لم يستسغ المتتبعون للدورة العادية للغرفة الفلاحية لجهة دكالة عبدة المنعقدة الثلاثاء الماضي بمقر الجهة بحضور الوالي الجديد عبد الله بنذهيبة عدم عرض الحساب الإداري للمناقشة والاكتفاء بالتصويت بالإجماع بعد أن اغتنم الرئيس فرصة خروج الوالي لفترة استراحة ليدعو الأعضاء الحاضرين بطرقة كاريكاتورية إلى التصويت بالإجماع، واختتم الرئيس عمر الكردودي «القيادي» في حزب البام، والذي وجد صعوبة كبيرة في الحديث باللغة العربية السليمة، أشغال الدورة بما يشبه مسرحية رديئة الإخراج في جو من الهزل والعبث، واستغرب المتتبعون لأشغال الدورة لعدم الكشف عن نفقات التسيير التي قامت بها الغرفة واعتبروا التستر عن هذا الأمر فيه الكثير من الالتباس، خاصة أن جهة دكالة عبدة التي تضم اليوم أربعة أقاليم فلاحية آسفي والجديدة واليوسفية وسيدي بنور تعتبر قطبا فلاحيا أساسيا ببلادنا، وقد حظيت - في إطار المخطط الأخضر - بما يزيد عن 10 ملايير درهم ونصف من الاستثمارات العمومية والخاصة ... جريدة «الاتحاد الاشتراكي» حاولت استقراء آراء بعض الأعضاء الذين عبروا عن جهلهم التام لمجالات الصرف التي يقوم بها الرئيس، ومن الانتقادات الموجهة للتدبير المالي للغرفة اقتناء الحبوب بأسعار مرتفعة وعدم جودة الأدوية الموجهة لبعض المناطق الفلاحية، وإقصاء عدد كبير من الفلاحين من الإعانات المالية، وإهمال شكايات الفلاحين وغياب تكافؤ الفرص في السفريات والأيام التكوينية .... الوالي عبد الله بنذهيبة انتقد في كلمته الافتتاحية بعض الخيارات التقنية والتمويلية المعمول بها بالجهة والتي تهم مجالات السقي وغرس الأشجار المثمرة، ودعا إلى ضرورة اعتماد السقي الموضعي من أجل ترشيد الموارد المائية، بل طالب باستغلال المياه العادمة من أجل توسيع المشاريع الهيدروفلاحية، كما نبه القيمين على القطاع الفلاحي بالجهة إلى ضرورة الاهتمام بالزراعات البديلة وخاصة بعض الأشجار المثمرة كشجر الخروب والبستاش بالنظر إلى مردوديته العالية التي يمكن أن تساعد على تحسين دخل الفلاحين ... كما استعرض، بالمناسبة، ما حققته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من مشاريع مدرة للدخل لفائدة ساكنة الوسط القروي ومنها 147 مشروعا شملت تربية الدواجن والأغنام وإنتاج العسل وزيت الزيتون بغلاف يقارب 29 مليون درهم ..