أخيرا، تمكنت أسرة الهادي من نقل جثمان فقيدها الشاب، فؤاد الهادي، إلى المغرب، لينتهي، بذلك، مسلسل معاناة هذه العائلة، الذي امتد طيلة أربعة أشهر أخت فؤاد الهادي خلال مسيرة احتجاجية على تشوه جثمان أخيها بفرنسا وبقيت جثة الفقيد طيلة هذه المدة، الذي وجد ميتا في أحد الشقق في منطقة "أنجي" الفرنسية، في مستودع أموات المستشفى الجامعي ل"أنجي"، إلى حين أن تشوهت بفعل التحلل. نُقل جثمان الشاب المغربي، فؤاد الهادي، الأسبوع الماضي، إلى مدينة الدارالبيضاء، حيث دفن وفق الشعائر الإسلامية والطقوس المغربية، بعد أن تكلفت القنصلية العامة للمملكة المغربية في مدينة رين، بجميع مصاريف النقل والدفن، علما أن هذه القضية شهدت تغطية من قبل الإعلام السمعي البصري الفرنسي، كما غطته الصحافة المكتوبة المحلية الفرنسية. وتحدثت فتيحة، أخت فؤاد الهادي، في لقاء ب"المغربية"، عن أن تدخل القنصلية المغربية لدفن الفقيد، ساهم في تضميد جراح العائلة، بعد سلسلة من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية، التي نظمتها أسرتها في فرنسا، بعد اكتشافها تحلل الجثة إثر حفظها في درجة حرارة مستقرة في 4 درجات مائوية، طيلة 4 أشهر، داخل مستودع الأموات في المستشفى الجامعي ل"أنجي"، بينما المعمول به هو حفظ الجثة في درجة التجمد للمحافظة على خصائصها. وأكدت شقيقة المتوفى أن عائلتها تباشر، حاليا، الإجراءات القانونية والقضائية لرفع دعوى قضائية ضد المستشفى المذكور، لتحديد مسؤولية الجهات المسؤولة عن تشوه جثة أخيها، كما نصبت محاميا للترافع في قضية الإهمال. وحملت جثة الفقيد إلى قسم الطب الشرعي، بأمر من النيابة العامة لتعميق البحث القضائي في أسباب وفاته، بعد أن وجد ميتا في شقة، دون معرفة السبب، وفي ظل غياب دليل على توجيه التهمة إلى أي أحد من المشكوك فيهم، حسب توضيحات الأخت، التي أكدت أن الأسرة لم تتوصل بعد إلى تقرير الطبيب الشرعي. وعبرت الأخت عن حسرتها لمواجهة الأسرة لصعوبات أثناء غسل الجثة لدفنها، بسبب الوضع الذي كانت عليه من تحلل. وأكدت أخت الفقيد "أنه لولا إصرارها على رؤية أخيها داخل مستودع الأموات، لما اكتشفت حقيقة ما آل إليه وضع جثمانه من تشوه"، مبينة أن إلحاحها جاء بعد تأخر إصدار النيابة العامة لقرار بالدفن، سيما أن جثة المتوفى خضعت للتشريح الطبي، وأخذت منها العينات اللازمة من الأعضاء الحيوية لإخضاعها للبحث. وأفادت الأخت أن عائلة المتوفى نظمت العديد من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية، انطلقت من أحد مساجد المدينة في اتجاه محكمة المدينة نفسها، انظم إليهم مغاربيون مقيمون في مدينة "أنجي" وجمعية مسلمي المنطقة، كما انطلقت مسيرات أخرى من مستشفى رين في اتجاه قصر العدالة في "أونجي"، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن تحلل الجثة. وذكرت أخت المتوفى أنه سبق لها أن راسلت النيابة العامة للفت انتباهها إلى جثة أخيها، التي كانت داخل مستودع الأموات، منذ 4 أشهر، كما أجرت جميع الاتصالات بمسؤولي المستشفى لإعارة الجثة ما تستحقه من عناية لدفنها.