في السابق، كانت بعض القرارات المحلية تتخذها الجماعة، وكانت الجهة إطارا شبه شكلي، بصلاحيات وإمكانيات جد محدودة، لأن الوالي، وهو ممثل الدولة المركزية، كان يتخذ معظم القرارات. والقانون التنظيمي للجهة الذي صوت عليه مجلس النواب في يونيو 2015، يشكل إطارا قانونيا قد يقرب مسلسل اتخاذ القرارات من المواطنين. والأكيد أن القانون الحالي سيفتح هامشا للتغيير التدريجي تحدده نوعية وكفاءة المنتخبين الذين سوف يتقلدون مسؤولية تدبير شؤون الجهة لأن القانون قد يظل كلاما نظريا إذا كان المسؤول السياسي غير مؤهل. الأمْر يحتاج أكثر من أيّ وقت مضى إلى كفاءات جديدة ودماء لا يمكن أن تجددها إلى نخب جديدة توضع فيها الثقة وتعطاها المسؤولية لتجسّد قيمها وقناعاتها واختياراتها بعيدا عن أيّ رهان سياسوي. وهذا الوعي وهذه القناعة هما اللذان دفعا عددا من الكتّاب المغاربة والفعاليات والفنانين والرجال المسرح والإعلاميين إلى التعبير، في هذه المحطة الانتخابية عن مساندتهم ودعمهم لمشروع الأخ عبد الحميد جماهري من خلال ترشّحه للانتخابات الجهوية لجهة الدارالبيضاء- سطات، وكيلا للائحة الاتحاد الاشتراكي بإقليمالمحمدية. ومن خلال عنوان دالّ ومعبّر، مُسانَدَة المُثَقَّف، يبلور الشاعر والكاتب صلاح بوسريف هذه الأفكار بنوع من التفصيل قائلا:" سانَدَ النَّاسُ، دائماً، الشَّاعِرَ، والكاتِبَ، والفَنَّانَ، أعْنِي المُثقّفَ، في كُلِّ الاسْتِحْقاقاتِ التي خاضَها، أو انْخَرَطَ فيها، لتمثيل الشَّعب، ليس لأنَّ الشَّاعِرَ، أو الكَاتِبَ، آو الفنَّانَ يرغبُ في تَسَلُّق المَناصِبِ، ليكون صاحِبَ سِيادَةٍ، أو ليعرفَه النّاسُ، أو لِتكُون له سلطة ما، لأنَّه لا سُلْطَةَ له، على الإطلاقَ. فالمثقف، هو مُواطِنٌ، مثل جميع النَّاس، يأكُل كما يأكلون، وينامُ كما ينامُون، ويعيش حياةً بسيطةً، مُتواضِعَةً، ليس لأنَّه لا يملك شيئاً، أو فقيراً، مُعْدَماً، بل لأنَّ المثقف، العُضْوِيَّ، هو، بالضَّرُورة، صاحِبَ موقف، وفِكْرٍ، وله مباديء، يحيا ويموتُ من أجلها، وليس سياسياً طارِئاً على السياسة، جاء إلى البرلمان، أو المجلس، أو الجهة، فقط، ليأكُل خُبْزَ وعَرَقَ النَّاس، ما يجعلُه يستعمل المالَ، لِيَحْصُلَ على المال، ويَسْتَعْمِل البُسَطَاء من النَّاس، ليغرق في بَذَخ السلطة، وقُشُورِها، وهو ما يفعلَه مَنْ يستعملون الدِّين للوصول إلى المناصب، وبعد ذلك ينقلبون على النَّاس، ويصيرون ضِدَّ مصالح الشعب ومُكْتَسباتِه. وعبد الحميد جماهري، هو شاعر، قبل كل شيء، صحافِيّ، ومثقف، منخرط في القضايا العامة، حاضر، في ما يكتبه، يومياً، في كل ما يجري من مشاكل، وما يحدث من أعطاب، في مشهدنا السياسي الذي أصبح مشهداً بلا لونٍ، ولا طَعْمٍ، حين أصبح من يتداولون السلطة فيه، وُعَّاظ، خرجوا من المساجد، ليحتلوا كراسي السلطة، ويعيثوا في البلاد، كَسَاداً. بغض النَّظر عن اللون السِّياسيّ الذي يحمله المثقف، وهم قليلون، نادرون، في هذه الانتخابات، فهو حين يلتزم بقضايا