يوم لن ينسى في حياة نعمة أسدي العلوي، الطفلة ذات 13 عاما، التي حلت من مدينة الجديدة لتشارك في إحياء حفل «ألوان من العالم» في أوبرا أوسلو، التي تعد من أشهر الأماكن جذبا للعروض العالمية. ففي إطار مهرجان «اللغات والثقافات»، الذي تنظمه حاليا المؤسسة العالمية للغات والثقافات، أدت الفتاة ذات الثلاثة عشر ربيعا، أغاني بشكل مشترك مع آخرين من عدة بلدان، تدعو إلى المحبة والسلام والتعايش، وكذا منفردة لجمهور متنوع يمثل أغلب البلدان المشاركة في هذه التظاهرة. وكانت أغنية «المغرب مغربنا»، التي تفاعل معها الجمهور المتنوع بكثافة، ضمن أهم فقرات الحفل الذي ضم ممثلي 14 بلدا قادمين من بلغاريا، والفلبين، وروسيا البيضاء، واندونيسيا، والعراق، وكازاخستان، والمغرب، وبولونيا، والسنغال، وصربيا، وتونس، وأوكرانيا، والولايات المتحدة، والنرويج. إنها أول مرة تؤدي فيها نعمة أسدي العلوي أعمالا فنية في أوبرا أوسلو القريبة من قلعة «أكرشوش» التاريخية، وعلى بعد أمتار من مقر البلدية التاريخي للعاصمة النرويجية. وتم اختيار الكورال بعناية ليصاحب نعمة أسدي العلوي في نقل إحساسها العميق لجمهور حج بكثافة ليشاهد أحد أهم العروض المقدمة خلال السنة الجارية في هذه المؤسسة الثقافية المشهورة في أوروبا. وهو ما أكده منسق الدورة الحالية للمهرجان، ميتا سيمين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الذي أبرز أن نعمة أسدي العلوي مثلت المغرب بشكل جيد في فعاليات حفل المهرجان. وأشار إلى أن نعمة أسدي العلوي أدت ببراعة دورها الرئيسي في الحفل الذي عرف حضور شخصيات مرموقة ورجال أعمال وممثلي العديد من المؤسسات الاقتصادية والثقافية في النرويج، ومن الجاليات المقيمة في هذا البلد الاسكندنافي ودبلوماسيين. ولم تأت مشاركة نعمة أسدي العلوي اعتباطيا، فقد انتقيت ضمن العديد من أقرانها لتمثل المغرب مبهرة لجنة الانتقاء التي أكدت أنها تتميز بحضورها المميز وقوة صوتها وثقافتها الواسعة المكتسبة من محيطها الأسري الذي عمق لديها العناية بالتراث وبالأصالة المغربية. وكانت المشاركة الفاعلة نتيجة مجهود شخصي، تقول نعيمة أسدي العلوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، حيث قامت بتدريبات عديدة من أجل إنجاح تمثيلها للمغرب في دورة اعتبرتها مناسبة لإبراز موهبتها التي اكتسبتها من خلال الأنشطة الثقافية والفنية بالإعدادية التي تتابع بها دراستها. ورغم أن الغناء لدى نعمة أسدي العلوي، التي تتابع دراستها في مستوى الأولى إعدادي، لا يشكل بالنسبة إليها حلما كبيرا، فإنها تؤكد أنها بذلت جهدا مضاعفا في الإعداد وحفظ كلمات الأغنية المختارة. إذ تضع نعمة نصب عينيها ولوج عالم الطب لعلاج المرضى وخاصة الذين يعانون من أمراض «البنكرياس» الذي تسبب في وفاة أبيها وهي في عمر الخمس سنوات. وتعتبر أن مهرجان التنوع اللغوي والتواصل الثقافي، يدفعها إلى الاجتهاد لتحقيق أمنية أخرى بتعلم لغات عدة خاصة اللغة التركية التي أحبت طريقة نطقها واحتوائها على مفردات مشابهة للمتداول على مستوى اللغة العربية، وكذا حفظ القرآن الكريم.