علمت "الاتحاد الاشتراكي" بأن مصلحة الشرطة القضائية، التابعة لمنطقة أمن خنيفرة، قد أحالت المتهم باختطاف الطفل حكيم الزناني (كيكي)، على أنظار الوكيل العام لدى استئنافية مكناس الذي أمر بإيداعه سجن تولال، ومتابعته، في حالة اعتقال، من أجل "الاختطاف والاحتجاز واستغلال قاصر بغرض التسول والاغتصاب"، إذ بعد مضي أزيد من أربعة أشهر عن اختفائه المفاجئ والمحير، عاد الطفل المذكور لحضن أمه التي لم تتوقف عن طرق أبواب الجهات المسؤولة على أمل الوصول إلى مصير فلذة كبدها وفك لغز اختفائه، وقد احتلت عودته حديث أوساط شعبية واسعة. وعلاقة بالموضوع، اكتفت مصادر "الاتحاد الاشتراكي" بما يفيد أن الطفل عثر عليه بضواحي باب برد بإقليمتازة، لدى المتهم المشار إليه الذي كان يستعمله في استدرار عطف المارة والمتسوقين بغاية التسول، ولما وقع المتهم بيد السلطات المحلية والشرطة، ادعى أن الطفل ابنه من علاقة غير شرعية بوالدته، وفور الوصول بالطفل إلى خنيفرة، تم استدعاء والدته التي نفت نسب الطفل إلى الشخص المذكور، إلا أن تحريات المحققين تمكنت من الوقوف على أن الأم كانت قد تعرضت، قبل عدة سنوات، للاغتصاب من طرف المعني بالأمر، ما عرج بملف القضية نحو إجراءات غير متوقعة، قبل إضافة تهمة "الاغتصاب" لباقي التهم الموجهة للمتهم من أجل اختطاف واحتجاز الطفل موضوع النازلة واستغلاله في أعمال التسول، لكونه أصلا ضخم الرأس بشكل أثر على سلامة ذهنه. يذكر أن مواطنا من خنيفرة، كان قد عثر على الطفل حكيم الزناني (كيكي)، بسوق أربعاء العونات، إقليمسيدي بنور، لدى شخص يتسول به، لكونه أصلا ضخم الرأس بشكل أثر على سلامة ذهنه، فأسرع المواطن إلى الاتصال بنا وإشعارنا بالموضوع، بالقول إن الطفل موجود بالمنطقة المذكورة، وعلى رأسه عمد "مختطفوه" إلى وضع ضمادة لكسب عطف الناس، وبدورنا ربطنا الاتصال برئيس الشرطة القضائية ووكيل الملك بخنيفرة اللذين اهتما بتطورات الأمر، وفي الوقت ذاته كان المواطن المنحدر من خنيفرة قد أخطر عون سلطة هناك بأمر الطفل على أساس أنه موضوع "بحث عن مختفي" بخنيفرة، غير أن الطفل عاد فاختفى في ظروف غامضة، فتم اعتقال مشتبه به واقتياده لمكتب قائد سوق أربعاء العونات الذي حقق معه قبل تسليمه للدرك، وبعد الاستماع لأقواله تم الإفراج عنه. وقد سبق ل "الاتحاد الاشتراكي" أن تابعت تداعيات لغز اختفاء الطفل الذي خلق مجموعة من التأويلات والتكهنات، بل والإشاعات الرهيبة ، من قبيل أن الطفل قد "تم العثور على جثته من دون الكليتين"، وقد أبدت أوساط واسعة من السكان والفاعلين والجيران تضامنها الكبير مع عائلته المصدومة التي استنفدت كل سبل البحث عنه، وفي لقاء أجرته معها "الاتحاد الاشتراكي"، قالت أم المختفي، وهي امرأة معوزة وأمية، أنها لم تتوقف عن البحث عن ابنها منذ اللحظة التي تناولا فيها معا وجبة الغداء بأحد المقاهي الشعبية التي تكلف صاحبها بإطعامهما من باب الإحسان، قبل أن يستأذن الطفل بالتوجه إلى مقبرة المدينة ككل يوم بغاية كسب دريهمات يتصدق بها عليه زوار المقبرة أو مشيعو الجنائز، غير أنه لم يكن في حسبان أي أحد أن الطفل حكيم "سيتبخر" دون أن يترك وراءه أي أثر. ولكون الكثيرين، بأحياء أحطاب وحمرية والأرز وآيت خاصة والأطلس وغيرها من أحياء خنيفرة، يعرفون الطفل، البالغ من العمر 13 سنة، إلى جانب معارفه الكثر من الناس والتلاميذ والأطفال، بالنظر لتجواله اليومي بشوارع المدينة، ومرافقته العفوية لكل جنازة متجهة إلى المقبرة، فقد احتمل البعض أن تكون لاختفائه الغامض علاقة بمجرمي تهريب الأطفال، أو بعصابات خطف الأطفال و"فقهاء" استخراج الكنوز.