سألنا الكاتبة المغربية والتشكيلية المتميزة زهرة زيراوي في حوار لجريدة الاتحاد الاشتراكي عن التحديات في ما سمي الربيع العربي منذ 2011 إلى اليوم ، والذي أنتج مظاهر التطرف الكبرى التي أدت إلى تراجعات مست -حتى الضفة الشمالية بأحداث متتالية- الحق في الحياة كما مست الحريات الشخصية وحرية المعتقد. وعن قراءتها ككاتبة تعيش متنقلة بين فضائي الشمال والجنوب، لمختلف هذه الأحداث من موقعها كمثقفة، قالت زهرة زيراوي :» ما حدث هو «لعبة الأمم» تحققت نتاج التوزعات التي تعرفها الأمة اليوم،و نتاج تحريف الدين، ما حدث يعيدني لسقيفة بني ساعدة ،الحروب والطوائف و المذاهب . هل قرأنا في يوم من الأيام ما جاء عن معنى الديانات و غاياتها عامة ؟؟.. تربطني صداقة فكرية نتبادلها عبر الفيسبوك بالقس موسى إليا جوزيف.كان متألما مما يحدث ومن دعوة الداعشيين لقتل المسيحيين المقيمين بلبنان، فإما أن يدفعوا الجزية أو يعلنون إسلامهم. فذكرته بما جاء في حقهم من تكريم أشار إليه القرآن الكريم : « إن الذين آمنوا والذين هادوا و النصارى والصابئين من آمن بالله و اليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لاهم يحزنون» والآية التي تشير لمعنى الإيمان : « إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم « و بالآية: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» وبالآية :» يسألونك ماذا ينفقون؟.. قل العفو .». و للخبر كان أن طلبت من مجموعة من الأصدقاء الأدباء الذين يعيشون بالغرب: فرنسا ، أمريكا ، انجلترا ، هولاندا ، السويد ، كندا ، الدانمارك ، النرويج ، بلجيكا، وطلبت منهم أن نعمل على تدوين المراوحة بين وطنين : الوطن العربي الذي قدمنا منه و الوطن الغربي الذي استضافنا ، و كيف يعيش الأديب متنقلا بين وطنين ، ما نظرته للوطنين، و ما القواسم المشتركة فكريا ثقافة و فنا؟؟.. و كان أن جمعت مساهمات الأدباء في كتاب دفعت به لمطبعة فرنسا على نفقتي طبعا، ووقع بالمركز العربي ببروكسيل، ووزعته هدايا على الحضور. حضرت ديانات مختلفة من بينهم السيدة كاترينا التي كان والدها يعمل مدونا بالقصر الملكي ببروكسيل ،وزعته بباريس و ببروكسيل كما حولته إلى المساهمين فيه بالعالم وعلى المؤسسات الغربية الثقافية وعلى الكنائس فاحتفى الرهبان بالكتاب و قالوا: إن الثقافة هي التي ينبغي أن تسود، و هي الجسر المشترك بين الناس. وفي ما يلي نص الحوار : o أول سؤال يتبادر إلى ذهني وأنا أستضيف الفنانة التشكيلية والكاتبة الروائية والقصصية زهرة زيراوي، هو عمق تلك اللوحة التي استوقفتني منذ عشرين سنة خلت في بيت زهرة بحي الزهور في بوسيجور بالدار البيضاء، كانت اللوحة عبارة عن امرأة ممدة ثائرة على الجسد نحو أفق متجاوز لسؤال الأنثى نحو سؤال الإنسان. هل تحقق الأفق وأنا أحاورك سيدتي في سنة 2016، التي تعرف مخاضا حقيقيا في كافة الأوضاع المجتمعية ومنها وضع المرأة المغربية؟ n ما أومن به أساسا هو أن المجتمع عندما تكون فيه الحقوق العامة متوفرة للكل دون تحديد الجنس فسينعم بها الجنسان معا، كل الطوائف التي تشكل المجتمع عامة . سؤالك الإنسان؟.. أحالني سؤالك على رونيه أبير إذ يقول: «إنه تحقيق وحدة الكائن الإنساني ضمن المبدأ الذي هو القانون المكون للوعي الإنساني، إنه التكامل والدمج ،دمج لقوى الحياة في عمل الجسم الاجتماعي المنسجم، ودمج القوى الروحية عن طريق الوجود الجسدي والوجود الاجتماعي .» حيث يتم دمج القوى الروحية عن طريق الوجود الاجتماعي رجلا و امرأة. سؤال الإنسان يتحقق وجوده في نشر الثقافة ،الثقافة ليس كوسيلة و لكن كغاية علينا بلوغها، ولابد أن يكون لها أثرها على المؤسسات والسياسات الحزبية