جائزة المغرب للكتاب «صنف الشعر» آلت هذه السنة للطبيبة فاتحة مرشيد، عن ديوانها « ما لم يقل بيننا» مناصفة مع الشاعر محمد عزيز الحصيني. صفة طبيبة ليست خطأ مطبعيا لأنها تتعلق بطبيبة استطاعت في تجربة فريدة أن تجمع بين مداواة الجسد والروح معا من أعطابهما. فكانت العصارة إحساس عميق ومرهف بآلام الجسد حين تشخص بمجس الشاعر. كثيرا ما داهمها الخوف من عقوق الحرف لصالح لغة المبضع، فكانت تزداد إصرارا على إتمام هذا الزواج الذي أرادته شرعيا، فأثمر هذا الاصرار اعتراف الشهود المكرسين بأنها ابنة شرعية لمملكة الشعر الفسيحة، التي ربطتها بها أواصر الدم من خلال: «ايماءات «ورق عاشق»، «تعال نمطر» «أي سواد تخفيه يا قوس قزح»، «آخر الطريق أوله»، «مالم يقل بيننا» وروايات «لحظات لاغير»، «مخالب المتعة»، وآخر رواية «الملهمات»2011 } ما انطباعك الأولي حول حصولك على جائزة المغرب للكتاب «صنف الشعر» هذه السنة؟ الجائزة تعني لي الكثير، ولا تعني لي الكثير في نفس الوقت. تعني لي الكثير من الناحية الرمزية كطبيبة كثيرا ما داهمها الإحساس بالدخيلة على الميدا، ولأن الاعتراف من الداخل أصعب من الاعتراف من الخارج، فمطرب الحي لا يطرب، كما يقال، لذا أعتبر هذه الجائزة اعترافا أعتز به لأنه من المغرب، وحينما تكون من المغرب فإن لها وقعا قويا على المبدع، لأننا نظل أطفالا في حاجة إلى نظرة فخر من طرف آبائنا لنحس أننا أنجزنا شيئا يستحق الإعجاب ولا تعني لي الكثير كشاعرة لأن الجوائز لا تصنع الشعراء، فوحده الشعر يصنع الشاعر، ولأننا عندما نحصل على الجائزة، لا يعني ذلك أننا اجتزنا متحانا وفزنا، فامتحان الشعر هو امتحان مستمر نكون فيه الممتحنين والممتحنين على الدوام. } تردد من قبل أن الجائزة ستكون من نصيبك ما الذي حدث لتكون مناصفة؟ أنا لا أناقش أشغال اللجن، لأنها يمكن أن ترى أشياء أخرى لا نراها نحن، لذا ليس لدي أي تعليق على ذلك سوى أنني سعيدة لي ولعزيز الحصيني، خاصة أنه شاعر أقدره وأقدر إبداعه وهو يستحق الفوز، ما يهمني هو أن الإبداع هو الفائز الحقيقي والجائزة ليست اعترافا فقط بقيمة المنجز الأدبي بقدر ماهي حث وتحفيز على المزيد والذي عليه بالضرورة أن يكون نحو الأفضل والأرقى، أي أن يظل في نفس المستوى الإبداعي أو يرقى إلى أحسن منه وهذه بالنسبة لي هي قيمة ومعني الجائزة. } ألا تعتبرين أن الجائزة جاءت متأخرة؟ أبدا، الشاعر بطبعه متأني وصبور، المهم أنها جاءت. التوقيت يبقى مسألة ثانوية، وكما قلت سابقا الاعتراف من الداخل أصعب، لكنه أجمل.