بعد انفراده بالريادة الإفريقية في مجال صناعة الطيران، يسير المغرب بخطى ثابتة لمنافسة بلدان كانت سباقة في هذا الميدان. فحسب آخر الأرقام الرسمية، أضحى قطاع صناعة الطيران، يستقطب أكثر من 110 شركات دولية متخصصة في هذا النوع من الصناعة، علاوة على توفيره لأكثر من 10 آلاف منصب شغل، مع تسجيل عائدات تفوق 800 مليون أورو، وهو ما يمثل أكثر من 5 بالمئة من مجموع صادرات المغرب. وحسب تقرير سبق أن أصدره معهد «إنفومينيو» المتخصص في الدراسات في المجال الصناعي، فإن عجلة نمو القطاع، إذا ما استمرت في التقدم بهذه الوتيرة، فإن حجم العائدات، مرشح للتضاعف بحلول سنة 2020. وفي أفق سنة 2020، سيكون القطاع يقول التقرير، في حاجة إلى 20 ألفا من اليد العاملة التقنية على وجه الخصوص، علما بأن المغرب يتوفر على ما يكفي من المهندسين المتخصصين في مجال صناعات الطيران بعد انفراده بالريادة الإفريقية في مجال صناعة الطيران، يسير المغرب بخطى ثابتة لمنافسة بلدان كانت سباقة في هذا الميدان. فحسب آخر الأرقام الرسمية، أضحى قطاع صناعة الطيران، يستقطب أكثر من 110 شركات دولية متخصصة في هذا النوع من الصناعة، علاوة على توفيره لأكثر من 10 آلاف منصب شغل، مع تسجيل عائدات تفوق 800 مليون أورو، وهو ما يمثل أكثر من 5 بالمئة من مجموع صادرات المغرب. وحسب تقرير سبق أن أصدره معهد «إنفومينيو» المتخصص في الدراسات في المجال الصناعي، فإن عجلة نمو القطاع، إذا ما استمرت في التقدم بهذه الوتيرة، فإن حجم العائدات، مرشح للتضاعف بحلول سنة 2020. وفي أفق سنة 2020، سيكون القطاع يقول التقرير، في حاجة إلى 20 ألفا من اليد العاملة التقنية على وجه الخصوص، علما بأن المغرب يتوفر على ما يكفي من المهندسين المتخصصين في مجال صناعات الطيران. ويشير التقرير إلى أن المغرب يتوفر على «المعهد المتخصص في مهن معدات الطائرات ولوجستيك المطارات»، الذي تمكن لحدود الآن من تكوين أزيد من 1500 تقني متخصص، غير أن تكوين هذه الطاقات يتطلب إدماجها لمدة عامين على الأقل في المقاولات قبل أن تكون في المستوى المطلوب في سوق الشغل. ويظل استقطاب شركة «بومبارديي» العالمية للاستثمار في المغرب من الروافد المهمة لتطوير هذا القطاع، إذ سيمكن هذا المصنع، الذي سيباشر نشاطه متم سنة 2015، من توفير حاجيات القارة الإفريقية. ولم يتم اختيار المغرب لاحتضان هذا المصنع، الأول من نوعه في إفريقيا، عبثا، بل لكون البلد يوفر امتيازات كبيرة، خصوصا على المستوى الضريبي، والتي قد تصل إلى 20 مليون دولار، رغم أن الرقم الرسمي لم يتم الكشف عنه بعد. واعتبر مهتمون بصناعة الطائرات أن استثمار «بومبارديي»، التي تعتبر ثالث مصنع للطائرات في العالم، في السوق المغربية، يعد انتصارا كبيرا للوكالة المغربية لتنمية الاستثمار، المسؤولة عن جذب الاستثمارات الأجنبية إلى المغرب، وأحد المفاوضين الرئيسيين في هذه الصفقة. وبلغت استثمارات شركة «بومبارديي» المغرب ما يقارب 200 مليون دولار، وستخلق ما يناهز 850 منصب شغل مباشر وحوالي 4 آلاف وظيفة أخرى بصفة غير مباشرة. وتشير الأرقام