يترقب عشاق كرة القدم في العالم كله، وليس في أوروبا وحدها، بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم «يورو 2016»، التي تستضيفها فرنسا في الفترة بين العاشر من يونيو والعاشر من يوليوز. فبعد الهجمات الإرهابية، غير المسبوقة التي وقعت في فرنسا يوم الجمعة 13 نونبر الماضي، وكان من بينها تفجيرات قرب ملعب فرنسا الدولي، بدا أن بطولة «يورو 2016» معرضة لمخاطر الإرهابيين، المنتسبين إلى الإسلام. وإضافة إلى مخاطر الإرهاب، يوجد خطر آخر تواجهه تلك البطولة وهو خطر «المشجعين المشاغين» أو ما يعرفون بالهوليغانز. وبناء على تقرير لمجلة شبيغل الألمانية، في عددها الصادر السبت (27 فبراير 2016)، فإن أمم أوروبا في فرنسا ستجذب عددا كبيرا من الهوليغانز الألمان. لأن المنتخب الألماني مشارك في البطولة، كما أنه أحد أقوى المرشحين للفوز بها. وتستند المجلة الألمانية الشهيرة في معلوماتها إلى تقرير سري ل»مركز المعلومات الرئيسي للعمليات الرياضية»، المعروف اختصاراً باسم (ZIS)، والتابع للشرطة الألمانية، حول «الأوضاع»، حصلت عليه المجلة وجاء فيه أن هذه البطولة «فعالية جذابة جدا» للهوليغانز. ووفقا لشبيغل فإن المعلومات المتوفرة حاليا عن عدد مشاغبي الملاعب، الذين سيسافرون بالسيارات أو القطارات أو الحافلات إلى فرنسا، البلد المجاور، لازالت ضئيلة. ومع ذلك يقول التقرير إنه حتى مطلع فبراير الجاري كان هناك تحديد لأسماء 29 من الهوليغانز. وكان الهوليغانزم الألمان بصفة خاصة قد أثاروا الانتباه والقلاقل بشدة في نهائيات كأس العالم، التي نظمتها فرنسا وفاز بها منتخب الديكة عام 1998، حينما اعتدوا بوحشية في مدينة «لنس» على الشرطي الفرنسي دانيل نيفل. وقد كسرت جمجمة الدركي الفرنسي، وصارع الموت لفترة طويلة، قبل أن يقف على قدميه مجددا فيما يشبه المعجزة. وبعد هذه الحادثة قامت السلطات الألمانية بجهود كبيرة لضبط الجناة ومعاقبتهم، وتم ذلك فعلا قرب نهاية عام 1999. ولتجنب وقوع مثل هذا الأمر مجددا في يورو 2016 قررت الشرطة الألمانية إرسال ثمانية موظفين، مختصين وعلى درجة كبيرة من الكفاءة، إلى فرنسا أثناء البطولة. وسيقوم هؤلاء بمعاونة زملائهم الفرنسيين في عين المكان ومدهم بالمعلومات. أما بالنسبة إلى المخاوف من وقوع أعمال إرهابية، على غرار ما حدث في نونبر الماضي، أثناء مباراة كرة القدم الودية بين ألمانياوفرنسا، فإن تقرير الشرطة الألمانية، الذي حصلت عليه شبيغل، يرى وجود «خطر محدد ودائم» لإمكانية تعرض المنتخب الألماني وجماهيره لهجمات إرهابية بدوافع، تنسب إلى الإسلام.