قال فاليري فوروبيوف، سفير فوق العادة لفدرالية روسيا، إن المغرب أنقذ فرنسا خلال هجمات نونبر الماضي، مشيدا بالدور الذي تلعبه المملكة في القضاء على الإرهاب على الصعيد العالمي. فوروبيوف تحدث خلال ندوة نظمتها جامعة محمد الخامس بالرباط، اليوم الخميس، عن العلاقات التي باتت تجمع روسيا والمغرب، خاصة في مجال محاربة الإرهاب والقضاء على ما بات يسمى ب"داعش"، مبرزا أن هذا الشق كان من بين العناصر الأساسية التي تم الاتفاق حولها خلال زيارة الملك محمد السادس الأخيرة إلى روسيا. المتحدث أشاد أيضا بالزيارة التي قام بها عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني رئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إلى موسكو، واصفا إياها ب"الجيدة"، مردفا: "داعش لن تبقى في أي مكان، سنناضل ضد هذا العدو". فوروبيوف أوضح أن علاقات بلاده بالمغرب "كانت دائما إيجابية"، إلا أنها لم تكن تشمل مجالات كثيرة، وهو ما تم تداركه من خلال زيارة الملك الأخيرة إلى روسيا، إذ تم التوقيع على حوالي 16 اتفاقية تشمل مجالات مختلفة، بما فيها مكافحة الإرهاب وتكوين الأئمة بالمغرب، باعتبار "الدبلوماسية الدينية لها مكانة عالية، خاصة أن روسيا تضم 20 مليون مسلم"، يقول فوربيوف، مشيرا إلى أن هناك مفاوضات بين البلدين في كل من مجالات الصيد البحري وتباد التكنولوجيات الحديثة وبيع الطائرات. ونبه السفير الروسي إلى أن سعي بلاده إلى تطوير علاقاتها بالمغرب ليس الغرض منه هو المس بمصالح الأصدقاء التقليديين للمغرب، قائلا: "لا نناضل ضد المصالح ، ولا نريد أي شيء ضد المصالح الفرنسية أو الإسبانية، أو من يسمون بالأصدقاء التقليديين، بل كل الغرض هو تحسين الظروف والقدرة والإمكانية للمغرب". كما اعتبر فوروبيوف أن جل المؤشرات في ما يتعلق بعلاقة المغرب بروسيا إيجابية، مشيرا إلى أنها تمتد على ثلاثة قرون، متوقفا عند زيارة الملك الأخيرة ومباحثاته رأسا لرأس مع فلاديمير بوتين لمدة ساعة كاملة، والمحادثة الهاتفية الأخيرة بينهما التي دامت زهاء أربعين دقيقة. السفير الروسي أردف قائلا: "المغرب بلد رائع في كل المجالات؛ الطقس والجغرافيا، وأيضا في مجال الروحيات"، مضيقا: "وأهم شيء هو أن المغرب هو بلد الأمن والاستقرار". من جانبه قال عز الدين غفران، عميد كلية الحقوق، إن العلاقات بين المغرب وروسيا تعود إلى القرن 18، ودشنت بظهير سمح للسفن الروسية آنذاك بإمكانية ولوج المياه المغربية، مبرزا أن روسيا هي أول بلد يعترف باستقلال المغرب. وأشار غفران، في كلمة مقتضبة، إلى أن الزيارة الأخيرة للملك كان الهدف منها بلورة الشراكة الإستراتيجية بين البلدين على الواقع الملموس، خاصة وأن روسيا تتفهم تشبث المغرب بوحدته الترابية، وتجمعهما علاقات سياسية واقتصادية تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض.