تعتبر مدينة فاس رائدة في مجال الصناعة التقليدية المختلفة من نقش على الخشب والجبس والنحاس والخزف وغير ذلك من الصناعات التي تبدعها أنامل الحرفيين وتعكس لوحات ينبهر أمامها السياح الذين يتوافدون على أسواق المدينة العتيقة ،ويعتبر قطاع الصناعة التقليدية بفاس من أهم القطاعات المنتجة فهو يشغل ألاف الحرفيين . غير أن هذا القطاع أصبح من القطاعات التي تشهد كسادا وبوارا ملموسين نظرا لعدم وجود أسواق قارة لتسويق المنتوجات والتحف الفنية التي اشتهر بها موروثنا الإبداعي ،بالإضافةإلى عدم توافد السياحالأجانب الذين يعتبرون هم الزبون الأول لهذا المنتوج التقليدي ،حيث برزت الأزمة السياحية انطلاقا من السنة الماضية عندما تعرض سائحان ألمانيان لاعتداء من طرف شخصين بالمدينة العتيقة ،ولا زالت الأزمة تتفاقم دون أن تقوم وزارة السياحة بإجراءات ملموسة لتشجيع السياح لجعل فاس قبلة سياحية بامتياز . ومما يؤسف له أن حرفيي صناعة الخزف رسموا صورة قاتمة عن هذا القطاع ودقوا ناقوس الخطر حول الوضعية التي يعيشونها ،فقد سبق لهم أن بعثوا برسالة إلى والي فاس سعيد زنيبر ضمنوها معاناتهم وياسهم من الاجتماعات المتكررة دون الوصول إلى حلول ،حيث أكدواأن السلطات المحلية سبق لها أنأغلقت مقالع بنجليق الخاصة باستخراج الطين ذي الجودة العالية والذي يساعد الصانع على الإتقان والإبداع عند صناعة المنتجات ا الخزفية بعد أن تعرضت بعض المقالع للانجراف ونتج عنها وفاة عدد من العمال ،كما تمتعويض تلك المقالع المنهارة بأخرى بعيدة عن فاس على الطريق الوطنية التي تؤدي إلى مدينة تازة علما أن المادة المستخرجة منها ليست جيدة ،هذا وسبق لعدد من الحرفيين أن اعترضوا شاحنات كانت تهرب الطين الجيد إلى مدن أخرى . ومن المشاكل التي يعانيها قطاع الخزفأيضا وخاصة بالحي الصناعي التقليدي المحدث بنجليق انتشار الوحدات الصناعية العشوائية وهي عبارة عن أفرانلإعداد الفخار والزليج البلدي بوسائل تضر بالبيئة والصحة قد شيدت في وضعية غير قانونية دون الحصول على تراخيص من الإدارة المشرفة على القطاع ولا إذن السلطات المحلية ، ويقدر عددها بالعشرات علما ان السلطات المحلية سبق لها أن هدمت في السابق مجموعة من هذه الوحدات العشوائية . وأمام هذه الوضعية المتردية قرر عدد من الحرفيين إغلاق ورشاتهم إلى اجل غير مسمى وعرضها للبيع احتجاجا على تردي وضعيتهم المادية وغياب أي تدخل من طرف المسؤولين لإيجاد حلول لإنقاذ هذه الشريحة من الصناع والإفلاس .