وسط حضور وازن,تابع اللقاء إلى الساعات الأولى من صبيحة يوم السبت 26/6/2016، قدم ادريس السالك الكاتب الاقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي بخريبكة، حصيلة الاتحاد الاشتراكي بالمنطقة, خلال اللقاء التواصلي الخامس مع ساكنة المدينة، الذي أطره الحبيب المالكي بغرفة الصناعة والتجارة بخريبكة. الكاتب الإقليمي , أكد أن الحصيلة سجلت إحداث كلية متعددة التخصصات بخريبكة سنة 2005 بشعب متنوعة مستجيبة لحاجيات سوق الشغل, من خلال إحداث شعب ذات الولوج المقيد بشروط التفوق. هذا الصرح التربوي الذي يحتضن مثلا خلال الموسم الدراسي 2013 - 2014 ما يقارب 3000 طالبة وطالب، بقدر ما ساهم في الحد من معاناة سكان الإقليم من خلال توفير فرص للتعليم العالي وسط الإقليم وتفادي التنقل وما يرافق ذلك من مشاكل متعددة, ساهمت بشكل غير مباشر في توفير فرص الشغل ( خدمات الكتابة واللوازم الجامعية) كما ساهمت في ارتفاع الطلب على السكن (كراء الغرف والمنازل) الذي ساعد أسرا عديدة على إيجاد موارد رزق إضافية. إحداث مدرسة المهندسين هذا الإنجازالتربوي ساهم في استقبال عدد كبير من الطلبة المتفوقين من أنحاء الإقليم وحتى من خارجه، الذي حول الإقليم إلى قاطرة تربوية تنتج الكفاءات وأطر المستقبل في تخصصات ضرورية لأي مشروع تنموي. إلا أن هذا كله لا يعفينا من طرح تساؤلات مشروعة لسكان هذا الإقليم حول مشاكل هذا القطاع أولها:حذف بعض التخصصات, الشيء الذي سيفرغ الكلية من قيمتها الأصلية، وتحويلها إلى فضاء جامعي بولوج مفتوح.وثانيها مشاكل بالجملة على مستوى الوسائل التربوية خاصة في المجالات العلمية وشعبة الجغرافية. قطاع التربية الوطنية عرف هذا القطاع تحولا كبيرا على مستوى الكم,ففيما يتعلق بالبنية التحتية تم إحداث مجموعة من المؤسسات التعليمية الجديدة,نذكر منها: احمد أمين، اع. القادسية، اع. حافظ إبراهيم، إعدادية تاشرافت، إعدادية بن تباو، ومدرسة القاضي عبد الرحمن المنصوري، مدرسة الأطلس، ثانوية المقاومة، كما تم إحداث مجموعة من الداخليات (تاشرافت، الشكران) ... وبالنسبة للنقل المدرسي خاصة بالعالم القروي، عرف بدوره اهتماما كبيرا من خلال توفر أغلب الجماعات القروية على حافلات للنقل المدرسي. وبخصوص وضعية قطاع التعليم بالإقليم,نلاحظ أن هناك مجهودا كبيرا بذل على مستوى تعميم التعليم وتغطية جميع الجماعات القروية والأحياء الهامشية في إطار الحق في التربية للجميع. لكن رغم ذلك هناك مشاكل وإكراهات مازالت قائمة وأهمها: مؤشر الهدر المدرسي مازال مقلقا بالإقليم,مشكل إعادة الانتشار داخل الإقليم,أيضا مشاكل الإدارة التربوية والمشاكل التي تعانيها من خلال الوضعية القانونية للمديرين وغياب أطر مساعدة للتدبير اليومي للمؤسسة وغياب الأعوان ومشاكل محيط مؤسسات التعليم والسرقات وغياب تعاون الأسرة ومختلف الفاعلين المعنيين بالمؤسسة,هناك أيضاعدم تفعيل شعار المؤسسة المستقلة وصورية مجالس التدبير ومشاكل تنقل أساتذة العالم القروي وغياب أي تعويض للعاملين بالمناطق النائية، إضافة إلى مشكل السكن بالعالم القروي,ثم مشكل احتلال السكنيات الإدارية والوظيفية بنيابة خريبكة، حيث هناك أكثر من 200 سكن محتل في الوقت الذي يعاني أطر المراقبة التربوية والنيابة من غياب السكن الإداري. التكوين المهني أصبح قطاع التكوين المهني يحظى بإقبال كبير لدرجة لم يعد قادرا على استيعاب كل الوافدين على هذا المرفق الذي لم يعد في مستوى تطلعات إقليمخريبكة. أيضا هناك مشكل محدودية الطاقة الاستيعابية التي لا تستجيب لعدد الراغبين في ولوج هذه المؤسسة، والمطلوب إحداث مراكز أخرى بخريبكة، أبي الجعد، وادي زم. وفتح تخصصات جديدة تتلاءم أولا مع طبيعة الإقليم خاصة منها التخصصات في الفلاحة و تخصصات في