نظمت جمعية هوس، ما بين25 و 29 مارس، الدورة الخامسة لمهرجان المحمدية للمسرح تحت شعار « المسرح للجميع «. وقد عرفت الدورة عرض 12 عرضا مسرحيا من المغرب وفرنسا، توزعت فضاءاتها بين مسرح عبد الرحيم بوعبيد،دار الشباب ابن خلدون وبعض الساحات العمومية، الأمر الذي لقي استحسان ساكنة المدينة التي أبانت عن عشق كبير للفرجة الهادفة. وخلال حفل الافتتاح، التي احتضنه مسرح عبد الرحيم بوعبيد، كرم المنظمون ومعهم عشاق الركح من داخل المحمدية وخارجها، الكاتب والناقد المسرحي محمد بهجاجي الذي تربطه علاقة عشق وعطاء بالمدينة، بحيث أنه أقام بها قرابة عشر سنوات، تميزت بإسهامه الكبير في استمرارية وتطوير المهرجان الوطني للمسرح الذي كانت تنظمه جمعية النبوغ. قدم لتكريم الاستاذ محمد بهجاجي الإعلامي والكاتب سعيد عاهد، الذي نوه أول المتدخلين، الفاعل المسرحي ورئيس تعاضدية الفنانين المغاربة، الاستاذ محمد قاوتي، بترجمته لنص محمد بهجاجي الأخير « كاتارسيس «. كما توقف المتدخل عند علاقة محمد بهجاجي بالشعر، ليذكر الحضور والمتتبعين بمحمد بهجاجي من خلال قصيدة تحت عنوان « متى؟»، نشرتها له صفحة على الطريق في الاتحاد الاشتراكي. وأضاف قاوتي أن محمد بهجاجي ظل مخلصا للشعر في تعاطيه للمسرح تأليفا ونقدا، مقدما أمثلة على ذلك، أمثلة من خلال نصوص بهجاجي التي اشتغلت عليها فرقة مسرح اليوم. من جهته، عبر الإعلامي والناقد الحسين الشعبي عن الدور الكبير الذي لعبه محمد بهجاجي في تطوير الكتابة النقدية المواكبة للممارسة المسرحية. أما الشاعر والصحفي عبد الحميد جماهري ففي شهادته للمحتفى به محمد بهجاجي قال « لم أجد سوى مهارة واحدة، ضمن كل المواهب المطلوبة للحديث عنه، هي أنني أحببته كصديق وأخ وزميل، محبة صادقة، وكأنني شعرت أنها لا تكفي، ضاعفتها بقدر كبير من الاحترام، حتى أنني أذكر جيدا أنني لم أرفع صوتي أبدا في حضرته، ولطالما تلكأت في التعبير بالموجز وبالحبر السري، عندما أختلف معه» وستنشر شهادة جماهري في الملحق الثقافي ليوم الجمعة . وكانت الفنانة الكبيرة ووزيرة الثقافة السابقة ثريا جبران قد وجهت رسالة تحية إلى المهرجان، جاء فيها. «أشكركم على الدعوة الكريمة التي وجهتموها لي لحضور أشغال هذه الدورة. وإذ أعتذر عن الحضور لالتزامات سابقة، لأعبر لكم عن خالص متمنياتي لمهرجانكم بالنجاح والتوفيق، وعن استعدادي لحضور دورتكم القادمة، معربة عن سعادتي بمشاركتكم حفل انطلاق الدورة الخامسة لهذا المهرجان الذي تتزامن فعالياته مع احتفاليات اليوم العالمي للمسرح. وفي هذا الإطار، أعبر عن اعتزازنا بما يتحقق للمغرب المسرحي من مكتسبات هامة، سواء ما يتعلق منها بتطوير البنيات الثقافية، أو ما يتعلق بدعم الآداب والفنون، وما يرافقها من مشاريع تطمح إلى تحقيق نهوضنا الثقافي والحضاري. وهي مناسبة أيضا للاعتزاز بانتمائنا إلى المسرح كاختيار جمالي، وكرسالة إنسانية لمقاومة الابتذال، ولإشاعة روح المحبة، ولجعل الجمال لغة يومية. وفي نفس السياق، أعبر عن تقديري لمساعيكم في الاستمرار في تنظيم هذا المهرجان المنفتح على التجارب المسرحية الجديدة، لما تشكله من إضافات تثري حقل الإبداع المسرحي، وتفتح أفقا جديدا لعلاقة المسرح بالجمهور. وفي نفس الوقت، آمل أن تتوفر لهذا المهرجان كل السبل والإمكانيات ليصبح محطة سنوية للاستمتاع بالأعمال الإبداعية الجديدة، ولإتاحة مزيد من الفضاءات، على اعتبار أن المسرح ليس فقط ضرورة حيوية في بنائنا الثقافي، ولكنه أيضا يسمح بالتجاوب مع حاجيات المواطن الأساسية في التثقيف والترفيه، وفي تداول قيم الخير والحوار والتسامح. ولست في حاجة إلى تأكيد أن المسرح ليس ترفا أو وقتا زائدا، ولكنه ورش من الأوراش الثقافية الكبرى التي يعرفها مغرب البناء والتقدم بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس».