قررت السلطات في العاصمة الصينيةبكين تمديد الإجازة التي يحصل عليها الآباء والأمهات عند استقبال مولود جديد في أحدث مسعى منها على ما يبدو لتشجيع الأسر على الإنجاب. وكانت الصين في الماضي تتبع سياسة الطفل الواحد، وتسمى في الصين رسمياً «تنظيم الأسرة في جمهورية الصين الشعبية»، وهي سياسة تحديد للنسل، انتهجتها الصين منذ عام 1978 وحتى عام 2015، وتتلخص في أن لا يسمح بأكثر من طفل لكل زوج في المناطق الحضرية، ولكن ثمة عدة حالات خاضعة للإعفاء، مثل وضع الأزواج في المناطق الريفية والأقليات العرقية، والآباء والأمهات الذين ليس لهم أشقاء، ولا تطبق هذه السياسة على المناطق الإدارية الخاصة هونغ كونغ وماكاو والتيبت. وقد طرحت الحكومة الصينية هذا الأمر لتخفيف المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية في البلاد، لكن هذه السياسة تعتبر الآن عتيقة ومسؤولة عن انكماش القوى العاملة وكبر سن السكان في ظل تضاؤل عدد الشبان المنتجين الأمر الذي يمثل ظاهرة في الدول الصناعية الكبرى. وقد أدت هذه السياسة إلى أن يعاني الاقتصاد الصيني انكماشا في القوى العاملة، وكبرا في سن السكان، مما يعني أن الصين قد تصبح أول دولة في العالم يشيخ شعبها قبل أن تصير غنية، ولذا فقد أعلن الحزب الشيوعي الصيني الحاكم العام الماضي أنه سيخفف من وطأة «سياسة الطفل الواحد»، فيسمح للأزواج بإنجاب طفلين. وتحرص الحكومة على مواجهة أزمة الشيخوخة الوشيكة، وتخشى ألا يمارس كثيرون هذا الحق بسبب ارتفاع تكلفة تربية طفلين في بلد تتزايد فيه الأسعار باطِّراد. وقالت وكالة «تشاينا نيوز اجنسي» الحكومية للأنباء إن الآباء في بكين سيحصلون على إجازة أبوة مدتها 15 يوما بموجب القاعدة الجديدة، وسيحصل الآباء الجدد في الصين حاليا على ما يتراوح بين ثلاثة وعشرة أيام إجازة وفقا لمكان إقامتهم. ويمكن للأمهات في بكين تمديد إجازتهن إلى 7 أشهر كحد أقصى، إذا وافق أرباب العمل، ويعني ذلك تمديد الإجازة بواقع 30 يوما عما هي عليه الآن. وذكرت الوكالة الصينية أن القواعد الجديدة الخاصة ببكين تعني أن الزوجين اللذين أنجب كل منهما طفلا من زواج سابق يمكنهما إنجاب طفل آخر.