اعتبر باديس دراجي، المدير العام لمجموعة "أكوا باور" بالمغرب أن مشاريع الطاقة المتجددة، خصوصا الشمسية منها، لن تتأثر في حال قرر المغرب التوجه نحو خيار الطاقة النووية. وقال دراجي، في ندوة عقدتها المجموعة السعودية في مدينة ورزازات يوم الجمعة الماضي، إن تبني خيار إنشاء محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية يظل رهين قرار تشارك فيه مختلف سلطات البلد، ويتطلب سنوات من الدراسة والإعداد، خصوصا على مستوى البنيات التحتية وشروط السلامة وفق المعايير الدولية، ومع ذلك، فإن هذا الأمر لن يؤثر على مشاريع الطاقة الشمسية بأي شكل من الأشكال. ويأتي هذا التصريح بعد أسبوع على إعلان خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الإطار التشريعي النووي المغربي يطابق المعايير الدولية المعمول بها في هذا الصدد، وذلك إثر زيارة وفد من الوكالة للمغرب للوقوف على القدرات التي يتوفر عليها البلد لولوج مجال إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية. وأوضح المدير الإقليمي للمجموعة السعودية بالمغرب أن المخطط الشمسي المغربي يتميز برؤيته الطموحة إذ يسعى إلى خلق طاقة إنتاجية بسعة سنوية لا تقل عن 4500 جيغاواط في أفق سنة عبر استثمار 9 ملايير درهم موزعة على عدة مواقع من بينها ميدلت، طاطا، العيون، بوجدور وورزازات، مما سيحرر المغرب إلى حد بعيد من التبعية الطاقية مع الحفاظ على المجال البيئي من خلال الحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وبالتالي مقاومة الآثار المترتبة عن التغيرات المناخية. وذكر دراجي أن اختيار الوكالة المغربية للطاقة الشمسية مجموعة أكوا باور لتطوير مشاريع الطاقة في مركب نور1 ونور2 ونور3 مكن من توفير 382 مليون دولار مقارنة مع أفضل عرض ثان في مرحلة طلبات العروض، مضيفا أنه من المرتقب أن تنتهي الأشغال في المحطتين الشمسيتين نور2 ونور3، بقدرة إنتاجية تصل إلى 200 ميغاواط و150 ميغاواط على التوالي، مع متم سنة 2017، علما أن تكلفتهما تصل إلى 2 مليار دولار، حيث سيتم فيها المحطتين، على غرار محطة نور1، على إنتاج الكهرباء انطلاقا من الطاقة الحرارية – الشمسية (CSP)، مع تمكينهما من قدرة تخزين حرارية تصل إلى 8 ساعات، وبالتالي تحسين القدرة على تموين الحاجيات من الطاقة الكهربائية للشبكة الوطنية ليلا ونهارا. وفضلا عن مشاريع الطاقة الشمسية، تعمل مجموعة أكوا باور حاليا على إتمام المراحل الأخيرة لتمويل مشروع «خلادي» للطاقة الريحية على بعد 50 كلم من مدينة طنجة، وهو المشروع الذي يكلف غلافا استثماريا يقدر بحوالي 1.8 مليار درهم وبقدرة إنتاجية تصل إلى 120 ميغاواط، بحيث سيوفر التموين المباشر لزبناء صناعيين مرتبطين بشبكة الضغط العالي. وعبر دراجي عن استعداد المجموعة السعودية للمساهمة في المشاريع التي يعتزم المغرب إطلاقها في مجال تحلية مياه البحر، سيما أن المجموعة راكمت تجربة في المجال، خصوصا من خلال مشروع «بوارج»، الذي يعتمد على وحدات طافية لتحلية مياه البحر في سواحل الأردن. ومن جهة أخرى، كشف المسؤول عن الأنشطة الاجتماعية لمجموعة أكوا باور بالمغرب، عنان بوعشيق، عن انخراط المجموعة في عدد من المشاريع المجتمعية التي تخص الساكنة المحلية خصوصا بالمناطق القروية المحيطة بمحطة نور، حيث تم عقد شراكات مع عدد من الجهات الرسمية وفعاليات المجتمع المدني لتوفير تكوين مهني يمكن شباب المنطقة من ولوج سوق الشغل وتأهيلهم للعمل داخل المحطة، سواء من خلال التكوين بمعهد فنون الصناعة التقليدية أو من عبر توفير وحدة متنقلة تابعة للمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل بمنطقة غسات لتلقين المستفيدين مهن التلحيم والحدادة. وتشمل هذه الأنشطة الاجتماعية أيضا تمكين الساكنة المحلية بالقرى من أنشطة مدر للدخل وإعادة تأهيل بعض الواحات من خلال تحسين جودة حوالي 14 ألف نخلة على مدى سنتين، وتوفير الأسمدة للفلاحين.