الرسمية لسنة 2014 إلى نمو صناعة الطيران المغربية بنسبة 25 بالمئة، ومن المتوقع أن تصل مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي في المغرب إلى نحو 5.25 مليار دولار، و حجم صادرات أجزاء الطائرات إلى نحو 10 مليارات دولار. ولأول مرة، تجاوزت صادرات المغرب سنة 2012 وارداته في مجال صناعات الطيران، غير أن المغرب -لحد الآن- لا يتوفر على كافة المؤهلات التي تمكنه من إنتاج كامل للطائرات، حيث يظل عامل التكوين هو المحدد لنجاح المغرب في هذا الرهان مستقبلا. ويشير التقرير إلى أن المغرب أمسى قاعدة استراتيجية للقارة الإفريقية في ميدان الصناعات، إذ اختارت العديد من الشركات العالمية الانطلاق من المغرب للولوج إلى الأسواق الإفريقية، لتوفر عدة عوامل مشجعة من قبيل القرب من أوربا، الاستقرار السياسي، وتوفر اليد العاملة المكونة والمؤهلة، وهذا ما ينطبق على وجه الخصوص على صناعات الطيران، التي يسير فيها المغرب بخطى واثقة، رغم أن الطريق أمامه لا تزال طويلة. ويشير التقرير إلى أن قطاع صناعات الطيران في المغرب يشهد نموا سنويا يتراوح ما بين 15 و20 بالمائة، وإن كانت سنة 2013 تشكل استثناء حيث لم تتجاوز نسبة النمو 13.8 بالمائة. وثمة العديد من البلدان التي يتنافس معها مع المغرب في سوق التعاقدات في هذا القطاع، خصوصا المكسيك، الهندوماليزيا. ورغم أن المغرب يوجد ضمن البلدان الثمانية في العالم الأكثر استقطابا للاستثمارات في مجال صناعات الطيران من 2001 إلى 2011، إلا أن نقطة الضعف الأكبر التي يعاني منها البلد تتمثل في حرص باقي المنافسين على توفير يد عاملة أقل تكلفة، وهو ما يجعل المشرفين على القطاع مضطرين إلى الرهان على نقطة قد ترجح كافة المغرب وتتمثل في العمل على إنتاج أكثر القطع تعقيدا وتحسين القدرة الإنتاجية للمقاولات، من خلال الترخيص للمزيد من الموزعين المحليين. وعرف مطلع سنة 2016 توافد العديد من عمالقة صناعات الطائرات على الاستثمار في المغرب، كما هو الحال بالنسبة للعملاق الفرنسي DAHER المتخصص في صناعة تجهيزات الطيران الذي يعمل حاليا على توسيع أنشطته في المغرب بإنشاء ثالث مصنع له في المملكة. المصنع، الذي اختير له اسم «طنجة2»، سيمتد على مساحة 30 ألف مربع، وسيوفر حوالي 250 منصب شغل مباشر، حيث تم رصد غلاف مالي استثماري يناهز مليار و500 مليون درهم لإقامة هذا المشروع الضخم. وتعتبر المنشأة ثالث مصنع تشيده الشركة الفرنسية في المغرب بعد مصنعين آخرين في نفس المدينةطنجة وفي الدارالبيضاء، إذ من المنتظر أن تشرع هذه الوحدة الجديدة في أنشطتها الإنتاجية خلال الربع الأول من سنة 2017. وتشمل أنشطة هذه الوحدة صناعة وتجميع قطع الغيار المستعملة في الصناعات الجوية، والموجهة بالدرجة الأولى للتصدير لشركات صناعات الطيران في أوربا. وكانت شركة DAHER قد حلت لأول مرة بالمغرب في سنة 2001، حيث افتتحت أول وحدة تصنيع خاصة بها في مدينة طنجة، وهي الوحدة الممتدة على مساحة 12 ألفا و500 متر مربع وتشغل 400 عامل، قبل أن توسع أنشطتها إلى مدينة الدارالبيضاء التي أقامت بها مصنعا ثانيا