انتفض، يوم الجمعة الماضي ، سكان الحي الصفيحي مرج أبي الطيب الأعلى ضد محمد بنعيسى، رئيس مجلس بلدية أصيلة، وطالبوه بالتنحي عن رئاسة المدينة بعدما ظل يتربع على كرسي رئاستها منذ 28 سنة. الجموع الحاشدة التي انطلقت بعد انتهاء صلاة الجمعة، اخترقت أهم شوارع المدينة في اتجاه مقر المجلس البلدي ، حيث نظمت وقفة احتجاجية صاخبة رفعت خلالها شعارات تطالب رئيس المجلس برفع يده عن المدينة. الاحتجاجات التي انضمت إليها أفواج من الغاضبين من ساكنة المدينة، كادت أن تخرج عن السيطرة بعدما اندفعت الحشود محاولة اقتحام مقر البلدية لولا نضج ومسؤولية اللجنة المنظمة للتظاهرة التي شكلت سلسلة بشرية حالت دون الاقتحام، من جهة أخرى عملت السلطات العمومية على تطويق مداخل المدينة القديمة بمختلف أنواع القوات العمومية تحسبا لمحاولة المحتجين التوجه نحو مقر إقامة الرئيس، معيدة السيناريو الذي عاشته المدينة يوم 18 فبراير الجاري. شرارة الاحتجاجات انطلقت بعدما تأكد قاطنو الحي الصفيحي، أن الأملاك المخزنية قد فوتت في «ظروف غامضة» وبثمن رمزي، البقعة التي يتواجد بها الحي الصفيحي إلى مؤسسة منتدى أصيلة التي يرأسها محمد بنعيسى، وهو ما اعتبره قاطنو الحي «خيانة لهم من طرف الرئيس»، خاصة وأن بنعيسى سبق له باعتباره رئيسا لمنتدى أصيلة أن قام، بتمويل مع جهات خليجية، ببناء مساكن لفائدة إعادة إيواء ساكنة الحي الصفيحي مرج أبي الطيب الأعلى مقابل دفع مبلغ مالي للاستفادة من السكن، لكن مع انكشاف عملية التفويت اتضح أن عملية الترحيل كان الهدف منها وضع اليد على هذه البقعة البالغة مساحتها ثلاثة هكتارات ونصف في موقع استراتيجي بالمدينة.