قالت مصادر عراقية وأمريكية إن تنظيم الدولة الإسلامية سيعاني بشدة للتعافي من الضربة الموجعة التي تلقاها بمقتل أحد قادته الذي كان له دور كبير في الإشراف على الشؤون المالية والسياسية والإدارية للتنظيم. كان عبد الرحمن مصطفى القادولي الذي كان يسمى أيضا حجي إيمان وأبو علاء العفري جهاديا مخضرما رصدت الولاياتالمتحدة سبعة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض عليه. والمبلغ هو ثاني أعلى مبلغ يرصد لضبط قياديين بالتنظيم بعد رصد عشرة ملايين دولار للوصول إلى زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي وهو ما يعكس أهمية حجي إيمان. ويقول مسؤولون أمريكيون إن التنظيم يتعرض لخسائر في معركة ضد قوات تحتشد في عدة جهات بالمنطقة الشاسعة التي يسيطر عليها. ويتراجع المتشددون منذ أيام أمام القوات السورية الحكومية في مدينة تدمر الأثرية. وفي العراق يتراجع تنظيم الدولة الإسلامية أيضا منذ ديسمبر كانون الأول حين خسر الرمادي عاصمة محافظة الأنبار. وتأمل الحكومة العراقية في استعادة الموصل قبل نهاية العام الجاري وهي أكبر مدينة في شمال العراق كان التنظيم استولى عليها قبل نحو عامين. وعلى عكس الكثير من قادة تنظيم الدولة الإسلامية جاء القادولي من القاعدة وليس حزب البعث العراقي المنحل الذي كان يتزعمه صدام حسين حتى أطاح به غزو قادته الولاياتالمتحدة عام 2003. وقال الهاشمي إن القادولي ألقي القبض عليه أكثر من مرة إبان حكم صدام بسبب آرائه الدينية المتطرفة وذهب إلى أفغانستان عام 1998 حيث قابله أسامة بن لادن. وقال الهاشمي إن بن لادن أراد أن يتولى القادولي فرع القاعدة في العراق عام 2010 لكن البغدادي الذي تولى القيادة المحلية حينها تحول ضد القاعدة في 2013 وأعلن نفسه خليفة بعد ذلك بنحو عام ليفوز بتأييد القادولي. وأوضح الهاشمي إن القادولي يعتبر أكبر مسؤول مدني في تنظيم الدولة الإسلامية تشمل مهامه تحت قيادة البغدادي طرد الأقليات الدينية والعرقية والاغتصاب الممنهج لفتيات يزيديات. وقال إن ابو محمد العدناني المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية والذي رصدت خمسة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه سيحل محل القادولي حاكما لسوريا. ووفقا لتصريحات الهاشمي فإن اياد العبيدي ضابط الأمن السابق إبان حكم صدام والذي تولى دور وزير الحرب بعد مقتل الشيشاني سيحل محل القادولي في الإشراف على الشؤون المالية للتنظيم. وأضاف أن من المرجح ان يصبح عبد الله الخاتوني المسؤول عن القضاء في التنظيم رئيسا لمجلس الشوري. وقال اشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي امس الجمعة إن القادولي قتل على الارجح هذا الأسبوع في هجوم استهدف العمليات المالية للتنظيم. وأضاف كارتر أن القادولي لعب دورا في تجنيد مقاتلين أجانب لكنه لم يؤكد وجود صلة له بتفجيرات بروكسل يوم الثلاثاء. وقال الكولونيل ستيف وارين المتحدث باسم التحالف في بغداد إن القادولي كان يقدم أيضا الأموال والمشورة لشن هجمات في الغرب مضيفا أنه كان «إرهابيا دوليا لأكثر من عقد. سيفتقد (تنظيم الدولة) خبرته ومعرفته.» (رويترز)