تفشت وتنامت مؤخرا بشكل رهيب ظاهرة استغلال عدد من فضاءات سطوح منازل المدينة العتيقة بمراكش بؤر للتعاطي لكل أنواع الموبقات ، حيث تبيت سوقا قائمة بين مختلف المنحرفين الذين اتخذوها ملاذا لهم لطبيعة بنايات فضاءاتها الفسيحة غير المحجبة السهلة المسلك والصعود إليها عبر أعمدة الإنارة العمومية الشبيهة بسلالم حديدية تفي بغرض النزول والصعود بسهولة من وإليها نتيجة محاذاتها لهذا النوع من الأعمدة الذي أصبح وبشكل واضح للعيان يشكل خطرا كبيرا يتهدد أمن وسلامة كل من وجد مسكنه أو وجدت مساكنهم بالقرب من هذه السلالم الحديدية للإنارة العمومية بالمدينة العتيقة، وقذا اعتاد الكثير من سكان هذه المنازل خاصة التي مازالت ذات الطابع المعماري القديم على منع أنفسهم من الصعود ليلا إلى سطوحها رغم سماعهم للجدالات الساقطة المنحطة بين هؤلاء المنحرفين وذلك لكي يتقوا شرور أعمال هؤلاء الذين كلما شعروا بالأخطار التي تحدق بهم من طرف رجال الأمن اتخذوا من بنايات عدد من هذه السطوح حصونا لهم تساعدهم على الإفلات من عقاب الشرطة ، وهكذا تغيرت وظيفة سطوح هذه المنازل العتيقة من مرافق كانت حتى الأمس القريب مكانا لنشر الحبوب والملابس والزرابي ...بعد غسلها ومكان تبادل مختلف مواضيع أنواع الحديث خاصا بالنساء فقط إلى مرافق أصبحت تئن تحت وطأة غزوها من طرف هذه الفئة من المنحرفين حيث تجدها أغلب النساء صباح كل يوم وقد تناثرت فوق سائر أرجائها أذناب السجائر والقنينات الفارغة للخمر أو لماء الحياة أوللكحول ... . حالة أضرت كثيرا بكرامتهن فبادرت إحداهن إلى توجيه عدة مراسلات إلى الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش، كان آخرها يوم: 18 يونيو 2008 محملة مسؤولية ما أصبح يحدث بسطح منزل عائلتها إلى هذه الوكالة ، وقد تضمنت مراسلتها مايلي :«نشكو أننا قد لحقنا ضرر كبير بسبب العمود الكهربائي الحديدي المثبت بمحاداة جدار منزل عائلتي، هذا العمود الذي هو عبارة عن سلم يسهل على الخارجين عن القانون والشمكالة والمنحرفين استعماله حين مطاردة رجال الشرطة لهم لكي يصعدوا لسطح منزلنا وعبره إلى سطوح المنازل المجاورة، وبسبب تكرار عمليات الفرار هذه واستغلال سطح منزلنا لأغراض هؤلاء المنحرفين، أصبحت سقوفه آيلة للسقوط لكونها مسقفة بالتراب والخشب، كما أن العمود الكهربائي كلما أمطرت تنبعث منه ومن أسلاكه الكهربائية أصوات بعض الانفجارات الخفيفة التي تدخل إلى قلوبنا الخوف والرعب الشديد، وهذا ناتج بسبب استعماله في العديد من المرات سلما من طرف هؤلاء المجرمين الذين أصبحت سطوحنا سطوحهم وأعمدة إنارتنا العمومية سلالمهم ..«، ومع ذلك حسب تصريح هذه المواطنة أثناء لقائنا بها عنذ زيارتنا لدروب المدينة العتيقة التي تعيش هذه الظاهرة التي تقلق راحة ساكنيها فلم تجد استغاثتها هذه أي أذن صاغية وكأن الأمر لايستحق أن تعطاه أهمية كبرى لأن هذا ربما في نظر البعض مجرد (بوطو أو بوطوات تلحديد) يوجد أحدها بقرب منزل، فهذا فهم خاطئ على حد تعبير هذه المواطنة مضيفة بأن ما يتسبب لهم فيه هذ ا النوع من الأعمدة التي بدل أن تساهم في توفير الأمن للمواطنين بإنارتها فشكلها الشبيه بسلم حديدي له دور رئيسي في تفاحل وانتشار ظاهرة التعاطي إلى مختلف أنواع الموبقات التي تهدد بالدرجة الأولى سلامة وصحة أطفال درب الدردوبة بعرصة بن إبراهيم وأطفال الدروب المجاورة له التي تعاني من نفس الظاهرة حيث أصبحت جميعها مرتعا خصبا للمنحرفين وقطاع الطرق والمتعاطين لأشكال الممنوعات ، وقد زاد من حدة مايحصل بهذه الدروب قربها من محطة المسافرين بباب دكالة التي تعج من حين لآخر بالمشردين واللصوص وغيرهم من الذين يجدون في هذه الدروب أقرب ملاذ عند هروبهم من قبضة رجال الأمن الذين سبق أن وجهت لهم حسب تصريحات المتضررين عند اتصالهم بنا خلال زيارتنا لدروبهم شكايات عدة من السكان الذين اكتووا بنار سرقة محلاتهم من طرف هؤلاء الخارجين عن القانون في غياب للدوريات المتكررة للشرطة واستخفاف مسؤولي الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش بما يلحق بهم هذا النوع من أعمدة الإنارة العمومية من أضرار معاناتها أشد وقعا على صدور هؤلاء المستضعفين الذين انطبق عليهم على حد تعبير أحدهم المثال القائل: «ماحس بالمزود غير المضروب به».