«.. كول ليا واش عطاوك لفلوس باش تدافع عليهم.. جيني كود وجاوبني كالو لي راك مرايقي ومخلويض.. كالو لي انت مندوك الناس اللي واكلين مزيان مع الفرقة.. جيني كود وبلا متراوغني.. زيد هضر..». كان ذلك جزء من حديث «صحفي» أجراه معد برنامج «المريخ الرياضي» في الحلقة التي بثها «راديو مارس» يوم الثلاثاء، وهو يحاور رئيس إحدى جمعيات جمهور النادي المكناسي لكرة القدم. نعم، ذلك مجرد نموذج من قاموس الأسئلة المستفزة التي طرحها صاحب البرنامج، وبنبرة حادة وشديدة وكأنه يستنطق متهما داخل مخفر للشرطة. الضيف «المسكين»، رماه حظه ذلك اليوم، وحمل سماعة هاتفه الشخصي، ليساهم في نقاش حول وضعية فريقه المفضل النادي المكناسي، ولم يكن يتوقع طريقة الاستقبال والاستضافة في محطة إذاعية لم يتردد في التنويه بها خاصة أنها خصصت حلقة بكاملها لمناقشة وضعية فريقه. في تلك الحلقة، استضاف البرنامج أعضاء بعض جمعيات الجمهور المكناسي، وكان واضحا أن الحاضرين لم يكن يربطهم ب «ضيف التليفون» المستنطق، أي رابط ودي، كما كان واضحا أن هناك تباعدي بين الأطراف، استغله صاحب البرنامج ليوصل اتهامات هذا الطرف للآخر، ويوظف منها سلسلة من الأسئلة «البوليسية» لضيفه! ظل هذا الأخير محتفظا على هدوئه، ولم يسقط في فخ النرفزة، أجاب عن كل الأسئلة ببرودة دم إيجابية، وحاول إعطاء كل التوضيحات، بالرغم من الجلبة واللغط اللذين كان يحدثهما صراخ مقدم البرنامج، الذي سقط في «الحفرة» التي هيأها لضيفه، وانفعل وثار أمام أجوبة بدت منطقية وموضوعية من قبيل: «تقولون أن النادي المكناسي لم يستفد من أي دعم مالي.. هذا مجانب للصواب، فقد توصل المكتب المسير ب 150 مليون سنتيم.. صحيح أنها غير كافية، ولكنها مبادرة جيدة..». «.. شكون انتا حتى تدافع عن المكتب المسير.. واش شاد لفلوس من عندهم.. فين هي هاذ 150 مليون واحنا عارفين أن اللاعبين مامخلصينش، والمدرب كيدفع مسكين من جيبو». «أنا لا أدافع عن المكتب، أما فين مشات 150 مليون، فهذا يخص المكتب هو اللي مفروض يجاوبكم..». للأسف، كنا نعتقد أن حلقة يوم الثلاثاء من برنامج «المريخ الرياضي» ستعالج وتناقش وضعية النادي المكناسي بمقاربة مهنية وموضوعية، وانتظرنا أن يسمو البرنامج بالموضوع ليشمل حال الرياضة ككل بالعاصمة الإسماعيلية، فإذا بمقدمه ينحو في تجاه شعبوية واضحة زاغت عن أي منطق موضوعي، خصوصا عندما جعل من نفسه «بوليسيا» يستنطق ضيوفه في محاولة إقناعهم بقول ما ليس هم به مقتنعون! نتخوف حقيقة أن يقوم البعض، كيفما كانت دوافعه وأهدافه، بتحويل ميكرفون إذاعي لسوط يلذغ هذا الطرف لتلميع صورة ذاك الطرف الآخر، وليس بتلك الصورة غير المهنية سينجح «المريخ الرياضي» في إعلان صداقاته لبعض الأطراف في المشهد الرياضي المكناسي.. أو التعبير عن قربه ودعمه لمدرب بقيمة مدرب فريق النادي المكناسي لكرة القدم!