أبلغ زعيم حزب سيوددانس، ألبرت ريفيرا، مرشح الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، أن حزبه لن يغير قرار امتناعه بالتصويت لصالح تنصيب هذا الأخير، وأمله في أن يقنع ذلك زعيم الاشتراكيين بالامتناع، أيضا، لأن «لاءاته» ستقود البلاد لانتخابات ثالثة. وأوضح ريفيرا، في ندوة صحفية عقب لقائه برئيس الحكومة المنتهية ولايتها الذي استمر نحو ساعة وعشرين دقيقة، أنه لن يتفاوض مع راخوي حول أي شيء رغم اتفاقهما على الإبقاء على «خط مباشر» مفتوح حول مختلف القضايا المتعلقة بتحديد سقف الإنفاق والميزانيات. وجدد ريفيرا التأكيد على أن راخوي هو المرشح المقترح من قبل الملك، وبالتالي ليس هناك «بديل» آخر لتشكيل الحكومة، كما طالب بذلك زعيم سيوددانس في وقت سابق لدعم حكومة أقلية يشكلها الحزب الشعبي. وتابع أنه طلب من راخوي تحديد تاريخ رسمي، وفي أقرب وقت، لنقاش التنصيب، دون أن يسأله إن كان سيتقدم لهذا النقاش بعد تلميحه، عقب تكليفه الخميس الماضي من قبل العاهل الإسباني بتشكيل حكومة جديدة، أنه قد يتراجع عن ذلك إذا لم يتوفر على الدعم اللازم. يشار إلى أن زعيم الاشتراكيين، بيدرو سانشيز كان قد جدد الثلاثاء عقب لقائه رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، التأكيد على أن حزبه سيصوت «ضد» إعادة انتخاب زعيم المحافظين، ورفضه فتح مفاوضات معه، مبرزا أن هناك أحزابا أخرى يمكنها دعم ترشيح راخوي، وليس الاشتراكيون. وتفتقر إسبانيا لحكومة تحظى بثقة البرلمان منذ انتخابات دجنبر ويونيو الماضيين التي حصل فيها الحزب الشعبي، بزعامة راخوي، على أكبر عدد من الأصوات، ومن المقاعد في البرلمان، لكن دون التوفر على العدد المطلوب لتشكيل حكومة أغلبية (176 مقعدا). وكانت انتخابات 20 دجنبر 2015 و26 يونيو الماضي قد أفرزت برلمانا مجزأ لا يتوفر فيه أي من الأحزاب الممثلة فيه على أغلبية مطلقة، وهو وضع غير مسبوق في تاريخ الديمقراطية الإسبانية الحديثة. من جهته قال زعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، إن «الأكثر إلحاحا» بالنسبة لإسبانيا، حاليا، ليس إجراء نقاش حول التنصيب، وإنما تشكيل «حكومة قوية ومستقرة تتمتع بدعم برلماني واسع» وقادرة على توفير «الاستقرار لهذا البلد». وأوضح زعيم الحزب الشعبي، في ندوة صحفية عقب لقائه بزعيم حزب سيوددانس في إطار مفاوضاته مع زعماء الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة جديدة، أن «المُلِح» بالنسبة لإسبانيا ليس النقاش حول مسألة التنصيب، وإنما تشكيل حكومة قوية ومستقرة تحظى بدعم برلماني كاف وقادرة على مواصلات الإصلاحات، وعلى ضمان الاستقرار وإخراج البلاد من حالة الجمود. وتابع راخوي، في هذا السياق، أن اللجوء إلى «انتخابات ثالثة سيكون غير مقبول»، مشددا على ضرورة «تعاون والتزام الجميع»، مشددا على «الحاجة إلى التحدث والتوصل إلى نوع من التفاهم لإنهاء حالة الجمود السياسي والعودة بالحياة السياسة إلى طبيعيتها.» وجدد التأكيد على أن إصرار الحزب الاشتراكي على «لاءاته» بدل الامتناع عن التصويت سيحول دون أن يكون هناك تنصيب ناجح، مضيفا أنه في غياب «أي توافق والتزام» ونقاش من قبل سيوددانس حول طرح القضايا الملحة على الطاولة لن يتحقق استقرار في الحكم. وعبر راخوي، من جهة أخرى، عن ارتياحه لنتائج اجتماعه الأربعاء بزعيم حزب سيوددانس، ألبيرت ريفيرا، الذي تم خلاله الاتفاق على فتح مفاوضات «عادلة ومفتوحة ودون قيود»، وهي في رأيه «خطوة أولى في مسيرة طويلة» نحو تشكيل حكومة جديدة. وسلم مرشح الحزب الشعبي لرئاسة الحكومة المقبلة زعيم الليبراليين، في هذا السياق، وثيقة تضمنت سلسلة من المقترحات، كما عرض عليه أربع مجموعات عمل لتطوير التدابير اللازمة للنهوض بهذا البلد الإيبيري وإخراجه من الجمود السياسي الذي يعيشه منذ نحو سبعة أشهر.