ضرب الإرهاب ،أول أمس الاثنين، ثلاث مدن سعودية في حملة تفجيرات وعمليات انتحارية منسقة على ما يبدو، في الوقت الذي يستعد فيه السعوديون للاحتفال بعيد الفطر في اليوم قبل الأخير من شهر رمضان الفضيل، إحدى هذه التفجيرات كانت غير مسبوقة حيث وقعت قرب المسجد النبوي بالمدينةالمنورة وأسفرت عن مقتل أربعة من عناصر الأمن السعودي، وأثارت استنكارا شديدا في العالم الإسلامي. ووقعت التفجيرات التي استهدفت قنصلية أمريكية ومصلين، وبالقرب من أحد المساجد المجاورة لسوق مياس بمدينة القطيف ومركز أمني بالقرب من المسجد النبوي في المدينة بعد أيام من عمليات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية أسقطت أعدادا كبيرة في تركيا وبنغلادش والعراق. وكشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية بأن الانتحاري الذي قام بتفجير نفسه بحزام ناسف داخل مواقف «مستشفى الدكتور سليمان فقيه» في وقت مبكر صباح أمس بمحافظة جدة، باكستاني الجنسية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث قوله إن الانتحاري كان مقيما مع زوجته ووالديها في مدينة جدة التي قدم إليها قبل 12 عاما للعمل كسائق خاص. هذا، وأدانت باكستان، التي غادر رئيسها ممنون حسين جدة ،أمس، بعد زيارة للمملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي، أدانت بشدة التفجيرات الإرهابية التي وقعت في المملكة العربية السعودية خاصة جوار المسجد النبوي وما سببته من خسائر في الأرواح والممتلكات. وسعى ولي العهد السعودي ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز أمس الثلاثاء إلى طمأنة السعوديين على أمن البلاد بعد التفجيرات الانتحارية الثلاثة، فيما أدانتها جامعة الدول العربية بأشد العبارات. وأكد الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط،في بيان، أن هذه التفجيرات المشينة تأتي لتؤكد مرة أخرى أن الإرهاب ليس له دين أو وطن خاصة وأن من قاموا بهذه الجرائم الشنيعة لم يراعوا حرمة شهر رمضان الكريم ولا حرمة المقدسات. وقال أبو الغيط إن مثل هذه الأفعال الإجرامية يجب أن توضح لشباب الأمة ضرورة التنبه لمخاطر الفكر المتطرف الذي يسهل الانزلاق إلى العنف والإرهاب وهو ما يحتم لفظه من البداية درءا لمخاطره وأضراره. ووصف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية ب»الأعمال الدنيئة التي لم تراع حرمة المكان والزمان وحرمة الدماء المعصومة ، لتبين بشكل جلي مدى الضلال الذي بلغته هذه العناصر الضالة وما يدفعهم إليه فكرهم الظلامي» . ويقول مسؤولو أمن سعوديون إن أنصار التنظيم داخل المملكة يتحركون مستقلين بشكل أساسي ولا يعتمدون على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا إلا من أجل الحصول على مساعدة لوجيستية محدودة أو من أجل الحصول على المشورة، الأمر الذي يزيد صعوبة رصدهم لكنه يجعلهم أقل قدرة على تنفيذ هجمات على أهداف محمية بعناية.