سجل المغرب في الآونة الأخيرة تنامي اندلاع الحرائق التي التهمت مئات الهكتارات وخلفت خسائر فادحة تزامنت مع ارتفاع درجة الحرارة التي عرفتها عدد من المناطق المغربية. وقد عرف إقليمالعرائش ،الخميس الماضي، حريقين غابويين شبا على مستوى قيادتي خميس الساحل وبوجديان، التابعتين لنفوذ ذات الإقليم واللذين اندلعا منذ بضعة أيام وزاد من حدتهما ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية التي كانت تهب على المنطقة وكذا صعوبة التضاريس، التي حدت أحيانا من نجاعة التدخل البري . وأكد مصدر من المديرية الجهوية للمندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر بجهة طنجةتطوانالحسيمة ، أول أمس الخميس ، بأنه تمت السيطرة على هذين الحريقين اللذين أتيا على نحو 245 هكتارا من الغطاء النباتي. وأوضح نفس المصدر أن الجهود المضنية والمتواصلة التي بذلتها عناصر الوقاية المدنية والقوات المساعدة ومصالح المياه والغابات والإنعاش الوطني والسلطات المحلية والمتطوعون مدعومين بطائرات خاصة تابعة للقوات الجوية الملكية وللدرك الملكي وبالعشرات من آليات إطفاء برية وجرافات ،كللت بإخماد الحريقين . وحسب المصدر، فقد تسبب الحريق الغابوي الذي شب بقيادة بوجديان على مستوى جماعة آل السريف، في احتراق نحو 65 هكتارا من مختلف التشكيلات الغابوية ،خاصة منها شجر الفلين والأعشاب الثانوية وأنواع أخرى من النباتات . كما تسبب الحريق الثاني على مستوى غابة (الساحل المنزلة) بقيادة خميس الساحل ،حسب المصدر ذاته ، في اتلاف نحو 180 هكتارا من الغطاء الغابوي ،الذي يتشكل أيضا من الفلين والأعشاب الثانوية، مبرزا أن التواجد الكثيف للأعشاب القابلة للاشتعال ،خاصة منها الإعشاب الثانوية ،ساهم في الانتشار السريع للحريق وتشعبه. وقد فتحت السلطات المعنية بإقليمالعرائش تحت إشراف النيابة العامة المختصة ، تحقيقا لمعرفة أسباب اندلاع الحريقين. كما تمكنت فرق مشكلة من عناصر الوقاية المدنية والمياه والغابات ومكافحة التصحر والدرك الملكي والسلطات المحلية، الثلاثاء الماضي، من إخماد حريق غابوي بمنطقة خميس الساحل (إقليمالعرائش) تسبب في إتلاف هكتارات عديدة من الغطاء الغابوي قد اندلع يوم الاثنين وأتى، حسب التقديرات الأولية، على مساحة غابوية تقدر ما بين 15 و25 هكتارا، وتتشكل أساسا من البلوط الفليني والأوكاليبتوس وأعشاب أخرى متنوعة وثانوية. كما تمت السيطرة على حريق غابوي كان قد اندلع بمنطقة جبل الحبيب بإقليمتطوان منذ بداية الاسبوع الجاري وأتى على نحو 85 هكتارا . وأوضح المصدر أنه بفضل الجهود المتواصلة تم في حدود الثامنة والنصف من مساء الاربعاء الماضي إخماد الحريق الذي أتى على نحو 85 هكتارا من الغطاء الغابوي ،مشيرا الى أن المنطقة الغابوية المتضررة كانت تتشكل أساسا من أشجار البلوط الفليني وأنواع أخرى من الفلين تتميز بها المنطقة وأعشاب ثانوية وأنواع أخرى من النباتات . وأشار إلى أن صعوبات جمة واجهت رجال الإطفاء بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقوة وسرعة الرياح وصعوبة التضاريس وحدة المنحدرات ، وكذا التواجد الكثيف للأعشاب القابلة للاشتعال ،خاصة منها الأعشاب الثانوية . وكانت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر قد كشفت أن عدد الحرائق المسجلة على الصعيد الوطني خلال السنة الماضية وصل إلى 425 حريقا. وأوضحت أن هذه الحرائق همت 991 هكتارا حوالي 65 في المئة منها تتألف بالأساس من الأصناف الثانوية والأعشاب والحلفاء. وتكشف المعطيات أن منطقة الريف (شفشاون - تطوان - طنجة - العرائش- وزان) تأتي في مقدمة المناطق المتضررة من الحرائق ب 147 حالة اندلاع حريق ومساحة 502 هكتارات التهمتها النيران، تليها المنطقة الشرقية (الناظور- بركان- تاوريرت) ب17 حالة حريق و203 هكتارات طالتها النيران، وأخيرا منطقة الشمال الشرقي ب45 حالة اندلاع حريق أتت فيها النيران على حوالي 90 هكتارا. وللإشارة فقد افتتحت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر مركزا وطنيا لتدبير المخاطر المناخية الغابوية كبنية موجهة لتدبير مخاطر حرائق الغابات والأخطار التي تهدد الغطاء النباتي. ويعكس هذا المركز الذي أنجزته المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر باستثمار مالي بلغ 9 ملايين درهم ، المجهودات الوطنية المبذولة قصد تعزيز كل الوسائل المتاحة للتدبير الأنجع وكذا السيطرة على حرائق الغابات والمحافظة على صحتها من الآفات. وكشفت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أنه» لأول مرة يتوفر المغرب على مركز لتدبير المخاطر حيث تتم تغطية كل مربع من التراب الوطني بمساطر تدبير حرائق الغابات والمتابعة الآنية للفرق والتدخلات وتطور الحرائق». ويهدف المركز الذي تم افتتاحه من قبل المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عبد العظيم الحافي بحضور سفير الولاياتالمتحدة بالرباط دويت بوش أيضا إلى تحسين الفعالية وكفاءة عملية التنسيق بين جميع الشركاء من أجل توفير المعلومات في الوقت المناسب حول الحرائق وصحة الغابات.