اعتبر أحمد الحسني، مدير مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، أن المهرجان سيظل من ضمن التظاهرات الثقافية والفنية الهامة سواء على المستوى الوطني أو الدولي و ذلك لما حققه من إشعاع و مكانة متميزة، رغم الصعوبات المالية التي يعاني منها المهرجان بسبب تقلص ميزانيته بشكل كبير. وأضاف الحسني، الذي كان يتحدث في ندوة صحفية عقدت بالمعهد الوطني للفنون الجملية، أن الدورة الحالية التي تمتد من 26 مارس إلى غاية 2 أبريل 2016، تتضمن برامج متنوعة مشكلة من أفلام لم تعرض بعد، والتي تتناول مواضيع تشغل المواطن المتوسطي، كما تعتبر مناسبة لجمهور الفن السابع للاستمتاع بهاته الأفلام ومناقشتها، وكذا الندوات والموائد المستديرة والورشات ودروس في فن السينما التي سيشارك فيها العديد من المخرجين والنقاد . وبخصوص ردود الفعل السلبية لصحفيي مدينة تطوان على إدارة المهرجان بخصوص تنظيمها لندوة صحفية بمدينة طنجة عوض مدينة تطوان، أوضح الحسني أن ذلك تزامن مع المهرجان الوطني للفيلم، حيث ارتأت إدارة المهرجان تنظيم ندوة صحفية بطنجة، و ذلك قصد إتاحة الفرصة للعديد من النجوم السينمائية والفنية للحضور والإطلاع على برامج المهرجان، وأنه لم تكن أية خلفية تجاه الصحافة المحلية بتطوان، كما حاول البعض الركوب على ذلك وإثارة المشاكل بين إدارة المهرجان وممثلي وسائل الإعلام بمدينة تطوان . وفي رده عن سؤال لجريدة الإتحاد الاشتراكي بخصوص تكريم الممثلة الإسبانية لولا دوينياس ضمن فعاليات الدورة 22 لمهرجان تطوان الدولي، والتي سبق لها المشاركة في تظاهرة بإسبانيا ضد الوحدة الترابية للمملكة، قال أحمد الحسني"الممثلة المعنية بالتكريم لم يسبق لها أن أبدت موقفا عدائيا تجاه الوحدة الترابية للمغرب، بل شاركت في تظاهرة مع المدعوة أميناتو حيدر، و لم تكن الوحيدة، بل كافة الأطياف السياسية والفنية بإسبانيا شاركت في ذلك الوقت "، مضيفا أن لولا تعتبر قيمة فنية كبيرة، حيث سبق لها أن توجت بمهرجان كان و كذا بمهرجان سان سيباستيان وحازت على جائزة "غويا"..، وحضورها بالمهرجان هو أول حضور لها بالمغرب، وهي فرصة للجميع لتوضيح لها مجموعة من المعطيات لتعرف حقيقة المغرب وحقيقة مطالبه الشرعية. و لم يخف مدير المهرجان الصعوبات التي واجهته في الاتصال بها وإقناعها بالحضور . أحمد الحسني تطرق كذلك خلال هاته الندوة، التي أدارها عبد اللطيف البازي، أن غياب بعض أعضاء لجن التحكيم وكذا المتوجين سواء خلال حفل الافتتاح أو الاختتام، يعود بالأساس إلى ظروف المدينة و البنيات التي تتوفر عليها و التي لا تسمح باستقبال مثل هاته الوفود لمدة أسبوع، واصفا مدينة تطوان "بالفقيرة"، مشيرا إلى أن إدارة المهرجان تبذل مجهودات كبيرة من أجل ضمان ظروف جيدة للجميع، رغم الصعوبات التي تعترض عملنا يقول المتحدث. هذا و اجمع باقي أعضاء المهرجان الذين حضروا هاته الندوة على أن المهرجان يعتبر قيمة فنية كبيرة للمدينة يستوجب دعمه بكل الوسائل لكي يظل شمعة مضيئة في سماء الفن بالمدينة ،منبهين إلى خطورة طمس التظاهرات الثقافية التي تميز مدينة تطوان عن غيرها . هذا، وستعرف الدورة 22 للمهرجان تنظيم ندوة دولية حول" حينما تحكي السينما مآسي البحر الأبيض المتوسط "، سيشارك فيها جامعيون ونقاد معروفون، وذلك لتسليط الضوء على وضع مأساوي ومعقد.. اقتناعا منهم أن السينما قد تساهم في مواجهة هاته المآسي والرجات العميقة عبر توسيع وتقوية التواصل والتعايش والتقاسم. كما ستنظم مائدة مستديرة لمساءلة المسار الغني للمخرج الفرنسي أندريه تيشيني، نظرا للمواضيع الفنية الغنية التي تناولها عبر أفلامه المتميزة والتي شارك فيها العديد من النجوم الكبار، إضافة إلى ندوة أخرى ستخصص لموضوع "السينما المغربية وقضايا اللغة". الدورة كذلك ستكون بأبعاد بيداغوجية وتعليمية من خلال تكوينات وورشات ولقاءات للمناقشة وعروض بحضور مخرجين ومنشطين وأساتذة، كما سيلتقي حوالي 15 تلميذا في ورشة لصنع فيلم تحريك بإشراف المنشط البلجيكي دونيس كلين، وسيعرض منتوج الفيلم في حفل الاختتام .