المحاورة التي احتضنها مركب الأمير مولاي عبد الله بين المريد الشاب الحسين عموتة مدرب الفتح الرياضي، والشيخ اللوزاني مدرب النادي القنيطري والخبير بالكرة الوطنية، وثقها الحكم بوليفة بكل ما يتطلبه المقام من حضور قوي، ومتابعة جيدة لكل التفاصيل الكبيرة والصغيرة، وكان حكما في مستوى النزال، الشيء الذي جعل الشيخ والمريد يقبلان حكمه ويهنئانه على إنصافه. الإنصاف أكدته نتيجة المباراة التي انتهت بتعادل أنصف الفريقين (هدف لكل فريق). الشيخ كان أول من فرح بهدف السبق في الدقيقة 19، بعدما سدد لاعبه بورحيم من كرة ثابتة، قذيفة خدعت مدافعا، ولينخدع بعد ذلك الحارس بادة الذي لم يكن أمامه إلا متابعة الكرة وهي تستقر في الشباك.الهدف أغرى فريق النادي القنيطري بالمزيد ليزيد ابتعاده عن المرتبة الملتهبة ابتعادا، فكان الضغط القوي بسرعة كبيرة أكدت أن هناك إعدادا بدنيا ناجحا جعل اللاعبين يناورون بشكل جماعي أظهر أن هناك استيعابا قويا وانضباطا كبيرا لتاكتيك المدرب الشيخ اللوزاني الذي لم يترك أية مساحة فارغة، كما أنه كان حاضرا وبقوة من أجل فرض طريقة لعبه التي اعتمدت على وسط الميدان الذي عرف كيف يجعل من الجناحين أداة خاطفة لإنزال الكرات إلى مربع العمليات، ولتجد هناك أكثر من لاعب مهيأ للاستقبال ، كانت هناك قوة الرجوع إلى خط الدفاع بقوة عددية كثيرة تسد كل المنافذ وتقوم بإفشال كل المرتدات الخاطفة. مقابل ذلك كان على الفتح الرجوع في المباراة، إلا أنه طيلة الشوط الأول عمل على مجاراة فريق النادي القنيطري في لعبه، الشيء الذي جعله يتحمل ثقل المباراة بلاعبين يظهر أن منهم من لم تسعفه لياقته للعب بنفس الإيقاع، فكان التسرع، وكان الرجوع إلى الوراء عاملا أنهك وسط الميدان الشيء الذي جعل إيسوفو معزولا وغير قادر على التفوق على المدافع مامادو الذي جعلته الكرات العالية التي تسقط في مربع العمليات متفوقا في كل النزالات، وزاده قوة الإنهاك الكبير الذي كان عليه إيسوفو الذي فقد توازنه في أكثر من مرة، وشاردا في أكثر مرة. أما وسط الميدان فكان يعاني من غياب القدرة على بناء العمليات بالشكل الذي يمكن أن يفك شفرة مدرب الفريق القنيطري والتي استعصت طيلة الشوط الاول. الشوط الثاني كان شوط عموتة بامتياز، إذ عرف أنه سقط في فخ دهاء الشيخ، فنظم إيقاع لعبه على مقاسه، وجعل الجناحين أكثر حيوية مع تحرير المدافع بنشريفة من الدفاع لسند الهجوم، وابتعد عن الكرات العرضية العالية، وعوضها بالاختراقات السريعة والتسديد من بعيد، كما عمد إلى تغيير إيسوفو، فأصبحت هناك حيوية في الهجوم وأصبح الضغط قويا، ضغط أعطى لفريق الفتح العديد من ضربات الركنيات، كانت واحدة منها كافية لتجد رأس «وبركة» بنشريفة مرة أخرى في الدقيقة69، وليسجل هدفا عرف كيف يتموضع له ولينقذ فريقه من الهزيمة مرة أخرى. هدف التعادل زاد المباراة فرجة وزاد لاعبي الفريقين اندفاعا لتزداد الفرجة على المدرجات، حيث كان جمهور «حلالة» وكعادته سندا قويا للاعبي فريقه، وكان ليكون رد جمهور فريق الفتح في المستوى لابد من الاستعانة بخدمات جمهور «ألترا عسكري» وجمهور العاصمة التابعين للفريق العسكري والذين حضروا أيضا بالمئات ليوازوا الفرجة على العشب بفرجة المدرجات، فرجة ولكي تكتمل كان لابد من حشد رجال الأمن والقوات المساعدة أيضا بالمئات. تصريح «المريد» المدرب عموتة. لقد لعبنا مباراة في المستوى، وكان مشكلنا هو التهديف، سجلنا ضد أنفسنا، خانتنا اللمسة الأخيرة في أكثر من فرصة، والحمد لله أننا استطعنا تسجيل هدف التعادل والحصول على نقطة واحدة. وتبقى هذه النقطة مهمة بالنسبة لنا. تصريح «الشيخ» اللوزاني المباراة كانت قوية وصعبة، كان هدفنا العودة بنقط الفوز لكن ...المهم أنه علينا إضافة مجهودات أخرى، وأنا اعتبر كل مباراة «براج». المهم الآن هو ربح مايكفي من النقط للابتعاد أكثر عن المراتب الاخيرة.