تصدّر القطب المالي للدار البيضاء الترتيب الإفريقي للمراكز المالية في القارة السمراء، حسب أحدث تصنيف للأقطاب الاقتصادية في العالم. التقرير، الذي يحمل اسم "مؤشر المراكز المالية في العالم"، كشف أن قطب الدارالبيضاء لم يلج خانة التصنيف الدولي سوى سنة 2014، تمكن في ظرف قياسي من فرض مكانته على الصعيد الإفريقي والعالمي، حيث أزاح قطب جوهانسبورغ من الصدارة إفريقيا، وتقدم إلى المرتبة 33 عالميا. وأوضح مركز (Z/Yen) البريطاني، الذي عمم هذا التصنيف يوم أمس الثلاثاء بالعاصمة البريطانية لندن، أن قطب الدارالبيضاء تقدم أحد عشر مركزا في الترتيب العالمي، وبالتالي تحقيق المفاجأة بتجاوز قطب جوهانسبورغ الذي كان يعتقد الخبراء أنه من الصعوبة بمكان إزاحته عن مركز الصدارة في إفريقيا، حيث سجل تراجعا ب 18 مقعدا في الترتيب العام. ويشير التصنيف، الذي يصدر في نسخته ال 19، إلى أن القطب المالي للدار البيضاء يعتبر واحدا من المراكز المالية الثالثة في العالم التي ينتظرها مستقبل واعد، رفقة كل من مركز سنغافورة، الذي احتل المركز الثالث عالميا، ومركز شانغاي، الذي حل بالمركز السادس عشر عالميا، في الوقت الذي تقدم فيه على مراكز مالية عالمية ذات صيت في أسواق المال والأعمال مثل مراكز إسطنبول، بروكسيل وميلانو. ومنذ إحداثه، نجح القطب المالي للدار البيضاء في استقطاب حوالي مئة من المجموعات المالية العالمية التي اختارت ولوج الأسواق الإفريقية عبر بوابة الدارالبيضاء، ومن بين هذه الشركات العالمية نسجل حضور العملاق الأمريكي «فورد»، عملاق شركات التأمين (AIG)، بنك الصين، مؤسسات بنكية عالمية من أوربا والخليج، فضلا عن مكاتب محاماة ذات صيت دولي مثل «بيكر ماكينزي» و»آلان وأوفري». وكان القطب المالي للدار البيضاء (كازا فينانس سيتي) قد حصل على جائزة أفضل مركز مالي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) لسنة 2014، وذلك بمناسبة انعقاد «قمة وجوائز الشرق الأوسط لأسواق المال» بدبي. وسبق أن كشف المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء أن 17 في المئة من الاستثمارات المغربية بإفريقيا تأتي من هذا القطب، الذي يضم أزيد من مئة مقاولة، منها مقاولات معروفة على الصعيد العالمي وأبناك مرموقة، فضلا عن هياكل مالية على غرار صندوق إفريقيا 50 المتخصص في تطوير البنيات التحتية، مضيفا أن العديد من الفاعلين والاقتصاديين الدوليين، اختاروا نقل مقراتهم إلى الدارالبيضاء من أجل تعزيز حضورهم في إفريقيا، وذلك بفضل الفرص التي يتيحها هذا القطب المالي للمقاولات، من تحفيزات جبائية وإجراءات أخرى تتعلق برسوم التسجيل الخاصة بإنشاء المقاولات والرفع من الرأسمال.