في واقعة مثيرة للاهتمام والمتابعة، أدى خطأ في عملية تسليم جثتي مغربيين، توفيا بالديار الفرنسية، إلى خلق مشاكل كبيرة وسط أسرتيهما المتواجدتين بين إقليميخنيفرةووجدة، وبينما ازدادت صدمة العائلة الأولى في اكتشافها للخطأ قبل دفن جثة الغريب، كانت حرقة الثانية شديدة في قيامها بدفن الجثة المسلمة لها، ظنا منها أنها جثة فقيدها، ليتم استخراجها من القبر بعد رحلة من المعاناة لتسوية إجراءات تبادل الرفات. وعلاقة بالموضوع، أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن جثتي المواطنين المغربيين كانتا قد وصلتا لمطار فاس، إحداهما لامرأة من قرية القباب بخنيفرة والثانية لرجل من وجدة، وتم تسليمهما لذويهما في ظروف طبيعية، ووفق الإجراءات المعمول بها، دونما ريب في وجود أي خطأ، لتغادر كل واحدة من العائلتين المطار باتجاه بلدتيهما، على أساس أن كل واحدة منها أخذت جثة متوفيها، حيث أكرمت العائلة الوجدية ميتها بدفنه فور وصولها للعاصمة الشرقية، اعتقادا منها أن الجثمان هو لفقيدها، بينما فوجئت العائلة القبابية، لحظة تحلقها على جثمان ميتها، خلال نظرة الوداع الأخيرة، بأن الجثة ليست لفقيدتها بل لرجل غريب ليس لهم به أي علاقة، ما قلب أجواء الحزن إلى ذهول جنوني. وفور الواقعة الغريبة، تم إخطار مصالح الدرك بالقباب، إقليمخنيفرة، ليتم الإسراع بنقل «جثة الغريب» صوب مستودع الأموات بالمستشفى الإقليميبخنيفرة لحفظها هناك إلى حين فك اللغز، قبل مباشرة الاتصال بالجهات المختصة في الموضوع، لتقوم السلطات المعنية، رفقة العائلة، بربط الاتصال بالشركة المكلفة بنقل الأموات، هذه التي راجعت أوراقها ودلت العائلة على مصير فقيدتها بإقليموجدة، مع توضيح حيثيات الخطأ الذي وقع، عن غير قصد، لحظة وضع الجثتين في تابوتيهما لنقلهما للمغرب، خلال رحلة اليوم نفسه، دون تحديد المسؤوليات للوقوف على ملابسات الخطأ، هل على مستوى مستودع حفظ الجثث أم الوثائق؟ أم على مستوى المطارين، إما الفرنسي أو المغربي؟. وارتباطا بسيناريو الحادث المفاجئ، وقعت كلا الأسرتين في حيرة من أمرها، سيما بعد تشييع جثمان فقيدة القباب إلى مثواها الأخير بمقابر وجدة، وإشعارها من جانب السلطات بالخطأ المفجع، حيث تحملتا مشاق التنقل بين الشرق والأطلس، وبين الجهات المختصة لتسوية الإجراءات المتعلقة بتبادل الرفات والوثائق، ذلك قبل صدور الأمر القضائي باستخراج جثة مواطنة القباب من قبرها بوجدة وتسليمها إلى أفراد عائلتها بالقباب بخنيفرة، مقابل تسليم جثة مواطن وجدة إلى عائلته التي عاودت مراسيم جنازة أخرى لفقيدها من جديد.