اعتبر السفير الروسي بالرباط الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى روسيا مؤخرا ثورة دبلوماسية، واصفا العلاقات المغربية الروسية بالايجابية ، مشيرا إلى أنها تمتد إلى ثلاثة قرون، وأن مباحثات ملك المغرب مع فلاديمير بوتين لمدة ساعة كاملة، والمحادثة الهاتفية الأخيرة بينهما التي دامت زهاء أربعين دقيقة، تعكس تطور هذه العلاقات وتوجهها إلى مستقبل استراتيجي وهادف. وفي مداخلة ضمن لقاء تواصلي، استحضر الأستاذ طالع السعود الأطلسي باسم اللجنة المغربية للسلم والتضامن أوجه ومسار العلاقة المغربية الروسية وتطورها وراهنيتها في ظل مستجدات المرحلة المتوجة باللقاء بين قيادتي البلدين، مؤكدا أن هذه العلاقات ظلت متينة ومتواصلة في محطات تاريخية مختلفة ، وأن استضافة سفير روسيا في اللقاء التواصلي يدخل ضمن الوقوف عند هذه العلاقات و مستجداتها، وقال فاليري فوروبيوف في اللقاء الذي نظمته جمعية الصداقة المغربية الروسية، أن العلاقات المغربية الروسية كانت دائما إيجابية، معترفا بغياب الاستراتيجية الكفيلة بممارسة دبلوماسية في كافة الواجهات المجتمعية ، ولم يخف السفير فوق العادة الذي تحدث باللغة العربية إلى الحضور الذي حج إلى مدرج كلية العلوم الاجتماعية والقانونية والاقتصادية بأكدال، في جواب عن سؤال لجريدة الاتحاد الاشتراكي خلال مناقشة عرضه، النواقص التي تستدعي آليات تدبيرية بين القطاعات الحكومية في البلدين معتبراً أن "هذا الأمر تم تداركه من خلال الزيارة، التي قام بها العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى روسيا في 13 مارس 2016، إذ تم التوقيع على حوالي 16 اتفاقية تشمل مجالات مختلفة". وأشار إلى أن البلدين "دخلا في مرحلة جديدة في العلاقات، ويجب المضي بها قدماً في كل المجالات".كما أشاد فوروبيوف، بتوقيع اتفاقيات بين البلدين في المجال الديني لأول مرة، من خلال تأهيل الأئمة الروس بالمغرب، معتبراً أن "الدبلوماسية الدينية لها مكانة عالية، خاصة وأن روسيا تضم 20 مليون مسلم". وأكد فاليري فوروبيوف أن هناك مفاوضات بين المغرب وروسيا، في مجالات بيع الطائرات والصيد البحري، وتبادل التكنولوجيات الحديثة، مشيداً بالدور الهام الذي يقوم به المغرب في محاربة الإرهاب إقليميا ودوليا، وأضاف فاليري،أن المغرب أنقذ فرنسا خلال هجمات نونبر الماضي. منتقلا للحديث عن الزيارة التي قام بها عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني رئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية إلى موسكو ، مؤكدا على أهميتها. ونبه السفير الروسي إلى أن سعي بلاده إلى تطوير علاقاتها بالمغرب ليس الغرض منه المس بمصالح الأصدقاء التقليديين للمغرب، قائلا: «لا نناضل ضد المصالح ، ولا نريد أي شيء ضد المصالح الفرنسية أو الإسبانية، أو من يسمون بالأصدقاء التقليديين ... من جانبه قال عز الدين غفران، عميد كلية الحقوق، إن العلاقات بين المغرب وروسيا تعود إلى القرن 18، ودشنت بظهير سمح للسفن الروسية آنذاك بإمكانية ولوج المياه المغربية، مبرزا أن روسيا هي أول بلد يعترف باستقلال المغرب.وأشار غفران، في كلمة مقتضبة، إلى أن الزيارة الأخيرة للملك كان الهدف منها بلورة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على الواقع الملموس، خاصة وأن روسيا تتفهم تشبث المغرب بوحدته الترابية، وتجمعهما علاقات سياسية واقتصادية تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض. وبدوره ثمن رئيس جمعية الصداقة المغربية الروسية اللقاء التواصلي منوها بالدور الذي يلعبه ضيف اللقاء السيد فاليري في العمل على تعزيز هذه العلاقة وتفعيلها وتطويرها ، مؤكدا أن الرجل تربطه علاقة تاريخية بالمغرب لا تحدد فقط في تمثيلية بلده بالرباط.