ظلت العديد من التجزئات بالمدينة في عداد ما أطلق عليه ب «العالقة» وأخرى باتت أرصدة عقارية مرصودة لعقود من الزمن في انتظار تغيير هويتها، وتحويل وصفها المعماري حسب كل منطقة وقيمتها المالية، وليس باعتماد القيمة العمرانية والمجالية في سياق تصاميم التهيئة والتصاميم المديرية، وحالات الاستثناء وما يواكبها من مخططات التعمير وسياسة المدينة أو « اللاسياسة التمدين» والترصد للبناءات العمودية كمصدر للثراء، كذلك دون التفكير في ما يصاحب هذا النوع من البناء من تجهيزات وقدرات جيوفيزايائية للتربة وكذا طاقة صبيب المياه ... ، و هو ما قد يؤدي الى مزيد من التشويه والخدش الذي يطال البنية المعمارية للمجالات والأوعية العقارية، ومع كل هذا تكون المحصلة بناءات تتداخل دون انسجام عمراني، ومحاور طرقية حلزونية ومتقطعة، عبارة عن متاهات ، وفضاءات خضراء مغيبة ، اذا لم يطلها الترامي، إضافة إلى مخارج أزقة وشوارع تتحول بقدرة قادر الى بقع ذات تصاميم وتراخيص بناء ؟ في حين أن تجزئات أخرى كثيرة سلمت وتم الترخيص لأصحابها دون توفرها، حتى على الحد الأدنى من المواصفات، من حيث التجهيزات وخاصة الطرق التي بمجرد تسليم المجالس البلدية المتعاقبة لهذه التجزئات تنهي حياة الأزقة والطرقات، لتتحول إلى مجرد مسالك متربة، غارقة في الحفر والأوحال، ولاتصلح حتى لمرور الدواب شتاء ، وصيفا إلى مصدر غبار يقض مضاجع السكان ويسبب أضرارا صحية كبيرة للجهاز التنفسي، وخاصة للأشخاص المسنين، والأطفال، وهو ما اعتبره سكان هذه التجزئات نوعا من الاحتيال عليهم من طرف بعض المجزئين العقاريين، وبتواطؤ مع بعض من يتسلم منهم هذا «الخراب المعماري»، مع السماح للبناء عليه !!! وعندما يفاجأ السكان بذلك، وبعد أن ينخرطوا في المسلسل المرتبط بالحصول على قروض وتصاميم ورخص .. يجدون أنفسهم مضطرين الى الاستعطاف، وتقديم الشكايات في انتظار الذي يأتي اولايأتي بسبب التدهور المضطرد للبنية التحتية. لكن تبقى دار لقمان على حالها، إلى أن جاد العطف الانتخابوي في إطار برامج «التزفيت» للمحظوظين، والضالعين في لغة الاستمالة مقابل ترك الحبل على الغارب بالنسبة للمغضوب عليهم مثل « سكان تجزئة العرصة، تجزئة رياض السلام، تجزئة الأشغال العمومية، تجزئة لكبير 1 ولكبير2، تجزئة حي الليمون، تجزئة حي الزيتون ...» والقائمة طويلة، وهذه التركة المشؤومة من حقب كان السائد فيها هو التطبيع مع الفساد العقاري و الثراء السريع والاجهاز التام على المحيط البيئي ، وتشكلت لوبيات متعددة الألوان والأشكال وتحت العديد من اليافطات، حتى بلغ المسخ المعماري مداه الى حد التخمة والاشباع...؟