لا تترد الجارة الجزائر كلما سمحت لها الفرصة في أن تخرج ما يشبه الفرقعات الإعلامية عبر إعلامها الرسمي لتقديم انطباع بوجود توتر في العلاقات المغربية الفرنسية تروم من خلاله تسميم الأجواء بين الرباطوباريس اللتين تربطهما علاقة ديبلوماسية متينة. يبدو أن وكالة الأنباء الجزائرية ليست على ما يرام، ووقعت قبل أيام في مخالب الانزلاقات، وأضحت عبر تعميمها لخبر حول «خلاف ديبلوماسي جديد بين باريسوالرباط « بسبب «استياء» الرباط لعدم ايجاد «الدعم الضروري من باريس» بعد قرار طرد الموظفين المدنيين لبعثة الأممالمتحدة (مينورسو) لا يوجد إلا في مخيلتها هي ومصادرها في العاصمة باريس، آلة دعائية لجهات تنزعج لدينامية علاقة التعاون الاستثنائي. لقد رأت الجزائر في تأجيل زيارة وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان مارك آيرو إلى المغرب إشارة قوية بأن ثمة بوادر توتر بين الرباطوباريس، وأصرت على أن تؤكد عبر وكالة الأنباء الجزائرية أن السبب «موقف فرنسا من التطورات الأخيرة في قضية الصحراء المغربية» سعيا منها في المساهمة في تغيير منحى الخيار الفرنسي الداعم للمقترح المغربي للحكم الذاتي. إن الجزائر لن تنسى قول رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس خلال زيارته الرسمية الأخيرة إلى بلد المليون شهيد «أن موقف بلاده من قضية الصحراء، الداعم لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، «لم يتغير»، قول كان بمثابة رسالة واضحة وحاسمة من فرنسا إلى الجزائر التي تحاول حشد دعم دولي حول الأطروحة الانفصالية. إن واقع الحال، الذي يؤكد العلاقات القوية بين باريسوالرباط، يشير بشكل واضح إلى أن تأجيل زيارة رئيس الديبلوماسية الفرنسية إلى الرباط أمر تقني أكثر منه سياسي أو ديبلومسي، وكما جاء على لسان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية رومان نادال الخميس الماضي، فقد تم لأسباب متعلقة بأجندة الطرف المغربي» مشيرا إلى أن كل من جان مارك آيرو وصلاح الدين مزوار على اتصال» لتحديد تاريخ جديد في أقرب الآجال».