هاجم المئات من المتظاهرين مساء الجمعة 18 فبراير منزل محمد بنعيسى، رئيس المجلس البلدي لأصيلة، وحاولوا اقتحامه بالقوة. وتدخلت فرقة من القوات المساعدة وعدة عناصر أمنية بزي مدني لإثنائهم عن تكسير بوابته الخشبية. وكانت المسيرة انطلقت من مقر البلدية وجابت مختلف شوارع المدينة وتوجهت نحو المدينة العتيقة حيث يوجد مسكن محمد بنعيسى، رئيس المجلس البلدي للمدينة منذ أكثر من 28 سنة. وانتابت موجة من الغضب المتظاهرين الذين فاق عددهم 1500 وبدأ بعظهم يركلون باب بيت عمدة مدينتهم بأرجلهم لاقتحامه. وكان بنعيسى قد حاول الخروج بسيارته من بيته عندما علم بقدوم المسيرة إلا أن سرعة توجه المتظاهرين في اتجاه المدينة العتيقة حمله على العودة إلى منزله. وعملت فرقة من القوات المساعدة على تطويق البوابة الرئيسية لقصر الريسوني المؤدية إلى منزل بنعيسى إلا أن المتظاهرين عرجوا على باب خلفي لمنزل بنعيسى وشرعوا في عملية تكسيره في غفلة من رجال الأمن الذين سارعوا فيما بعد إلى تطويق البوابة وإثناء المتظاهرين عن اقتحام منزل بنعيسى. وبعدها توجهت المسيرة نحو خارج المدينة العتيقة عبر باب "الحمر" واخترقت شارع الحسن الثاني وتجاوز عدد المشاركين فيها أكثر من ثلاثة آلاف متظاهر. وتوقفت المسيرة في ساحة أنوال عند الساعة السادسة مساء. وكانت بداية الاحتجاجات قد بدأت بمئات من شباب مدينة أصيلة نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر بلدية أصيلة للاحتجاج على سياسة تدبير المجلس من لدن رئيسه محمد بنعيسى. بتزامن مع دورة فبراير للمجلس البلدي برسم السنة المالية 2010. وقد طالب شباب المدينة بتنحي بنعيسى عن رئاسة المجلس البلدي الذي شغلها لأكثر من 28 سنة. وكانوا يحملون عدة لافتات تحمل صور للملك وصور كاريكاتورية ضد بنعيسى وصورة له مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيفي ليفني. ولم يترددوا في وصفه بعميل الصهاينة. وتوحدت مختلف الفعاليات المشاركة في التظاهرة من يساريين وإسلاميين وليبراليين ومن شبيبة التجمع الوطني للأحرار على مطلب واحد هو تنحي محمد بنعيسى من رئاسة المجلس البلدي، وحملوه المسؤولية فيما آلت إليه المدينة من بؤس. وطالبوا الجهات المسؤولة بتوفير فرص الشغل وإقامة منطقة صناعية وإحداث ملاعب رياضية بالمدينة. وندد المشاركون بالمناسبة بمؤسسة منتدى أصيلة وموسمها الثقافي ومكتبتها التي وصفوها ب"الوهمية"، "مكتبة بندر بن سلطان". وقد قوبل خروج بنعيسى بعد ظهر الجمعة من البلدية بصفير واحتجاجات عنيفة وهرع خارج مقر البلدية وسط حراسة أمنية مشددة. وقد حاول المحتجون اقتحام المتاريس التي تفصلهم عن بوابة البلدية إلا أن تدخل رجال القوات المساعدة حال دونهم. وأمام هذا الموقف الصعب لم يحضر بنعيسى الجولة الثانية من دورة فبراير التي استأنفت أشغالها عند الساعة الثالثة مساء. --- تعليق الصورة: متظاهرون يحملون رسما كاريكاتوريا لبن عيسى، وآخرون في اتجاه بيت بن عيسى