الصناعة الغذائية وفي البناء والخدمات , وتخصصات في تربية المواشي. في اعتقادنا، فإن هذا النوع من التخصصات ضروري لتأهيل يد عاملة قادرة على رفع تحدي التنمية والانخراط في سوق الشغل المحلية. قطاع الصحة هذا القطاع يحتاج لفتح نقاش عمومي بالإقليم، نظرا لحجم الاختلالات والحاجيات التي يعانيها قطاع الصحة بالإقليم. هناك مشاكل بالجملة يمكن اختزالها على الشكل التالي: هزالة المنتوج الصحي على مستوى الإقليم- ظروف ولادة السيدات جد عسيرة - غياب الأطباء والممرضين - المحسوبية والزبونية. الشبيبة والرياضة تبدو وضعية القطاع صادمة لمشهدنا الرياضي، ذلك أن هذه الأرقام تبدو منعدمة مقارنة مع حجم السكان (أكثر من 000 500 نسمة)، كما أنها لا تتلاءم مع إشعاع الإقليم الذي أنتج نخبا رياضية مرموقة,إضافة إلى أن محورية إقليمخريبكة وموهبة شبابه وعلو كعبهم في المجال الرياضي تقتضي توفير بنيات كافية وفي مستوى الممارسة الرياضية. قطاع الثقافة رغم الغنى الثقافي للإقليم ورأسماله الصوفي والروحي، فإن المشهد الثقافي يؤكد غير ذلك، بل إن إقليمخريبكة يحتاج أكثر من غيره لسياسة ثقافية واضحة، لأن البعدين الثقافي والتربوي هما الوحيدان القادران على تحصين وتأطير شباب الإقليم من كل الظواهر السلبية ,سواء كانت سلوكية إجرامية أو فكرية تكفيرية كالإرهاب، كما أننا نسجل محدودية مساهمة المكتب الشريف للفوسفاط في الفعل الثقافي بالإقليم، وفي ما يلي أهم التظاهرات التي يشهدها الإقليم: موسم بوعبيد الشرقي ,مهرجان عبيدات الرمى,المهرجان الوطني الجهوي بخريبكة وملتقى السينما الإفريقية,ثم مهرجان الفيلم الوثائقي. هذا المنتوج الثقافي يبقى هزيلا، مقارنة بحجم السكان وفئة الشباب وحجم المخاطر التي تهدد شبابنا.مع أننا ننتقد اجترار نفس المواضيع وسطحية المعالجة وتغليب الطابع الفولكلوري على مختلف التظاهرات بالإقليم. إلا أننا نسجل بارتياح تأسيس فرع اتحاد كتاب المغرب بخريبكة، باعتبار ذلك دعامة فكرية قادرة على تشجيع فعل القراءة وسط جيل المثقفين والمبدعين الشباب. القطاع الفلاحي إذا كان إقليمخريبكةإقليما منجميا، ولكنه بمقومات فلاحية مهمة، حيث هناك تقاليد فلاحية وتقاليد في تربية المواشي، سيما وأن هذا القطاع يساهم بنسبة 58٪ من مجال التشغيل بالإقليم، وهنا تكمن أهميته,حيث تصل المساحة المستعملة في الفلاحة بالإقليم إلى 214000 هكتار. فإقليمخريبكة أقرب إلى الاكتفاء الذاتي في بعض المنتوجات الغذائية الأساسية، بل إن له فائضا في لحم الأغنام، ولكن رغم ذلك، فإن قطاع الفلاحة بالإقليم يعاني مشاكل عدة أبرزها:غياب التأطير الفلاحي -ضعف الأراضي المسقية التي لا تمثل سوى 2٪-تهميش المشتغلين بالقطاع الفلاحي. المياه والغابات هناك مجال غابوي مهم بإقليمخريبكة، ومن هنا يمكن التأكيد على أن الفضاء الغابوي قابل للاستثمار والاستغلال في مجال التنمية، كما أنه خزان للثروة الحيوانية الضرورية للمشروع التنموي. ويتوفر الإقليم على ثروة غابوية مهمة منها غابة الكناديز، غابة اسماعلة، غابة بن رمور، غابة سيدي الغزواني. الجهوية إن موضوع الجهوية اليوم، يستأثر بنقاش غير مسبوق بإقليمخريبكة، فإذا كان هذا الإقليم يشكل مصدرا منجميا أساسيا وضروريا للاقتصاد الوطني، ووجوده ضمن جهة الشاوية ورديغة، يضعه في منطقة وسطى بين أكثر الجهات غنى وأكثرها فقرا، فسنة 2009 صنفت جهة الشاوية ورديغة رابعة على مستوى الاستثمار بمبلغ 70 مليار درهم، وإذا كان إقليمخريبكةإقليما محوريا في الجهة باعتباره داعما للمجهود الاقتصادي للجهة، فإن هناك عوامل أخرى كالمقومات الثقافية والاجتماعية والجغرافية تؤكد أن مستقبله هو جزء من مستقبل جهة الشاوية ورديغة، حيث أنه يساهم بأكثر من 3 ملايير سنتيم سنويا في ميزانية الجهة، أي ما يعادل 50٪ من