الناس، يعتبرها قضاياه الشخصية، وحين يعِد بشيء، لا يخذل مواطنيه، لأنَّه، إذا ما حدث وخَذَلَهُم، فهو يشعر، بحكم ما له من حساسية مفرطة تُجاه ما يراه، ويلمَسُه، يكون كمن خذل نفسَه، لأنَّه، قبل كل شيء هو مواطن، لم يفقد حِسَّ المواطنَة، وهو سياسيّ، الثقافة، والمعرفة، والجمال، هي ما يحكم علاقتَه بالسياسة، وما يحكم علاقتَه بالوطن، وبالناس، وهذا ما تَبَيَّن، مع فكتور هوغو في فرنسا، حين كان ممثلاً للشعب، ومع طه حسين، ومع محمود عباس العقاد، وغيرهم، من الكُتَّاب، والشُّعراء، والمفكرين، هؤلاء الذين لَمْ يُبَذِّلوا، وبَقِيَت جلودُهُم هي نفسها، والتاريخ يؤكِّد هذا، دون تزوير، أو تدليس". إنّ هذا التلازم المطلوب لا يمكن أنْ يجسّده إلاّ شخص مقتنع حق الاقتناع بضرورة تحقيق القفزة النوعية في مجال تسيير مرافق الجهة ضمن تصور يربط بين التقدم والتحديث وربط حاجيات المواطنين بالأفق الحداثي الذي تنشده بلادنا. وهذه المعطيات هي التي يقول عنها الناقد والكاتب المسرحي محمد بهجاجي، في سياق التعبير عن مساندته للأخ عبد الحميد جماهري: "ينتمي عبد الحميد جماهري إلى فكرة التقدم والحداثة كما يتمثلها مغرب ناهض يسعى إلى الانتصار على اختلالاته الذاتية والموضوعية، من أجل الانضباط وفق إيقاع وحاجيات العصر". ويواصل محمد بهجاجي مستحضرا علاقته بجماهري: "لا أذكر زمن لقائنا الأول، لكنني أذكر دائما كثافة شاعريته وعمق نضاليته.لم يكن شيء يفرق لديه بين الشاعر والصحافي والمناضل الوفي للإنسان وللإبداع والحياة. وكذلك استمرت معرفتي به إلى اليوم. وبالنسبة إلي كمواطن يعتبر نفسه جزءا من مدينة المحمدية التي أملك فيها حدائق ظليلة، وصداقات رائعة، وإقامة عائلية سابقة دامت عقدا من الزمن تحمل أثرها الدائم ابنتي البكر في عقد الازدياد، فإنني أعتبر التصويت لفائدة عبد الحميد وإخوانه إسهاما سياسيا وأخلاقيا من أجل مقاومة الفراغ، واستعادة نهضة المدينة، واحتفاء بفكرة التقدم". وفي سياق الاعتراف الصريح والإنساني العميق نفسه، يقول الشاعر المغربي محمد بوجبيري: "منذ مطلع الثمانينيات بدأ التواصل الإنساني الجميل بيني، وبين الصديق المناضل والشاعر والإعلامي عبد الحميد جماهري، من خلال رسائل كنت أبعثها إليه من الدارالبيضاء إلى بلدته زايُّو في المغرب الشرقي. بعدها حل بالدارالبيضاء، وأقام بها مدة، قبل أن يقيم نهائيا في مدينة المحمدية. توثقت عُرى صداقةٍ عميقة بيننا، ومنذ ذلك الحين لم أعرفه إلا إنسانا نقيَّ الطَّوية، صافي الذِّمة والأحشاء. صاحب مبادئ مستعد أن يموت من أجلها. إنه من أولائك الذين نُكنُّ لهم التقدير والاحترام، لأنه عزيز النفس كريمها." إنّ هذه المبادئ هي التي كانت وراء اختيار ترشّح الأخ عبد الحميد للانتخابات الجهوية باسم حزب الاتحاد الاشتراكي الذي اختار موقع المدبّر المسؤول والمعارض الفاعل. لذلك فإن طموح عبد الحميد جماهري لا يتجلى في الرغبة الذاتية في المشاركة في الانتخابات فقط، بقدر ما تحكمه الرغبة في السعي إلى تأهيل الممارسة