تعد مدينة وادي زم من أعرق المدن المغربية التي ناضلت الى جانب بعض المدن في سبيل الوطن وفي سبيل الحرية والاستقلال و ضحى رجالاتها بدمائهم واموالهم من اجل ان يكون المغرب حرا مستقلا، لكن مع الأسف الشديد لم تنل مدينة الشهداء ولو ذرة بما ضحت وبما ناضلت من اجله وكأنها عوقبت وجزيت جزاء السينمار الذي ألقي به من شاهق العمارة جزاء لمعروف قدمه ،بحيث يعيش سكانها الفقر والتهميش والبطالة رغم انها تحوي في بطنها ثروة كبيرة بإمكانها ان تغطي كل حاجيات سكانها فردا فردا وتشغل كل عاطليها .انها ثروة الفوسفاط التي لم تجن منها المدينة الا الامراض والويلات بسبب السموم التي يفرزها . مدينة وادي زم توجد بين مقبرة الشهداء التي يعتز بها كل ودزامي غيور على مدينته بحكم أنها تضم قبورا طاهرة لمقاومي المدينة وشرفائها ، وبين مزبلة شاءت الاقدار في عهد تسيير عشوائي فاشل ان تكون ضريبة لساكنة» الشهيدة» بروائحها وأدخنتها المتصاعدة والتي تغطي سماء المدينة وكأن وادي زم في حرب دائمة بسب تقاعس وتنازل المجلس البلدي عن تحويلها من مخرج المدينة نظرا لاضرارها الوخيمة . كانت وادي زم تضم معامل-ايكوز ،فرتيما ،لاسكون،شركة التبغ ... تشغل فئات عديدة وتوفر ميزانية محلية رفعت من اقتصاد المدينة إبان كانت تشتغل ،لكن بتواطؤ وتحالف بعض المتخاذلين ممن تعاقبوا عليها رحلت تلك المعامل الى مدن حباها الله رجالا اوفياء يحبون الخير لمدنهم ، ولم يبق من تلك المعامل الا قنبلة موقوتة تهدد ساكنة وادي زم في كل حين وآن . إنه معمل الغاز « المعلمة المسمومة» التي رفضتها بعض المدن لاحتوائها لاضرارصحية تنتج عن روائح غاز البوطان . وادي زم الشهيدة لم تنل حظها من المبادرات والاوراش التي سطرت في العهد الجديد ولم تكن في صلب اهتمامات من دبروا ويدبرون شأنها المحلي. فهناك من اغتنى من خيراتها مقابل الصمت المريب وهناك من رضع حليبها وخان عطفها ...... وحتى نعطي لكل حقه حقه فقد تم تشييد سجن كبير بمخرج المدينة باتجاه الفقيه بنصالح، سجن يلقب ببودركة، وكأنه شيد عقابا لمدينة أرادوا لها أن تصبح من الماضي.