صادم،فضائحي،و خطير. هذا أقل ما يمكن أن نصف به مشهد تقاسم الجمال والأحصنة والكلاب رمال ومياء شاطئ الصويرة مع المصطافين الذين ابتلاهم حظهم السيئ بقضاء سويعات على المنطقة التي بات يحتلها «مهنيو» الجولات السياحية مكرسين حالة من الفوضى ومتسببين في تلويث رمال الشاطئ نتيجة تراكم النفايات العضوية للجمال والأحصنة بشكل لا يطاق. «نحن أمام جريمة ايكولوجية بكل ما في الكلمة معنى. هذه الظاهرة تكرست على مدار سنوات بدون أن تتحرك أية جهة لردع مهنيي الجولات السياحية ومنعهم من إدخال جمالهم وأحصنتهم إلى الشاطئ. لقد اختلطت الرمال بالنفايات العضوية وأصبحت المنطقة غير صالحة على الإطلاق للاصطياف. أتساءل عن دور المصالح المكلفة بالبيئة ؟. ما الجدوى من إحداثها إذا كانت ستغمض الطرف عن مثل هذه الظاهرة ؟ لماذا لا يجهز المهنيون حيواناتهم بأكياس خاصة بتجميع النفايات العضوية» احتج مغربي مقيم بالديار الفرنسية أمام مشهد تلوث الرمال. حالة من الرعب تملكت أسرة كانت تحاول الاستمتاع بالماء والشمس، في هذه المنطقة التي تحولت إلى ما يشبه «سوقا للبهائم»، لحظة اشتباك حصانين جامحين بشكل عنيف لم يترك مجالا للتمييز بين الرمل والبشر. فر المصطافون في كل اتجاه قبل أن يتدخل شابين لكبح جماح الحصانين وتهدئتهما فيما واصل رب الأسرة احتجاجه على هذا التسيب. « لم يعد الأمر يقتصر على تلويث الشاطئ والمياه، لقد باتت سلامتنا مهددة بسبب هذا النوع من المشاهد المتوقعة بوجود هذا الكم الهائل من الحيوانات. لقد كاد الأطفال يتعرضون للرفس بسبب السلوك اللامسؤول لأصحاب الخيول. أية حماية لسلامة المصطافين ؟ أي تنظيم للأنشطة؟ ألا يمكن أن تخضع هذه المنطقة لنفس الضوابط التي تنظم ال 800 متر الحاصلة على اللواء الأزرق؟ أليست هذه المنطقة جزءا من شاطئ الصويرة كذلك؟» تساءل بكثير من الحسرة مصطاف معلقا على مشهد أسرة كادت تتعرض للرفس .مشهد تتوفر الجريدة على تسجيله بالصوت والصورة. الغريب في سلوك مهنيي الجولات السياحية على ظهور الجمال والأحصنة هو تملكهم المنطقة المتضررة وإمعانهم في تلويثها ونشر الفوضى خلالها بدون ايلاء أي اعتبار لوجود المصطافين، ولا لطبيعتها الحساسة. بل وترويج البعض منهم لنشاطهم بشكل مزعج ومستفز. ناهيك عن الممارسات الاستعراضية لبعض الشباب المتهورين فوق الرمال وداخل المياه. «كما ترون، المصطافون والحيوانات يستحمون في نفس المياه، ويستلقون على نفس الرمال. هل هنالك درجة أكثر من الفوضى والاستهتار ؟ هل بهذه الطريقة سنقوم بالترويج للمنتوج السياحي الساحلي لوجهة الصويرة؟ برمال ملوثة وأجواء اصطياف متوترة وخطيرة ؟» استنكر أحد المصطافين . والحال أن مشاكل هذا الحيز من شاطئ الصويرة لا تقتصر فقط على وجود الحيوانات بما فيها الكلاب الخطيرة كالبيت بول،بل تتعداه إلى الحضور الخطير للدراجات الشاطئية الرباعية العجلات يسوقها شبان متهورون بشكل استعراضي مخترقين المصطافين بدون أي إحساس بالمسؤولية. فمتى تتحرك الجهات المسؤولة؟