يعيش حي المسيرة بمدينة وادي زم غليانا غير مسبوق، منذ أربعة أيام متتالية، بسبب الانقطاع التام للماء الصالح للشرب. ولم تكن هذه الايام هي الاولى، بل إن الوضع يعود لشهور عديدة، لكن الانقطاع لم يكن بهذا الحجم الذي جعل ساكنة الحي تشتكي وتحتج . فقد عرفت الآبار القليلة بالمسيرة إقبالا منقطع النظير، فكلما مررت من شارع أو زنقة إلا وتشاهد النساء مهرولات في اتجاه البحث عن قطرة ماء يطفئن بها عطشهن وعطش أبنائهن ،ومنهن من تضطر إلى التنقل مسافة بعيدة لعلها تجد ما تروي به غليلها .وهناك من ترابض أمام البئر لما يزيد عن أربع ساعات من أجل الحصول على «سطل ماء». فكلما مررت أمام مجموعة إلا وسمعت عبارة « الماء الماء» تخرج من الحناجر بغصة وحسرة على ما آل اليه الوضع بحي يضم 30000نسمة وحوالي 700 منزل يؤدي سكانها فواتير الاستهلاك بدون ان يستهلكوا. وقد تم إبلاغ المسؤولين بحجم المعاناة الدائمة للسكان، وذلك في أفق إيجاد حل فوري للمعضلة تفاديا للأسوأ، علما بأن البعض تحدث عن أن الحي يتواجد خارج القواعد الانتخابية للحزب المسير- العدالة والتنمية، ،فحسب المصادر ذاتها فإن بعض الأحياء بالمدينة لا تعرف هذه الأزمة بحكم أن ساكنتها تصنف ضمن المحسوبين على «العداليين» . فحتى الماء الذي يعد نعمة من نعم لله يخضع للحسابات السياسوية الضيقة للمجلس البلدي، حيث أن الرئاسة تحاول انتهاز فرصة الخصاص في الماء للانتقام من الذين يعارضون اتجاهاتها التدبيرية الفاشلة.