لم يجد قائد الملحقة الإدارية الثالثة لبني ملال أمامه من حل آخر سوى الفرار بجلده بمعية مرافقيه من أعوان السلطة و تقنيين ورجلين للقوات المساعدة، أمام هجوم كاسح لأزيد من 400 شخص من مختلف الفئات العمرية من ساكنة منطقة أوربيع أغلبهم في حالة غضب، والذين صبوا جام غضبهم على سيارة المصلحة والتي تعرضت لتخريب كلي ، في حين أصيب أحد التقنيين بكسر على مستوى رجله ونجا الباقون بأعجوبة . ويعتبر الحادث الثاني من نوعه حيث سبق وأن تعرض القائد السابق لنفس المقاطعة لضربة قوية من طرف أحد المواطنين وفي نفس المنطقة و للأسباب ذاتها ' البناء العشوائي ' أدخلته في غيبوبة ونقل على إثرها إلى المستشفى العسكري بالرباط . وتعود أطوار القضية إلى تدخل قائد المنطقة الإدارية الثالثة لوقف أشغال لبناء العشوائي وبدون رخصة للطابق الثاني لمنزل إمام المسجد ، وبدأ القائد في حجز مواد البناء والأخشاب التي تستعمل في البناء ... في نفس الوقت قام إمام المسجد باستعمال مكبر المئذنة ، مستنجدا بالسكان مرددا {اللهم إن هذا لمنكر} و اعتقوا الروح يا عباد الله ، فهرع العديد من السكان والجيران إلى منزل الإمام والذين حاصروا القائد ومرافقيه وأمطروهم وابلا من الأحجار ليفر القائد والأعوان ، وسيارة القوات المساعدة تاركين سيارة المصلحة تتعرض لأبشع صور التخريب . ولم تقف الأمور عند هذا الحد فقد قام السكان بوقفة احتجاجية أمر مقر الولاية مطالبين بالإفراج عن الإمام، وهو ما تأتى لهم بعد مقابلة والي الجهة و الإفراج عن الإمام صاحب المنزل. وتعود بنا هذه القضية مرة أخرى إلى الحديث عن من يشجع البناء العشوائية وتدميره للمجال البيئي ، والمحيط الطبيعي ، وتشويه المجال وخنق الملك العمومي المائي، وتحويل المناطق الخضراء في تصميم التهيئة إلى أوعية عقارية للبناء والتجهيز العشوائي، كلها اختلالات خلقت أحزمة بؤس معماري خطير . وفي هذا الصدد يفسح المجال للريع المعماري الانتخابوي والتدليس والتحايل على القانون في غياب وثائق التعمير، وبالخصوص المناطق المفروض حمايتها من الزحف الإسمنتي الجائز، بقوة القانون تتحول عكس ذلك عدة مراتع خصبة لكل أشكال البناء غير المرخص وغير المنظم . وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول الآليات التي يجب اتخاذها لوقف الحرب ضد البيئة في مدينة الماء والخضرة والوجه القبيح لأنظر منطقة أوربيع والتلال المطلقة على منطقة تحولت إلى قبلة لبناءات مكدسة يصعب معها إطالة النظر عليها ... ولعل هذه القضية كذلك تثير الاستغراب الشديد نظرا لتوفر هذا الإمام على رخصة إصلاح (تبليط ، تزليج) للطابق الأول لمنزله الذي تم بناؤه خلال ما يسمى ب "الربيع العربي " ، لكن التبليط والتزليج كان بواسطة 3000 ياجورة لبناء الطابق الثاني وهو ما اعتبره صاحب المنزل اشارة من القيمين على الشأن المحلي تشجيعه على بناء ما يريد؟