في زيارة لنا إلى بعض أسواق الحي المحمدي بمدينة الدارالبيضاء، على بعد أيام قليلة من شهر رمضان الأبرك؛ صرح لنا عدد من المواطنين بان ميزانية الاسر خلال الشهر الكريم تزيد عن الايام العادية بمقدار يتراوح ما بين الثلث الى النصف، وهذا أمر طبيعي نظرا لارتفاع معدل استهلاك السلع من طرف جل افراد الأسرة الواحدة. تصريحات عديدة أجمعت على أن المبلغ التقديري لمصاريف غالبية الأسر خلال الشهر الكريم، يتراوح ما بين 150 درهما الى 200 درهم في اليوم. ويتجه مبلغ الاستهلاك هذا أغلبه نحو اقتناء السمك و البيض والحليب والتمور والحلويات. كما أجمع أغلب التجار والمواطنين المستجوبين على أن اسعار المواد الاكثر استهلاكا في شهر رمضان، عرفت زيادات طفيفة في المدة الأخيرة ، حيث يتراوح حاليا ثمن اللوز ما بين 90 درهما الى 120 درهما حسب نوعه، أهو من اللوز المستورد أم نوع البلدي. أما فاكهة الجوز فيصل ثمنها حاليا الى 120 درهما محققا استقرارا في هذا الشأن، في حين يصل ثمن الزنجلان الى 30درهما والقرفة 80 درهما للكيلو غرام الواحد، اما حلويات الشباكية، «حبيبة المائدة الرمضانية»، فيصل ثمن العادية منها حاليا إلى 25 درهما للكيلو الواحد. ويرجع عدم استقرار اثمان هذه المواد واختلاف الثمن في السلعة نفسها الى جودة المنتوج و اختلاف مصدره، وكذا الى خضوعه او عدم خضوعه للتعريفة الجمركية. أما بالنسبة للعادات الغذائية السائدة والتغيير الذي يطرأ عليها، فهناك اختلاف رصدناه في أحاديثنا مع مواطنين من فئات اجتماعية مختلفة، أولا الكل يتفق على صعوبة التأقلم مع البرنامج الغذائي الجديد في الايام الاولى من شهرالصيام .فيما يظهر الاختلاف من اسرة الى اخرى من جانب الوجبات الرئيسية، فهناك من يعتمد وجبتين رئيسيتين خلال اليوم، الاولى تتمثل في الفطور والوجبة الثانية تتمثل في السحور، في حين هناك صنف آخر من الأسر يعتمد ثلاث وجبات رئيسية، تبدأ الاولى في الفطور والثانية في العشاء والثالثة في السحور. بالمجمل، إن قدوم شهر رمضان الأبرك تواكبه رياح التغيير التي تهب على جيوب وميزانية الأسر المغربية، وتمس كذلك عاداتها وتقاليدها الغذائية ، بهذا الشكل أوذاك، تبعا للوضعية الاجتماعية والاقتصادية للأسرة، ولرؤيتها لهذا الشهر الفضيل، شهر العبادة والتقرب إلى الله قبل كل شيء.