في الصباح الباكر من يوم أمس الثلاثاء 13 أكتوبر 2009، وبعد حوالي 22 ساعة من اختفائها الغامض بالمحطة الطرقية بخنيفرة، ظهرت الفتاة حسناء لحلو، المرشدة الاجتماعية بمصالح التعاون الوطني، وقد وصلت إلى منزل أبويها في حالة نفسية سيئة وهي حافية القدمين، ولا تملك مما كان بحقيبتها اليدوية غير مصحف متوسط الحجم، كما لم تستطع التحدث بسهولة لمن حولها إلا بعد فترة زمنية، لتكتفي بالقول إنها تعرضت للاختطاف على يد امرأتين مجهولتين نحو مكان غير محدد حيث تشتغلان على إخراج كنز بالنظر لما تحمله الفتاة المختطفة، بحسب ما قيل، من علامات تُعرف في الوسط الشعبي ب»الزوهري»، ويتعلق الأمر بخط متصل بشكل عرضي على راحة أو بطن القدم أو اللسان، وهي العلامات التي يعتبرها السحرة من ذوي الاختصاص المفتاح الحقيقي لترويض الجن واستخراج الكنوز الموؤودة في رحم الأرض، وفي غالب الأحيان تنذر العلامات المذكورة لدى «الزوهري» بنهاية مأساوية كأن يتعرض حاملها للذبح إذا اقتضى الحال، طالما أن الخرافة تقول إن الجن الذين يحرسون الخزائن متعطشون لهذا النوع من الدم. وقد وصلت عناصر من الشرطة لمعاينة حالة الفتاة حسناء لحلو فور الإشعار بنبأ ظهورها، واستدعاء سيارة إسعاف تابعة لمصالح الوقاية المدنية التي نقلتها إلى المستشفى الإقليمي لتحديد الأضرار. والمؤكد أنها ستحتاج إلى علاج نفسي على خلفية الكابوس الذي عاشته. وكانت الفتاة حسناء لحلو قد قدمت من بني ملال إلى خنيفرة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بين أفراد أسرتها، وفي صباح يوم الاثنين 12 أكتوبر 2009 أدت صلاة الصبح وتناولت فطورها بشكل طبيعي، ثم توجهت رفقة والدتها نحو المحطة الطرقية بخنيفرة، وأخذتا مقعديهما على متن الحافلة المتجهة نحو بني ملال، وقبل إقلاع هذه الحافلة بدقائق معدودة هبطت الفتاة لشراء مادة غذائية من محل قريب، إلا أنها لم تعد، مما دعا والدتها إلى مغادرة الحافلة دون العثور على ابنتها التي اختفت، وقد انغلق هاتفها النقال مباشرة بعد هذا الاختفاء الرهيب. عائلة حسناء التي وجدت نفسها في حيرة من أمرها، بحثت عن ابنتها المختفية بين أسِرة المستشفى وكل الأمكنة التي من المحتمل أن تجدها فيها، لكن دون جدوى، وفي الوقت ذاته أسرعت إلى إبلاغ الشرطة بالموضوع وتسليمها صور الفتاة المختفية، ولم يفت مصادر مسؤولة منها الالتزام بتكثيف الجهود لغاية تفكيك خيوط وملابسات هذا اللغز المحير. وفي وقت متأخر من الليل، فتحت الفتاة هاتفها النقال لتستنجد بأسرتها في بضع كلمات لم تتجاوز عبارات: «انقْدوني، راهْ خَطْفوني، تَيْضربوني..»، لينقطع الخط في ما أكد للجميع وجودها رهينة تحت سيطرة مجهولين، وهو الجديد الذي حمل الشرطة في حينه للتحرك في حالة استنفار لم تتوقف طول الليل.