الاجتماعية، على النظام التربوي ككل. هل قمنا بذلك ؟؟؟... o بيتك قبل مغادرتك المغرب صوب أوروبا، كان حاضنا لأسئلة قلقة للمشهد الثقافي في بلادنا، بل كان صالونا ثقافيا غير معاصر بالاستعمال الإداري، نحو حميمية أدت إلى الحديث في مختلف هذه الأوضاع بحرية بعيدا عن ضجيج المتربصين لسماع رأي المثقف في قضايانا الثقافية والفكرية التي تميزت بالتهميش والإقصاء، بل واستكمال المشاهد، من منطلق أن العامل الثقافي لم يكن في اعتقاد البعض محور التغيير في مجتمع تواق إلى ذلك بدفاع نخبه السياسية الديمقراطية عن الإصلاح . ماهي قراءتك لكل الآراء التي احتضنها صالون بيتك المفتوح لمثل لهذه الأسئلة؟ n في اللقاء الأخير الذي كان ببروكسيل يوم 15 أبريل اشتغلنا على موضوعين أ - موضوع الترجمة والكونية، ب - الثقافة جسر بين العوالم. ساهم في المحاضرات كل من الدكتور الباحث محمد الديداوي والدكتور محمد آيت الفران والدكتور حسن الغشتول، وساهم فنانون مسرحيون وموسيقيون ومغنون وتشكيليون. فيض لقاء يهدف لمد الجسور بين العرب والغرب، لم ننس زيارة ضحايا الحدث الإرهابي ببروكسيل. عند انتهاء اللقاء اقترب مني أحد الشخصيات الذين حضروا اللقاء وقدم لي نفسه: أنا حازم السهيل سفير سابق للعراق، أنا الآن بهولاندا، ما استمتعت به اليوم في هذا اللقاء كان يحتاج البحث عنه في المكتبات لعشر سنوات . o سؤال التحديات في ما سمي الربيع العربي منذ 2011 إلى اليوم ، أنتج مظاهر التطرف الكبرى التي أدت إلى تراجعات مست -حتى الضفة الشمالية بأحداث متتالية- الحق في الحياة كما مست الحريات الشخصية وحرية المعتقد. ماهي قراءتك لمختلف هذه الأحداث من موقعك كمثقفة ؟ n ما حدث هو «لعبة الأمم» تحققت نتاج التوزعات التي تعرفها الأمة اليوم، ونتاج تحريف الدين، ما حدث يعيدني لسقيفة بني ساعدة. الحروب و الطوائف و المذاهب. هل قرأنا في يوم من الأيام ما جاء عن معنى الديانات و غاياتها عامة ؟؟ تربطني صداقة فكرية نتبادلها عبر الفيسبوك بالقس موسى إليا جوزيف. كان متألما مما يحدث ومن دعوة الداعشيين لقتل المسيحيين المقيمين بلبنان، فإما أن يدفعوا الجزية أو يعلنون إسلامهم. فذكرته بما جاء في حقهم من تكريم أشار إليه القرآن الكريم: «إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله و اليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون» والآية التي تشير لمعنى الإيمان: «إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم» وبالآية: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» وبالآية :«يسألونك ماذا ينفقون ؟.. قل العفو.». وللخبر، كان أن طلبت من مجموعة من الأصدقاء الأدباء الذين يعيشون بالغرب : فرنسا، أمريكا، أنجلترة، هولاندا، السويد، كندا، الدانمارك، النرويج ، بلجيكا، أن نعمل على تدوين المراوحة بين وطنين: الوطن العربي الذي قدمنا منه والوطن الغربي الذي استضافنا ، وكيف يعيش الأديب متنقلا بين وطنين ، ما نظرته للوطنين، وما القواسم المشتركة فكريا ثقافة و فنا ؟؟.. وكان أن جمعت مساهمات الأدباء في كتاب دفعت به لمطبعة فرنسا على نفقتي طبعا ووقع بالمركز العربي ببروكسيل ووزعته هدايا على الحضور. وحضرت ديانات مختلفة من بينهم السيدة كاترينا التي كان يعمل والدها مدونا بالقصر الملكي ببروكسيل ،وزعته بباريسوببروكسيل وحولته إلى المساهمين فيه بالعالم وعلى المؤسسات الغربية الثقافية و على الكنائس فاحتفى الرهبان بالكتاب و قالوا : إن الثقافة هي التي ينبغي أن تسود، و هي الجسر المشترك بين الناس . o كيف ترين الأفق في ظل التراجع عن المكتسبات وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه رجل وامرأة التنوير الفكري والثقافي ؟ n منذ ثلاثة شهور تلقيت دعوة من الفنان الأديب الدكتور محمد البندوري بمراكش ، كان اللقاء بمؤسسة البشير للتعليم الخصوصي ، لأول مرة أقف أمام مشهد ثقافي تنمل علي جسدي و أنا أتابعه ، لقد اشتمل البرنامج على مساهمات أطفال شعراء أعمارهم تتراوح بين العاشرة و الحادية عشرة مع أدباء مراكش و شعرائها، الأديب الباحث الدكتور محمد آيت الفران الشاعر الكبير إسماعيل زويرق ، الدكتورة أمل العباسي، الدكتورة لطيفة البندوري ، و ما أطول القائمة... أليس هذا هو التنوير الحقيقي ؟ o هل الأمر يتعلق بمعتقد ديني، أم بتوظيف الدين لقلب كافة الموازين لصالح قوى عالمية معينة؟ n قامت قناة غربية بدعوة يهود و مسيحيين ومسلمين للحوار وضمن ما طرح عليهم من الأسئلة : ماذا تعرفون عن الإسلام ؟؟.. أجاب اليهودي المدعو للحوار : علينا أن نرجع لخطبة الوداع ، إنها أول وثيقة سلام في العالم. نعم إنه توظيف الدين المحرف وفقا لرغباتهم و هم لا يعلمون إلى أين يمضي الأمر قادما. o نجد أنفسنا أمام كاتبة متعددة المرجعيات: قاصة وشاعرة وتشكيلية، لا تضع الحدود في إبداعها القصصي بين كل هذه الأجناس الإبداعية، فزهرة زيراوي المبدعة تربط الكلمة السردية بشعرية اللحظة، وتمزج طقس الكتابة التخييلية بمشاهد الواقع، عبر رسم لوحات فنية تستوقفك لقراءة عمقها الدلالي المتميز بخصوصية، أين تجدين نفسك بعد مخاض الإبداع؟ n علك تذكرين الشاعر الفنان محمد القاسمي!! يشاع و يذكر بأنه فنان تشكيلي وننسى أنه شاعر. وتذكرين أن محمد عزيز لحبابي شاعر وروائي وعوالمه الفلسفة ، عناصر الإبداع تتآلف ولا تقبل الأبواب المغلقة في ما بين أبوابها ، منذ عشرين عاما عرفت الدكتور حسن المودن ثم ناقدا وعرفت الدكتور حسن الغشتول شاعرا عرفته وقاصا، والآن أتابعه ناقدا و باحثا . وأنت بدورك عزيزتي السيدة بديعة تراوحين بين عناصر الإبداع الرواية والسيناريو والمسرح، والإعلام عناصر الإبداع قد تدعوك . فهل تقبل أنت أن تقرع الأبواب و تدخلها باحثا؟؟ o هل جديدك الإبداعي، في ذهابك وإيابك بين المغرب وأوربا أثرت فيه العلاقة بين النحن والآخر، بنفس الحمولة الاجتماعية والسياسية والفكرية الثقافية كذلك؟ n لقد راوحت بين وطني والغرب عامة منذ طفولتي وكلنا نلنا هذه المتعة، أنا وأنت وكل المثقفين، قرأنا سيرانو دي برجراك في الطفولة و... المغنية الصلعاء بالثانوي واستوقفتنا شارلوت برونتي طويلا في معابر «ادجين إير «من منا لم يقرأ للروائيين الروس: دوستويفسكي وأنطون تشيخوف ومخائيل شولوخوف من ينسى ليوتولستوي « أنا كارنينا» .... وما أطول القائمة... وترحلي الآن في الغرب شجعتني عليه الدعوات التي أتلقاها، ومن جهة أخرى ترحلي يتخذ مد الجسور بيني و بين الفنانين خاصة، بكل من باريسوبلجيكا و فيينا. ففي بروكسيل كنت ألج معهد الفنون التشكيلية كزائرة و أتابع الأساتذة و هو يتحدثون عن عوالم اللون و فضاء اللوحة عامة .هنا في هذه الكلية تعرفت على رمز فني كبير هو الدكتور صفوان الداحول من سوريا و غيره من الفنانين. o ونحن نتحدث عن التراجع هل الإبداع مسه ذلك في مستوى الجودة وبعد الرؤية؟ n التراجع عرفته كل الأزمنة ، و مع ذلك العمل الجاد يظل موجودا و حيا يعبر الأزمنة ، نتذكر الشنفرى و لاميته الرائعة.إنها تعبر مئات السنين حية رائعة متفردة . o ماهي رسالتك للكتاب والكاتبات؟ n أن يمدوا الجسور الفكرية في ما بينهم ، أن يبتعدوا عن كل ما يوزع و يفرق أن يتعرفوا على أعمال الآخر وأن يناقشوها في ما بينهم . الفكر هو الحمولة التي ينبغي الحفاظ عليها. o رسالتك للقائمين على تدبير العمل الثقافي في بلادنا. n أهل مكة أدرى بشعابها ، هم الأعلم الأدرى مني بدورهم .