احتضنت مدينة مونتريالبإقليم كبيبيك كندا الأسبوع الماضي فعاليات المعرض الكندي للاستثمار والمعاملات التجارية (سيتكس 2016)، الذي نظم في إطار سنة المغرب بكندا (ماروكان 2016) حضره رجال أعمال كنديون وأصحاب المشاريع والمقاولات من أبناء الجالية المغربية المقيمون في كندا. وتميز هذا الملتقى، الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة المغرب بكندا وجمع مقاولات مغربية وكندية تنشط في العديد من القطاعات الاقتصادية، بحضور نزهة الشقروني، سفيرة المغرب في كندا التي كان لنا معها الحوار التالي: o كيف يمكن، في نظرك، لمبادرة مثل المعرض الكندي للاستثمار والمعاملات التجارية (سيتكس 2016) أن تساهم في دعم الاستثمارات في الجانبين المغربي والكندي وبث دينامية في العلاقات الاقتصادية الثنائية؟ n بدون شك تلعب الجالية المغربية المقيمة في الخارج وأيضا نسيجها الجمعوي بكل تلاوينه دورا مهما في تعزيز العلاقات ما بين الدولة المضيفة والمغرب، البلد الأم. وبطبيعة الحال، تتمتع كندا بنسيج جمعوي مهم جدا، والذي يلعب دورا أساسيا في تعزيز العلاقات المغربية الكندية. وغرفة الصناعة والتجارة المغرب في كندا، بكل تأكيد، تنحو ذات المنحى وتقوم بالدور نفسه الذي يتغيا بدون شك تعزيز العلاقات المغربية الكندية، بفضل مبادرات مثل التي تنظمها اليوم في مونتريال من قبيل تنظيم فعاليات المعرض الكندي للاستثمار والمعاملات التجارية (سيتكس 2016). ويمكنني القول أن مبادرة تنظيم (سيتكس 2016) مبادرة بالغة الأهمية، تحولت إلى موعد سنوي لا يجمع فقط الجالية المغربية المقيمة في كندا بل يلتئم كذلك حول مجموعة من الأهداف سواء تعلق الأمر بالخدمات ذات الطابع الاجتماعي أوذات طابع اقتصادي أوثقافي. ويمكنني الإشارة إلى أن سفارة المملكة المغربية في كندا أخذت، منذ البداية، على عاتقها مهمة رسم خارطة طريق وذلك بالعمل على جعل من بث دينامية في العلاقات الاقتصادية بين المغرب وكندا وتنميتها وتعزيزها هدفا أساسيا. لقد لعبت سفارة المغرب في كندا، في هذا المنحى، دورا مهما منذ سنة 2009 وذلك بتنظيمها لملتقيات اقتصادية سنوية من أجل جمع المستثمرين المحتملين، ملتقيات نقدم فيها للمستثمرين المغرب الجديد، ونستعرض فيها كل ما يقدمه المغرب من إمكانيات للاستثمار. إن المغرب اليوم يشكل، أكثر من أي وقت مضى، استثناء في المنطقة العربية بفضل أمرين مهمين: أولهما استقراره في سياق مايعيشه العالم العربي وذلك بفضل رؤية ملكية الملك محمد السادس، وأيضا بفضل العمل الذؤوب والمتواصل لكل الطبقات السياسية المغربية والاقتصادية،كما أن المغرب لا يتموقع فقط كأرض استقبال للاستثمارات، بل أيضا أرضية وسند لانبثاق القارة الافريقية. وهذا الدور المزدوج يمنح المغرب حضورا استثنائيا وإشعاعا كبيرا في كندا، وبالخصوص في إقليم "الكيبيبك"، وعملت السفارة المغربية في كندا ليس فقط الانفتاح على إقليم "الكيبيك" بل كذلك على أقاليم أخرى مثل إقليمي "ألبيرتا" و"أنوتاريو"، اللذين يشكلان قطبين أساسين ومهمين فيما يتعلق بالاستثمار على المستوى الاقتصادي. o هل تعتقدين أن مبادرة مثل (سيتكس 2016) وحضور كفاءات مغربية واعدة في كندا يمكنها أن تلعب دورا في إطار الديبلوماسية الاقتصادية إلى جانب الديبلوماسية التقليدية؟ n يمكنني التأكيد على أن التنوع يشكل مصدر غنى، ونحن نتوفر في كندا على نسيج جمعوي من أصل مغربي متنوع ومتعدد، منهم من يشتغل ويقدم مبادرات ذات طابع اقتصادي، كما ثمة جمعيات أخرى تقوم بعمل من أجل الدفع ودعم المبادرات الجيدة من قبيل المقاولات الذكية الناشئة مثل عقد ملتقيات الكفاءات، وهناك كذلك جمعيات تشتغل على كل ما هو ثقافي، وأخرى تقوم بعمل من أجل تعزيز التقارب بين الديانات، إذن هناك نسيج جمعوي متعدد ومتنوع، وهذا، بكل تأكيد، يعزز ويقوي عمل سفارة المملكة المغربية في كندا، التي تنفتح بدورها على كل هؤلاء الفاعلين. لكن بالموازاة لدينا برنامجنا الخاص بنا. إن السفارة المغربية في كندا تتوفر على خارطة طريق واضحة المعالم بأهداف جلية، وكان هدفنا الأول العمل على استقطاب شركة الصناعات الجوية الكندية بومباردييه إيرونوتيك، وهو الأمر الذي تحقق بفضل جهود فاعلين ورجال أعمال محليين وأيضا بفضل دعم حكومي في إطار رؤية ملكية، إذن هو برنامج عمل تشاوري مستمر لكنه منفتح على الجميع، والسفارة اليوم لا تعتبر نفسها الفاعل الوحيد، بل لها رؤية في إطار حكومي وتحت ريادة جلالة الملك محمد السادس، ونحن نعمل على تشجيع كل المبادرات التي لا يمكن إلا تعزيزها والعمل على تقويتها. o عاش المغرب خلال الشهور الأخيرة إصلاحا قنصليا موسعا، وعرفت الشبكة القنصلية المغربية في العالم تغييرات شملت كندا أيضا، هل ثمة نتائج واضحة بعد هذه التغييرات، وهل يمكن توسيع الشبكة القنصلية في كندا؟ n بكل تأكيد إن القنصلية العامة المغربية في مدينة مونتريال تلعب دورا مهما، فقد عمل الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 16 لعيد العرش على تأطير العمل القنصلي بتوجيهات ملكية واضحة وإجراءات جلية. واليوم تنحرط القنصلية العامة للمغرب في مونتريال بشكل كامل في هذه الدينامية، وذلك بالعمل على فتح أبوابها في وجه المغاربة القاطنين في كندا عبر بذلها الجهود من أجل تحسين الخدمات والتوجه نحو المواطنين المغاربة من أجل تسهيل الولوج الخدمات القنصلية بشكل مرن و بتفاعلية أكثر وسرعة أكبر. واعتقد أن هذه كلها أوراق رابحة بالغة الاهمية تسمح للجالية المغربية المقيمة في كندا بإيجاد محاور لهم ويتعلق بالقنصلية العامة بمونتريال في المقام الأول ثم السفارة المغربية في أوتاوا اللتين في إنصات مستمر للجالية المغربية بكندا انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش في 30 يوليوز 2015. أما توسيع شبكة البعثات القنصلية المغربية بالخارج، فهو أمر يدخل ضمن اختصاصات وزارة الشؤون الخارجية والتعاون التي تستند إلى شروط للقيام بذلك، وتتطلب مصاريف إضافية، غير أن توسيع الشبكة القنصلية في كندا أمر نأخذه بعين الاعتبار.