احتضنت كلية الطب والصيدلة بوجدة، يومي 14 و15 أبريل الجاري، ندوة دولية في موضوع «الإرهاب بين الجذور الاجتماعية والمعالجة الدولية « نظمتها رئاسة جامعة محمد الأول بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية وعرفت مشاركة مجموعة من الدول التي عايشت الإرهاب مثل بلجيكا، تونس والكوديفوار... لتدارس الوضعية الراهنة لهذه الظاهرة التي أصبحت تهدد أمن وسلامة مختلف دول العالم. وذكر رئيس جامعة محمد الأول بوجدة محمد بن قدور، بأن تنظيم هذه الندوة جاء لوعي الجامعة بخطورة هذه الظاهرة التي أصبحت دولية ولا ارتباط لها بالزمان ولا بالمكان، مشيرا إلى أن الجامعة تتوفر على الكفاءات العلمية والبحثية، وبالتالي فهي كفيلة بدراسة هذه القضايا بكل أبعادها وتجلياتها للخروج بالتوصيات التي من شأنها أن تكون حلولا ناجعة، مضيفا «ارتأينا أن ندعو إلى هذه الندوة، إلى جانب الخبراء، ممثلين عن بعض الدول التي عايشت الإرهاب لتدارس أمثلة واقعية ومسبباتها، ولكن أيضا لإعطاء النموذج الواقعي والفعلي لمعالجة هذه الظاهرة». وأشار رئيس الجامعة إلى أن ظاهرة الإرهاب لم تعد مرتبطة بالفقر أو الهشاشة، لأن «بعض المشاركين في هذه العمليات يعيشون في بحبوحة» مبرزا بأن هذه المقاربة أصبحت خاطئة والنتيجة هي أنه رغم الدراسات والتدابير التي اتخذت مازال هنالك انتشار للإرهاب. وأضاف بأن الجامعة وباعتبارها مكانا لتعايش عدد كبير من الطلبة وأيضا لنشر الثقافة والفكر فهي «مطالبة بتطوير برامجها وأنشطتها الفكرية لترسيخ ثقافة الحوار بين الطلبة وتقبل رأي الآخر ونبذ العنف حتى ننشئ جيلا يؤمن بالحوار وليس بالإرهاب». ومن جهته، ذكر رئيس المجلس العلمي لوجدة وعضو المجلس العلمي الأعلى مصطفى بن حمزة أنه «من الخطأ أن نتحدث عن الإرهاب بعيدا عن كيف يفكر الذين يمارسون الإرهاب» مضيفا «أنا أسمع في كثير من الحالات وقرأت أحاديث متعددة عن ربط الإرهاب بعوامل اقتصادية والتهميش وما شابه ذلك، فالإرهاب ليس شيئا يفعله دائما مهمشون وفقراء و ضعفاء ، بل هو شيء يأتيه أناس من مستويات متفارقة، بمعنى أن هذا التفكير ليس له قوة تفسيرية شاملة». وأوضح رئيس المجلس العلمي أنه «حينما نريد أن نتحدث عن الإرهاب لا يجب أن نتحدث بشكل معمم بل يجب أن نغوص في فهم هؤلاء من خلال قراءة أدبياتهم وقراءة كيف يفكرون، خصوصا قراءة ما تتوفر الآن من كتب ومراجعات وهي عبارة عن اعترافات يكتبها أناس تورطوا في الإرهاب تم انتهوا بعد ذلك بعد النقاش إلى التبرؤ منه، وكتبوا كتبا عديدة وقالوا بأنهم أخطؤوا وكانت أخطاؤهم معرفية بالخصوص ثم رجعوا عن ذلك»، مؤكدا على نجاعة القرار الذي اتخذه الملك محمد السادس، والذي دعا إلى مراجعة المناهج التعليمية الدينية، لأن «الذين يستقطبون للإرهاب ليسوا من طلبة العلوم الشرعية ولا أهل القرآن، بل من كل الجهات، وهم على دراية عالية بالتقنيات وينتسبون إلى مؤسسات تقنية وعارفون باللغات» وبالتالي - «نحن محتاجون إلى أن نعمم الثقافة الدينية الصحيحة من أجل وقاية الجميع، وليس المراد هو المواجهة، بل تحصين الأمة بنشر المعرفة الدينية». (*) متدربة بمكتب وجدة