الميزانية العامة للجهة، وعليه فإننا كاتحاد اشتراكي نعتبر أن فضاء الشاوية ورديغة هو الموقع الحقيقي لإقليمخريبكة، باعتباره قاطرة للتنمية الجهوية. الشبكة الطرقية عكس مجموعة من الأقاليم، فإن إقليمخريبكة يتميز بشبكة طرقية مهمة غير أنها لا تتلاءم والتحولات السوسيواقتصادية، باعتباره اقليما منجميا يقتضي الواقع ان تكون شبكته الطرقية أحسن بكثير، فالشبكة الطرقية تصل إلى 900 كلم. شبكة السكك الحديدية على مستوى شبكة السكك الحديدية، فإقليمخريبكة يستفيد من خطوط تنقل المسافرين وكذلك مادة الفوسفاط التي تصل حمولتها إلى 18013.697 طنا سنويا. ويتوزع عدد المسافرين كالتالي: الوافدون على الإقليم 67750 مسافرا سنويا, والمغادرون 135039 سنويا. إن مطلب الاتحاد الاشتراكي اليوم، هو أن يمر مشروع الربط بين خريبكةوبني ملال عبر مدينة أبي الجعد لما لذلك من فوائد اقتصادية وتجارية مهمة على الاقليم. حماية البيئة يشكل الهاجس البيئي سؤالا جوهريا بالإقليم، فهو يعني محاربة تلوث المياه وانزلاق الأراضي, خاصة أن هذا الإقليم منجمي، كما أن اقليمخريبكةعاش مشكل الجفاف وبالتالي فنسيجه الايكولوجي مهدد بشكل كبير. الإجراءات المتخذة اليوم على مستوى الإقليم لا بد أن تركز على ترشيد استعمال الماء وعلى الحد من ظاهرة انزلاق الأراضي وزحف المكتب الشريف للفوسفاط على مجموعة من الأراضي دون استثمارات مهمة في مجالات الصحة والتعليم والبيئة، بل إن هناك عدة مخاطر إشعاعية لايزال المواطنون ينتظرون إجابات وإجراءات المؤسسات المعنية بشأنها . وخاصة المخاطر المتمثلة في الأشعة المنبعثة من معمل إيكوز بوادي زم، بل إن سكان هذه المنطقة طرقوا أبواب كل المسؤولين الإقليميين لوضع حد لمعاناتهم، ومازالوا ينتظرون سنة 2014 لإنهاء هذه المخاطر البيئية. فالبعد البيئي أساسي في كل مشروع تنموي بالإقليم حفاظا على حقوق الأجيال القادمة. الحكامة مجموعة من الدراسات أكدت على دور الحكامة كعامل محوري في التنمية. وإذا كان المغرب في السنوات الأخيرة عرف مجموعة من الإصلاحات الضرورية لربح الرهان التنموي من قبل الشباك الوحيد، وترشيد المساطر الإدارية، وتقليص آجال الانتظار، ولا مركزة الخدمات الثقافية ومحاربة الرشوة, كلها مجالات طموحة للمساهمة في تأهيل الورش الاقتصادي والاجتماعي بالإقليم. كما أننا داخل الاتحاد الاشتراكي نعتبر أن أي قرار تنموي يستبعد النفس السياسي المؤطر بحمولات فكرية وثقافية، يعد مشروعا فاشلا ولا يستجيب لروح ومقتضيات الوثيقة الدستورية لفاتح يوليوز 2011 التي تؤكد على البعد التشاركي في صناعة القرار,سواء كان اقتصاديا، سياسيا أو ثقافيا ... وأدرج ادريس السالك في تدخله مجموعة من التوصيات والاقتراحات ,تؤكد :إننا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية نعتبر أن موقعنا الطبيعي هو الشاوية ورديغة، سيما أن كل المقومات الثقافية والاجتماعية عناصر داعمة لمطلبنا المشروع واعتبار الاقليم عاصمة للجهة. . - إحداث صندوق للتنمية المحلية بالإقليم موجه لفئتي الشباب والنساء-إحداث وكالة وطنية لتنمية المراكز الفوسفاطية على غرار باقي الوكالات على الصعيد الوطني -ادماج مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في التنمية المحلية وتشجيع الاستثمار وتشغيل ابناء الاقليم. مع تصنيف إقليمخريبكةإقليما سقويا من خلال الاستفادة من سد أحمد الحنصالي.وإعادة المصالح الجهوية إلى الإقليم وإحداث مصالح جهوية جديدة -توسيع شبكة السكك الحديدية في اتجاه بني ملال عبر أبي الجعد. -تمكين المجتمع المدني من لعب دوره الجوهري في المشروع الإقليمي في بعديه التنموي والحقوقي. -إحداث قطب صناعي كبير بعين الكحلة.إدماج الاقليم في كل البرامج الحكومية الكبرى الوطنية والجهوية وفي كل القطاعات..