الجهوية من منطلق تنموي وتشاركي قائم على فكر حديث ومتجدد يعكس طموح الأجيال الشابة والقادمة. من هنا يقول الفاعل الجمعوي الشاب محمد با صالح، مدير مهرجان المحمدية للمسرح: "تعرفتُ عليه منذ حولي ثلاث سنوات، لم يكن هذا التعارف مباشرا، بل كانَ فقط عبر الهاتف، كنت أتفاجأ كل مرة برحابة صدره، رغم أنه لم يكن يعرف الشاب الذي يكلمه، كان يمد يد المساعدة ويشجع ويتتبع فقط عبر الهاتف دون أن ينتظر المقابل. إنه عبد الحميد الجماهري، لهذا فأنا كشابّ من مدينة المحمدية أدعمه لتمثيل إقليمالمحمدية بحهة الدارالبيضاء- سطات". وفي السياق ذاته يقول الإعلامي حسن نرايس "لو أضحى جميع المرشحين بكلّ ألوانهم وتلاوينهم يشبهون الأخ عبد الحميد جماهري، في الاستقامة والنزاهة والإخلاص والأمانة والمصْداقية وحب المسؤولية والعشق اللامشروط لهذا الوطن الحبيب، لما كنا في حاجة إلى حملات انتخابية يظهر فيها الفساد والبيع والشراء في وضح النهار". ومن جهته، يقول الفنان النبيل والممثل القدير محمد الشوبي عن جماهري: "الرجل النبيل السي عبد الحميد جماهري، الكاتب الصحفي والأديب الأنيق، الرجل النبيل والوفي لصداقاته، كما وفائه لقلمه وصدقه، رجل باعتبار ثقافي كبير، السي عبد الحميد عندما يضحك فمن قلبه، وعندما يحزن يجعلك حزينا دون أن ينبس ببنت شفة، السي عبد الحميد طيب القلب، ثاقب النظر، كما عرفناه في زمن الشدائد نجده في زمن الرخاء، مناضل بحق من أجل الحياة والانتصار لكل العمق الإنساني، هكذا رأيت هذا الرجل وهكذا سيبقى ماحيينا في هذا الزمن الذي قل فيه مثل السي عبد الحميد، أطال الله عمرك يا أخي". أما المخرج السينمائي الفنان عبد الكريم الدرقاوي فيقدّم شهادة أخوية وإنسانية صادقة في حقّ جماهري قائلا:" عبد الحميد جماهري صديق أساسي وكبير للفنانين. كرم لا حدّ له في النفس والروح. وهو نموذج للإنسان الملتزم الذي يجسّد قيم الصدق والديمقراطية والمواطنة. كما أن عبد الحميد إعلامي جادّ ودؤوب ونزيه. لذلك فأنا على يقين بكونه رجل المسؤولية السياسية اليوم، في وقت نحن في أمسّ الحاجة إلى تجديد النخب المسؤولة على التدبير الجهوي والمحلي". وهو الاعتراف نفسه الذي يقول في شأنه الفنان المسرحي والسينمائي عبد الإله عاجل: "ما إن تتعرف على عبد الحميد إلا ويغمرك خلقا وظرفا. فما سمعت ولا قرأت يوما لجماهري شتما ولا قذفا. أشهد له صدقه وأنه من خيرة الصحافيين سمعة واحترافا، ما أن يضع موضوعا إلا وصاغه إتقانا ودقة. إذا جالسكَ كان كريما طيبا وعفيفا، أما إذا قال شعرًا، أطرب سمعكَ وشنفه. إنه حقا مهني شريف في جلساته، عفيف لطيف. والله، وتالله، وبالله إن وعدكَ أو عاهدك يوما وفى وأوفى." هذه الثقة في ربْط الصدق بحسن التمثيلية هي التي عبّر عنها أحد أهمّ المخرجين السينمائيين في بلادنا إدريس شويكة، حيث يقول في أسلوب واضح ومعبّر: "إذا كان سكان إقليمالمحمدية يبحثون فعلا عن من يمثلهم أحسن تمثيل، ويرعى مصالحهم في مختلف المجالات أحسن رعاية، ويسهر على تسيير الجهة