذلك «. ودعا القذافي الاممالمتحدة او اي منظمة اخرى الى ارسال «بعثة لتقصي الحقائق « في ليبيا. وقال مراسل البي بي سي جيريمي باون ان المقابلة أجريت في احد مطاعم طرابلس مؤكدا ان القذافي بدا مرتاحا خلالها. وكرر القذافي ان المتظاهرين نزلوا الى الشوارع تحت تأثير مخدرات جلبها «اشخاص من الخارج» , مؤكدا انهم استولوا على اسلحة وان مؤيديه تلقوا اوامر بعدم الرد باطلاق النار. وقال لباون «انها القاعدة. لقد دخلوا الى قواعد عسكرية واستولوا على اسلحة وهم يروعون الشعب الآن «. وتابع الزعيم الليبي ان «الناس الذين حصلوا على الاسلحة من الشبان بدأوا الآن بتسليمها بعدما زال تأثير المخدرات «. وتسيطر المعارضة الليبية على مناطق شاسعة من البلاد بينها حقول نفط. ولم تعد القوات الموالية للزعيم الليبي تسيطر سوى على العاصمة طرابلس والمناطق المحيطة بها. ورأى القذافي في المقابلة نفسها ان الرئيس الاميركي باراك اوباما هو «رجل جيد» لكنه ضحية «تضليل» . وقال إن «التصريحات التي سمعتها منه يجب ان تصدر عن شخص اخر «. واكد ان «امريكا ليست شرطي العالم «.وتشهد ليبيا منذ منتصف فبراير الحالي انتفاضة غير مسبوقة ضد نظام معمر القذافي الذي يحكم البلاد بقبضة حديدية منذ قرابة42 عاما سقط خلالها مئات القتلى بحسب منظمات انسانية دولية. وقد اطلقت قوات موالية للقذافي مساء الاثنين النار على المارة في مصراتة شرق طرابلس ما ادى الى مقتل شخصين على الاقل واصابة اخر بجروح بالغة, على ما افاد شاهد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس. وفي واشنطن, اعلنت وزارة الدفاع الاميركية الاثنين الماضي ان الجيش الاميركي يعيد نشر قواته البحرية والجوية في المناطق المحيطة بليبيا, فيما تدرس الدول الغربية احتمال التدخل ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.