يرتكب النظام الليبي هذه الأيام مجزرة رهيبة، ضد جماهير الشعب، التي تثور ضد سياسته وتعبر عن رفضها له، بالطرق السلمية من تظاهر واعتصام وغيرها من أساليب النضال. غير أن نظام العقيد معمر القذافي، بدل أن يتعامل مع هذه الاحتجاجات كحق من حقوق التعبير والممارسة السياسية، لجأ إلى أسلوب دموي في قمع المتظاهرين مما أودى بحياة عدد كبير من القتلى وآلاف الجرحى. والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، التي تستند في مبادئها إلى الدفاع على مرجعية حقوق الإنسان، تعتبر أن ما يقوم به النظام الليبي، من إطلاق الرصاص الحي على المدنيين العزل، وقصفهم بالطائرات، واستعمال كل أساليب الفتك والتقتيل ضدهم، يشكل جريمة ضد الإنسانية، لا يمكن السكوت عليها. لذلك، فإن النقابة تدعو كافة الصحافيات والصحافيين المغاربة، الذين من المؤكد أنهم يتألمون لهذه الأحداث المأساوية، إلى التعبير عن تضامنهم مع الجماهير الثائرة على النظام الليبي، وذلك بالوقوف في مقرات عملهم، يوم الجمعة 25 فبراير القادم، قبل صلاة الجمعة، للترحم وتحية أرواح الضحايا الشهداء من الأبرياء المدنيين. كما تدعو النقابة وسائل الإعلام، المكتوبة والمرئية والمسموعة، إلى تغطية هذه المبادرة التضامنية، و كل أشكال التضامن مع الجماهير الليبية والتنديد بالجرائم التي يرتكبها النظام في هذا البلد. ومن نفس المنطلقات التي وردت في هذا البلاغ، تعتبر النقابة أن الدولة المغربية مدعوة أولا، إلى السماح لكل المتظاهرين المغاربة بالتعبير عن تضامنهم مع الجماهير الليبية والتنديد بسياسة التقتيل التي يواجهون بها. وثانيا، إلى اتخاذ موقف واضح ضد الجرائم التي يرتكبها النظام الليبي، مؤكدة انه بالإضافة إلى المبادئ الإنسانية التي ينبغي أن تسود في اتخاذ مثل هذه المواقف، فإن الروابط التي تربطنا بالشعب الليبي الشقيق تفرض على بلدنا تكثيف أشكال الدعم و التضامن مع إخوتنا الليبيين.