قال رئيس مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، نور الدين الصايل، الثلاثاء، إن توظيف تقنية اللقطة - المشهد في السينما، دون تقطيع أو توضيب، بمثابة اعتراف وتمجيد للمسرح كمرجع للفن السابع. وأوضح الصايل خلال اللقاء الثاني ضمن سلسلة نقاشات منتصف الليل، المنظمة على هامش مهرجان خريبكة، أن الممثلين يقدمون، في سياق اللقطة - المشهد، أداء يطابق بدقة شروط المسرح، مما يفرض قوة في النص والإخراج، مضيفا أن هذه التقنية السينمائية تتملك إشكاليات المسرح وتضاعفها على الشاشة الكبرى. وقد تم في هذا الإطار عرض فيلم «فيكتوريا» للمخرج سيباستيان شيبر، الذي صور في لقطة - مشهد وحيدة من ساعتين وعشرين دقيقة عبر 22 موقعا مختلفا، باعتباره نموذجا لفيلم درامي دون تقطيع و لا مونتاج. ويحكي فيلم «فيكتوريا» الذي حصل على جوائز عديدة قصة فكتوريا (لايا كوستا)، وهي شابة اسبانية حلت حديثا ببرلين. ولدى خروجها من ناد ليلي تلتقي مجموعة من شباب المدينة ترتبط معهم سريعا بصداقة، وتقرر الانخراط في أجوائهم الليلية المجنونة وتجاوز الحدود التي كانت ترسمها لنفسها سابقا. موسيقى، كحول ومخدرات تعمق هذا الجنوح الذي يتعاظم لتجد المجموعة نفسها متورطة في سرقة بنك. إنه فيلم يفجر مشاعر التوتر والضغط العصبي. يذكر أن مهرجان خريبكة للسينما الافريقية يعرف مشاركة 15 فيلما في المسابقة الرسمية للدورة، التي تحتفي بالسينما الإثيوبية ، تمثل 12 دولة افريقية وهي تونس وإثيوبيا والجزائر وغينيا ورواندا ومصر وبوركينافاسو و مالي ونيجيريا و ساحل العاج والبنين والمغرب. وفضلا عن ندوة رئيسية حول موضوع «مسألة السيناريو في السينمات الافريقية»، يتضمن المهرجان تكريم السينما التونسية من خلال أحد أهم روادها الكبار الراحل الطاهر شريعة باعتباره أحد أبرز مؤسسي أول مهرجان سينمائي في القارة الإفريقية «أيام قرطاج السينمائية»، وكذا تكريم السينمائي ومدير التصوير المغربي محمد عبد الكريم الدرقاوي، إضافة الى ورشات سينمائية حول إدارة التصوير السينمائي والإخراج السينمائي والتوليف الرقمي وكتابة السيناريو.