يرتكب النظام الليبي هذه الأيام مجزرة رهيبة، ضد جماهير الشعب، التي تثور ضد سياسته وتعبر عن رفضها له، بالطرق السلمية من تظاهر واعتصام وغيرها من أساليب النضال. غير أن نظام العقيد معمر القذافي، بدل أن يتعامل مع هذه الاحتجاجات كحق من حقوق التعبير والممارسة السياسية، لجأ الى أسلوب دموي في قمع المتظاهرين مما أودى بحياة عدد كبير من القتلى وآلاف الجرحى. والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، التي تستند في مبادئها الدفاع على مرجعية حقوق الإنسان، تعتبر أن ما يقوم به النظام الليبي، من إطلاق الرصاص الحي على المدنيين العزل، وقصفهم بالطائرات، واستعمال كل أساليب الفتك والتقتيل ضدهم، يشكل جريمة ضد الإنسانية، لا يمكن السكوت عليها. لذلك، فإن النقابة تدعو كافة الصحافيات والصحافيين المغاربة، الذين من المؤكد أنهم يتألمون لهذه الأحداث المأساوية، إلى التعبير عن تضامنهم مع الجماهير الثائرة على النظام الليبي، وذلك بالوقوف، في مقرات عملهم، يوم الجمعة 25 فبراير القادم، قبل صلاة الجمعة، للترحم وتحية أرواح الضحايا الشهداء من الأبرياء المدنيين. كما تدعو النقابة وسائل الإعلام، المكتوبة والمرئية والمسموعة، الى تغطية هده المبادرة التضامنية، و كل أشكال التضامن مع الجماهير الليبية والتنديد بالجرائم التي يرتكبها النظام في هذا البلد. ومن نفس المنطلقات التي وردت في هذا البلاغ، تعتبر النقابة أن الدولة المغربية مدعوة أولا، الى السماح لكل المتظاهرين المغاربة بالتعبير عن تضامنهم مع الجماهير الليبية والتنديد بسياسة التقتيل التي يواجهون بها، ثانيا،الى اتخاذ موقف واضح ضد الجرائم التي يرتكبها النظام الليبي، مؤكدة انه بالإضافة الى المبادئ الإنسانية التي ينبغي أن تسود في اتخاذ مثل هذه المواقف، فإن الروابط التي تربطنا بالشعب الليبي الشقيق تفرض على بلدنا تكثيف أشكال الدعم و التضامن لأخوتنا الليبيين. مالطا تمنع هبوط طائرة ليبية في مطار لافاليتا منعت هيئة الطيران المدني في مالطا الاربعاء هبوط طائرة ليبية تابعة للخطوط الجوية الليبية في مطار لافاليتا حسب ما اعلن هذا المصدر لفرانس برس. وكانت الطائرة تنقل 14 شخصا ورفضت هيئة الطيران اعطاء الاذن بالهبوط لانها ظهرت فجأة في المجال الجوي المالطي. واكد الطيار ان رحلته حصلت على اذن بالهبوط الثلاثاء وانه لم يعد لديه وقود. واضاف المصدر انه حاول لمدة 20 دقيقة اقناع السلطات بتغيير موقفها. وامام رفض السلطات في مالطا عاد بالطائرة الى ليبيا في حين نشر جنود مالطيون على مدرج المطار. وكان طياران حربيان ليبيان اعلنا الاثنين بعد وصولهما الى مالطا انهما فرا من ليبيا لرفضهما تنفيذ اوامر باطلاق النار على المتظاهرين في بنغازي التي انطلقت منها حركة الاحتجاج منتصف فبراير في شرق ليبيا. وتقع مالطا على بعد نحو 350 كلم شمال ليبيا. هيومن رايتس ووتش تؤكد ارتكاب النظام الليبي جرائم ضد الإنسانية أشار توم مالينوفسكي، مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في واشنطن، إلى وجود أدلة تشير إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا. وقال مالينوفسكي: «أعتقد أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن هذه الجرائم هي بالفعل جرائم ضد الإنسانية، وتشمل هجمات موسعةٍ ضد المدنيين. نحن حريصون على إجراء تحقيقات ومقابلات مع الشهود، وندرس الأدلةَ للتأكد من المؤشرات القانونية حتى في غياب مثل هذه التحقيقات إلا أن هناك مؤشرات واضحة على أن هناك جرائم ارتكبت ضد المدنيين الأبرياء ومن ارتكبها يجب أن يتحملوا المسؤولية». وأضاف مالينوفسكي أن المنظمة تحاول إيجاد قنوات للاتصال مع المعارضة في المناطق التي يسيطرون عليها، «لكن الأمر صعب بسبب إغلاق كافة وسائل الاتصال». وكشفت صحيفة ليبية محلية عن تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية الليبية بالقرب من مدينة بنغازي، بعدما خرج منها طاقمها المكون من طيارين بالمظلات بعدما تلقيا أوامر بقصف المدينة. ونسبت صحيفة «قورينا» إلى عقيد في قاعدة جوية قريبة من بنغازي قوله: إن قائد الطائرة عطية عبدالسلام العبدلي ومساعده علي عمر القذافي قفزا بالمظلات من طائرة روسية الصنع من طراز سوخوي 22 . وأكد أن الطائرة التي أقلعت من طرابلس سقطت بالقرب من مدينة أجدابيا التي تبعد 160 كيلومتراً جنوب غربي بنغازي. وأسفرت أعمال العنف المرتبطة بالاحتجاجات ضد القذافي عن سقوط 640 قتيلاً على الأقل بينهم 275 في طرابلس و230 في بنغازي أي أكثر من ضعف الحصيلة الرسمية التي تحدثت عن 300 قتيل، حسب ما أعلن الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان. وقالت سهير بلحسن، رئيسة الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان، ومقره باريس إن هذه الحصيلة تستند الى «مصادر عسكرية» بالنسبة الى طرابلس ومعلومات للرابطة الليبية لحقوق الإنسان بالنسبة الى بنغازي ومناطق أخرى. ولا تشمل هذه الحصيلة احتمال سقوط ضحايا في مدينة طبرق أقصى شرق البلاد، حيث لم يحصل الاتحاد على معلومات دقيقة. وقالت إنه في بنغازي ثاني مدن البلاد ومعقل المعارضة أحصى الاتحاد 230 قتيلاً «بينهم 130 عسكرياً أعدموا على أيدي ضباطهم لأنهم رفضوا إطلاق النار على حشود المتظاهرين».