نظم منتدى المواطنة بتعاون مع مجلس جهة الدارالبيضاءسطات، وبدعم من مؤسسة فريديريش نومان يوم السبت 25 يونيو 2016، الورشة التشاورية حول التنمية الثقافية لجهة الدارالبيضاءسطات، باعتبار المسألة الثقافية أصبحت مسألة مركزية، خاصة أن المغرب يعيش دورة انتقالية على مستوى البناء الجهوي، وهو ما يقتضي الاهتمام على نحو كبير بالبناء الثقافي للجهة، وأيضا الدفاع عن الثقافة من منطلق التنمية والبناء. افتتح عبد الحميد جماهري الورشة التشاورية حول التنمية الثقافية لجهة الدارالبيضاءسطات المنظمة، يوم السبت 25 يونيو 2016 من طرف جمعية منتدى المواطنة بمقر الجهة بالحبوس (الدارالبيضاء)، حيث أكد أن المسألة الثقافية أصبحت مسألة مركزية، خاصة أن المغرب يعيش دورة انتقالية على مستوى البناء الجهوي، وهو ما يقتضي الاهتمام على نحو كبير بالبناء الثقافي للجهة، وأيضا الدفاع عن الثقافة من منطلق التنمية والبناء. وقال جماهري، نائب رئيس الجهة، أنه كان يطلب من الجهات سابقا تنزيل السياسات الثقافية التي كانت تقرر مركزيا، أما الآن فالجهة هي البنك الذي يدعم السياسة الثقافية على المستوى المركزي، وهو ما يضعنا في قلب البناء الثقافي للجهة، حيث لا يمكن الاكتفاء الآن بالحديث عن الجهة بالإحالة على الفضاءات أو المجال أو الاختصاصات القانونية والمالية، ذلك أن المقوم الثقافي أصبح مسألة مركزية في أي تنمية. وشدد جماهري على أن مجلس جهة الدارالبيضاء، ونظرا لطبيعة مكوناته، يدعم السياسة الثقافية للجهة، ويدرك أنها تشكل قوة الترافعات المفروضة على المغرب، دولة ومواطنين. كما أكد أن المنسوب البشري للمنشغلين بالمجال الثقافي في الجهة أصبح منسوبا مرتفعا مقارنة مع ما سبق، مضيفا أن المغرب في حاجة ماسة الى جميع المثقفين، لتعضيد الترافع عن دورهم المحوري في أي تنمية ناجحة. وكان عبد العالي مستور، رئيس منتدى المواطنة، الذي أعطى انطلاقة الورشة التشاورية، قد أكد أهمية الثقافي في المغرب بصفة عامة وفي جهة الدارالبيضاءسطات بصفة خاصة لما تحمله من مقومات بشرية ومعمارية. وأضاف مستور أن الورشة التشاورية؛ عبارة عن لقاء ثقافي مدني جهوي لتشاور وتحاور مجموعة من المؤسسات والمنظمات والجمعيات والفعاليات الثقافية، ومجلس جهة الدارالبيضاءسطات، ومختلف الفاعلين العموميين الجهويين المعنيين، وتفاعل اجتهاداتهم ومقترحاتهم حول مرتكزات ومسؤوليات التنمية الثقافية بالجهة وخاصة: 1. حقوق وواجبات المواطنة الثقافية بالجهة. 2. المقومات والموارد الثقافية لجهة الدارالبيضاء – سطات - الجديدة ورصيدها وإمكاناتها. 3. موقع الثقافة في السياسات الترابية والبرامج التنموية للجهة وحكامتها. 4. مرتكزات وأولويات التنمية الثقافية للجهة ومسؤولياتها وآلياتها. 5. الشركاء الثقافيين بالجهة وقواعد وآليات علاقات مجلس الجهة بالمنظمات والمؤسسات والجمعيات والفعاليات الثقافية. 6. النهوض بالإنتاج الثقافي ودعم الإبداع الفكري والفني والأدبي. 7. تنمية المؤسسات والمرافق والخدمات الثقافية الجهوية الأساسية. وقد عرفت الورشة التشاورية جلستين: الأولى أدارها الأستاذ سعيد منتسب (كاتب وإعلامي وعضو الكتابة الوطنية لمنتدى المواطنة) ، وتحدث خلالها الأستاذ أحمد الحضراني (أستاذ القانون الدستوري) عن مرجعيات ومرتكزات التنمية الثقافية الجهوية على المستوى الدستوري والقوانين التنظيمية للجهة، ثم تناول الكلمة الأستاذ شعيب حليفي (روائي وأستاذ جامعي) حول الموارد والإمكانات الثقافية لجهة الدارالبيضاءسطات. أما الجلسة الثانية، التي أدارها الأستاذ حسن نرايس (كاتب مسرحي وناقد سينمائي)، فتحدث خلالها الأستاذ حسن الصميلي (أستاذ جامعي وعميد كلية الآداب بنمسيك سابقا) عن المسؤوليات الثقافية لمجالس الجهات والفاعلين الثقافيين الجهوي، وبعدها استعرض الأستاذ أحمد جاريد (تشكيلي ومستشار سابق في وزارة الثقافة) موقع وأدوار الثقافة في السياسات العمومية للجهة وبرامجها التنموية وحكامتها. كما تحدثت الأستاذة رقية أشمال (ناشطة جمعوية وعضو مجلس الجهة وعضو الكتابة الوطنية لمنتدى المواطنة) عن «الأولويات الثقافية لجهة الدارالبيضاءسطات وقواعد وآليات التعاون والشراكة الثقافية الجهوية». وقد أعقبت مداخلات الأساتذة مناقشات مهمة انصبت كلها نحو تثمين مبادرة المنتدى، حيث أكد متدخلون أنه لا بد من خلق جسور بين الجهة وبين المدرسة، وأننا حين نتحدث عن المستهلك الثقافي لا بد أن نتحدث عن دور الجهة. كما أن القوانين التنظيمية للجهات المتدنية بالنسبة للدستور، كما استخلص أحمد الحضراني، ينبغي أن لا تحد من دور مجلس الجهة في البناء الثقافي إذا كان واعيا بدور الثقافة، لأن بإمكانه أن يؤول القانون التنظيمي تأويلا إيجابيا. وأوضح متدخلون آخرون أنه ينبغي تأهيل الفضاء الثقافي للجهة وتركيز الاهتمام على جعله قبلة يمكنها أن تشكل منطقة جذب سياحي، خاصة أن جهة الدارالبيضاء هي العاصمة الثقافية. وتحدث مشاركون في الورشة عن معضلة التكوين الفني والثقافي والحالة المزرية التي تعرفها الفضاءات الثقافية بالجهة؛ وأكدوا أنه لا بد للمنتخبين أن يكون لهم حس ثقافي وفني، وأن يحولوا الجهة إلى مجال يستثمر في التعابير الفنية، وأن يعملوا على إعادة تأطير الدعم المالي للجمعيات، وأن تكون المرجعية هي جودة المشاريع. وقد انتهت أشغال هذه الورشة بتشكيل لجنة لمتابعة صياغة مذكرة التنمية الثقافية بجهة الدارالبيضاءسطات، وتتكون من الأساتذة: حسن الصميلي، عبد الحميد جماهري، أحمد جريد، عبد العالي مستور، أحمد الحضراني، شعيب حليفي، حسن نرايس، سعيد منتسب، رقية أشمال، حفيظة خويي، محمد مفتكر.