التي ينتمي لها إقليمهم بأفضل تدبير، فعليهم أن لا يترددوا في التصويت على عبد الحميد جماهري ولائحته في الانتخابات الجهوية، لما عهدناه فيه من صدق وأمانة واحترام وتقدير للآخر، ونظرا لعقليته المنفتحة والمحترمة لمبادئ الديمقراطية والعدالة وحرية التعبير والرأي والإبداع". وكان لابدّ لرجال المسرح أن يتفاعلوا مع قوّة اللحظة، خصوصا أنّ واحدة من أبرز النقط السوداء على مستوى الجهة، هو الندرة التي تعرفها قاعات العرْض المسرحي وقاعات السينما، وما يتصل بهما من إقلاع ثقافي. وحتى معلمة مركّب عبد الرحيم بوعبيد بمدينة المحمدية تعرّضت لكلّ أشكال النهب والإهمال واللامبالاة، حيث تحوّلت، على يد المجالس المتوالية إلى قاعة للملتقيات والأنشطة الدعوية والسياسية الخ. لذلك يصرّح الكاتب المسرحي المعروف والمخرج عبد الواحد عوزري قائلا:" أعرف الصديق عبد الحميد جماهري منذ وقت طويل صحفيا ومثقفا مهتما ومتابعا للشأن المسرحي ولقضايا نسائه ورجاله. مثلما أعلم غيرته على إقليمالمحمدية وعلى إشعاعه الثقافي والفني، وخاصة في المجال المسرحي. وأعتقد صادقا أنه سيكون صوتا مناصرا ومدافعا شرسا عن استعادة المحمدية لإشعاعها الوطني، بل والعربي، في الحقل المسرحي، حتى تعود لها مكانتها الرائدة في هذا المجال، وذلك داخل مجلس الجهة. ولذا، فأنا أساند لائحة الوردة الجهوية بإقليمالمحمدية التي هو وكيلها". وهو نفس الانشغال الذي دفع الممثل المسرحي والسينمائي إدريس كريمي الشهير بلقبه الفني "عمّي إدريس" إلى القوْل بكثير من الاعتراف: "أدعم لائحة الوردة للانتخابات الجهوية عن دائرة إقليمالمحمدية، ذلك أن وكيلها، الكاتب والشاعر والصحفي حميد جماهري، سيدافع بكل تأكيد وبقوة إقناع عن تنمية الإقليم ضمن الجهة في شتى المجالات، ومنها على وجه الخصوص المجال الفني والثقافي، والمجال المسرحيّ وضمنه مسرح الطفل الذي هو رافد أساسي لتربية مواطني الغد". إنها عيّنة فقط من شهادات كان بإمكانها أن تطول، وذلك لسبب بسيط هو أنّ إجماع هؤلاء مبنيّ على التجربة وعلى معرفة الأخ عبد الحميد جماهري عن قرْب، ومما لاحظوه من خلال الممارسة من كفاءة ودماثة خلق وحسّ بالمسؤولية ومواظبة على العمل، وما لاحظوه بالخصوص من حسّ وطني عميق وفاعل وواعد، هو الذي جعل الفنان التشكيلي عبد الله بلعباس يعبّر عنه في شكل رسالة قائلا: "صديقي الأخ عبد الحميد، هو قدَر الفكرة أن تسكن جيب القصيدة وخطو الشاعر الذي هو أنتَ. وهو قدَر المناضل الذي يسند الالتزام بالمشروع في وجه الانهيار حتى تتحوّل الجماعات والجهات إلى "مجزرة تسلخ فيها الأصوات". صديقي وأخي، لا معنى للانتماء عندك من غير أن يكون الموقف والاختيار مبتسمين، إيمانا بالقدرة على التغيير والسمو بالفضاليين والفضاليات إلى نبل الاختيار بدون تشويش ولا تردّد. لن أذكّرك صديقي وأخي بقدرتك على إحياء الأمل في إقليم كان دوما للقوات الشعبية بأطره وشبابه ونسائه وتجّاره الصغار والمتوسطين ومبدعيه وعمّاله. هكذا أنتَ، صوت لجيلِ الألم والأمل".