رسم تقرير جديد صدر أمس عن المندوبية السامية للتخطيط صورة قاتمة لواقع سوق الشغل بالمغرب، حيث أكد أن الاقتصاد الوطني فقد 26.000 منصب شغل، مقابل معدل إحداث سنوي يقدر ب 74.000 منصب خلال الثلاث سنوات الأخيرة. وقال التقرير إن عدد العاطلين بالمغرب وصل خلال الفصل الثاني من العام الجاري إلى 1.023.000 شخص متراجعا ب 1.7 في المئة مقارنة مع مستواه في نفس الفترة من العام الماضي، غير أن هذا التراجع لم يكن بسبب إحداث مناصب شغل أكثر، وإنما بسبب تراجع عدد النشيطين الذي نزل عن عتبة 12 مليون نشيط . وأوضح التقرير أن الاقتصاد الوطني لم يحدث سوى 103.000 منصب شغل مؤدى عنه معظمها في البادية : 29.000 منصب بالوسط الحضري و74.000 بالوسط القروي. كما سجل الشغل غير المؤدى عنه، والمتكون أساسا من المساعدين العائليين (%98)، انخفاضا ب 129.000 منصب شغل، وذلك نتيجة فقدان 138.000 بالمناطق القروية وإحداث 9.000 فقط بالمناطق الحضرية. وكشف التقرير أن العالم القروي عرف هذه السنة فقدان 64.000 منصب شغل جراء الجفاف الذي عرفه الموسم الفلاحي الحالي، حيث فقد قطاع» الفلاحة، الغابة والصيد» 175.000 منصب شغل، في حين أحدث قطاع «الخدمات» 70.000، «البناء والأشغال العمومية» 41.000 و»الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية» 38.000 منصب. ويخبرنا التقرير بأن ظاهرة البطالة تبقى أكثر انتشارا في صفوف حاملي الشهادات والشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة. وهكذا، خلال الفصل الثاني من سنة 2016، بلغ معدل البطالة %3,7 لدى الأشخاص الذين لا يتوفرون على أي شهادة، و%12,9 لدى حاملي الشهادات ذات المستوى المتوسط ، حيث سجل %18,2 في صفوف حاملي شهادات التخصص المهني، و%20,4 لدى حاملي الشهادات ذات المستوى العالي، حيث بلغ هذا المعدل %23,3 لدى خريجي الكليات منهم. كما سجل هذا المعدل %21,5 لدى الشباب البالغين من العمر ما بين 15 و24 سنة و%38,8 في صفوف الحضريين منهم، مقابل %8,6 بالنسبة لمجموع الأشخاص البالغين من العمر 15 سنة فما فوق.