على مساحة 17 مترا مربعا وفرت بها 150 منصب شغل. وأصبح المغرب نقطة جذب لكبريات الشركات العالمية المتخصصة في صناعات الطيران من أمريكا وأوربا وكندا، حيث كان إقليم النواصر شهر دجنبر 2015 على موعد مع إعطاء الانطلاقة لأشغال بناء الشطر الأول من مصنع تابع لمجموعة «ستيليا» لصناعة الطائرات، باستثمار إجمالي يقدر بنحو 40 مليون أورو، أي حوالي 400 مليون درهم. وهو المشروع الممتد على مساحة إجمالية تزيد عن 15 هكتارا، والذي يعد ثمرة الاتفاقية المبرمة خلال الشهور الأخيرة مع مجموعة «ستيليا آيروسبيس» التابعة لشركة «إيرباص» الرائدة عالميا في مجال الطيران. وسيتم في إطار هذا المشروع استقطاب أزيد من سبع شركات أخرى حتى تتشكل بذلك منظومة صناعية متكاملة في ميدان الطيران، وذلك بفضل الامتيازات التي يقدمها المغرب وتنافسيته العالمية والذي يؤكده جلب العديد من المستثمرين العالميين الفاعلين في هذا القطاع الاستراتيجي، الذي يحظى بمكانة مهمة إلى جانب قطاع صناعة السيارات. يذكر أن شركة «ستيليا آيروسبيس» متواجدة بالمغرب منذ سنة 1951، من خلال فرعها «ماروك افياسون» الذي أصبح اليوم يعرف ب»ستيليا آيروسبيس ماروك» المختصة في تركيب وتجميع المجموعات الفرعية المعدنية المعقدة، وصيانة ودعم الكترونيات الطائرات. هذه الطفرة ستتأكد أيضا بمشروع تصنيع أجزاء طائرة «بوينغ» الأمريكية بالمغرب بداية من سنة 2019، حيث تمكنت شركة «راتيج فيجياك ماروك» من الظفر بهذه الصفقة شهر مارس الماضي. وتم التوقيع على اتفاق بين الشركة الأمريكية وشركة (UTC Airospace) الفرنسية التي تتوفر على فرع لها بالمغرب، في انتظار تفعيل بنود الاتفاق مطلع سنة 2019. ورغم عدم الإفصاح عن الغلاف المالي لهذه الصفقة، إلا أن تقارير إخبارية كشفت عن أن القيمة المالية تصل إلى عشرات الملايين من الدراهم. وتنص بنود الاتفاق الموقع بين الطرفين إلى التزام الطرف الفرنسي بالقيام بعمليات توسيع مساحة مصنع الشركة الحالي بالمغرب ليصل إلى ضعف مساحته الراهنة، والرفع من عدد العاملين لديها، وستكون مهمته توفير قطع تستعمل في صناعة طائرات «بوينغ» من طراز «B777X»، ما سيساهم في الرفع من نشاط الشركة، حيث يتعلق الأمر بتصنيع آلاف الطائرات من هذا الطراز. وتدرس الشركة الأمريكية حاليا إمكانية إبرام عقود جديدة مع شركات صناعة الطائرات التي تتوفر على فروع بالمغرب، بغرض توفير حاجياتها من القطع التي تحتاجها لطائراتها المستقبلية. وكانت الشركة الفرنسية قد أكدت أن عملية التصنيع بالمغرب ستنطلق مستهل سنة2018، في أفق أن تكون هذه القطع جاهزة للاستغلال سنة 2019، موضحة في نفس السياق أن هذا العقد الجديد سيساهم في مضاعفة أنشطتها، كما ستقوم بتوسيع مساحة مصنعها بالمغرب ليصل إلى 8000 متر مربع، بالإضافة إلى الرفع من عدد العاملين. وتعد القطع الذي سينتجها المصنع المغربي التابع للشركة الفرنسية، من الأجزاء المهمة في طائرات «البوينغ» ومن أعقدها على مستوى التصنيع، وهو ما أكدته الشركة الفرنسية التي اعتبرت أن مثل هذه القطع المستعملة في مؤخرة الطائرة تتطلب تكنولوجيا عالية.