يسعى العملاق الفرنسي DAHER المتخصص في صناعة تجهيزات الطيران إلى توسيع أنشطته في المغرب بإنشاء ثالث مصنع له في المملكة. المصنع، الذي اختير له اسم «طنجة 2»، سيمتد على مساحة 30 ألف مربع، وسيوفر حوالي 250 منصب شغل مباشر، حيث تم رصد غلاف مالي استثماري يناهز مليار و500 مليون درهم لإقامة هذا المشروع الضخم. وتعتبر المنشأة ثالث مصنع تشيده الشركة الفرنسية في المغرب بعد مصنعيه آخرين في نفس المدينةطنجة وفي الدارالبيضاء، إذ من المنتظر أن تشرع هذه الوحدة الجديدة في أنشطتها الإنتاجية خلال الربع الأول من سنة 2017. وتشمل أنشطة هذه الوحدة صناعة وتجميع قطع الغيار المستعملة في الصناعات الجوية، والموجهة بالدرجة الأولى للتصدير لشركات صناعات الطيران في أوربا. وكانت شركة DAHER قد حلت لأول مرة بالمغرب في سنة 2001، حيث افتتحت أول وحدة تصنيع خاصة بها في مدينة طنجة، وهي الوحدة الممتدة على مساحة 12 ألف و500 متر مربع وتشغل 400 عامل، قبل أن توسع أنشطتها إلى مدينة الدارالبيضاء التي أقامت بها مصنعا ثانيا على مساحة 17 متر مربع وفرت بها 150 منصب شغل. وأضحى المغرب نقطة جذب لكبريات الشركات العالمية المتخصصة في صناعات الطيران من أمريكا وأوربا وكندا، حيث كان إقليم النواصر قبل حوالي الشهر على موعد مع إعطاء الانطلاقة لأشغال بناء الشطر الأول من مصنع تابع لمجموعة «ستيليا» لصناعة الطائرات، باستثمار إجمالي يقدر بنحو 40 مليون أورو ، أي حوالي 400 مليون درهم. وهو المشروع الممتد على مساحة إجمالية تزيد عن 15 هكتارا، والذي يعد ثمرة الاتفاقية المبرمة خلال الشهور الأخيرة مع مجموعة «ستيليا آيروسبيس» التابعة لشركة «إيرباص» الرائدة عالميا في مجال الطيران. وسيتم في إطار هذا المشروع استقطاب أزيد من سبع شركات أخرى حتى تتشكل بذلك منظومة صناعية متكاملة في ميدان الطيران، وذلك بفضل الامتيازات التي يقدمها المغرب وتنافسيته العالمية والذي يؤكده جلب العديد من المستثمرين العالميين الفاعلين في هذا القطاع الاستراتيجي، الذي يحظى بمكانة مهمة إلى جانب قطاع صناعة السيارات. يذكر أن شركة «ستيليا آيروسبيس» متواجدة بالمغرب منذ سنة 1951 ، من خلال فرعها «ماروك افياسون» الذي أصبح اليوم يعرف ب»ستيليا آيروسبيس ماروك» المختصة في تركيب وتجميع المجموعات الفرعية المعدنية المعقدة، وصيانة ودعم الكترونيات الطائرات.