اتخذت أبرز الدول الأوروبية أمس الاثنين احتياطاتها الأمنية، في جو من التوتر بعد الدعوة التي وجهتها الولاياتالمتحدة واليابان وكندا وبريطانيا إلى مواطنيهما المتوجهين إلى أوربا لتوخي الحذر بسبب مخاطر وقوع اعتداءات والحيطة والحذر الذي عبرت عنه تشيكوسلوفاكيا وايطاليا من احتمال وقوع «اعتداءات ارهابية» وذلك عقب أن أفادت تقارير باحتمال وقوع هجمات إرهابية بعدد من الدول بينها بريطانيا وفرنساوألمانيا. وضمت لائحة، التي قد يكون نقلها «مواطن الماني باكستاني تم استجوابه في قاعدة باغرام» العسكرية الاميركية في افغانستان، مواقع اعتداءات ارهابية محتملة لمواقع سياحية ودينية وشخصيات اعلامية في كل من برلين ولندن وباريس، بالإضافة الى تعزيز أمن العائلة المالكة البريطانية». ويعتقد أن تنظيم القاعدة يهدف إلى شن سلسلة من الهجمات على طريقة «الكوماندو» الأمر الذي يثير قلق الهيئات والسلطات الأمنية الأوروبية منذ وقوع هجمات منسقة في مومباي قبل عامين ما أسفر عن مقتل 174 شخصا. وتتزامن تلك التقارير مع عدد من الهجمات المثيرة للجدل تشنها مروحيات وطائرات أمريكية دون طيار على الجانب الباكستاني من الحدود مع أفغانستان. وافادت معلومات اوردتها وسائل اعلام اميركية وبريطانية الاسبوع الماضي ان اجهزة الاستخبارات الغربية احبطت مخططات اعدها اشخاص مرتبطون بتنظيم القاعدة لتنفيذ هجمات ارهابية في مدن كبرى في بريطانيا وفرنسا والمانيا. لكن لم تكشف المصادر عن الكيفية التي سيتم بها تنفيذ الهجمات أو سبل التنسيق بين قادة القاعدة، ولا عن الأسباب التي دعتهم للاعتقاد بضلوع القاعدة فيها. ومن جانبها، أعلنت مجلة «درشبيجل» الالمانية في عددها الذي ليوم الاثنين أن من أعد هذه المخططات هو الرجل الثالث في تنظيم القاعدة الشيخ يونس الموريتاني، وذلك بموافقة ودعم مالي من زعيم التنظيم أسامة بن لادن. وتفيد المجلة ان الموريتاني أطلع إسلاميا ألمانيا من أصل افغاني تعتقله حاليا القوات الأمريكية في أفغانستان، على خططه التي تستهدف بصورة خاصة فرنسا وبريطانيا. وأشارت تقارير استخباراتية إلى أن أحمد الصديقي (36 عاما) وهو من هامبورج في شمال ألمانيا التقى الموريتاني في مير علي في المناطق القبلية شمال باكستان مطلع الصيف قبل ان يتم توقيف الصديقي في يوليوز الماضي في كابول. ومن المقرر بحسب «در شبيجل» ان يتوجه مسئولون في أجهزة الاستخبارات الالمانية قريبا الى افغانستان لاستجواب الصديقي. وجاء في تقرير لمركز القانون والامن التابع لكلية الحقوق بجامعة نيويورك انه في الجزء الاغلب من21 مؤامرة خطيرة استهدفت الغرب منذ عام 2004 كان المتامرون يتلقون توجيهات أو تدريبات من القاعدة أو حلفائها في باكستان وحسب تقرير صدر في فبراير 2010 نقلا عن مسؤولين غربيين في مكافحة الارهاب أنه يعتقد أن ما بين 100 و150 غربيا توجهوا الى المنطقة لتلقي تدريبات عسكرية خلال العام الماضي. وقال تقرير مشترك أصدره معهد سياسات الامن الداخلي بجامعة جورج واشنطنالامريكية وكلية الدفاع الوطني السويدية في الاول من أكتوبر ان بعض الذين يتوجهون لتلك الدول حديثو العهد بهذا المجال ويعتبرون هذه الرحلات جواز مرور في حين أن اخرين مقاتلون محنكون يتوقون للشهادة. غير انه بمقابل هذه المعلومات أفادت مصادر استخباراتية أمس الاثنين أن اجهزة الاستخبارات الفرنسية «لا تملك عناصر جديدة» منذ مطلع شتنبر في شان تهديد باعتداءات في فرنسا. وقالت مصادر في اجهزة الاستخبارات الفرنسية ان «التهديد مرتفع منذ مطلع شتنبر، لكن اجهزة الاستخبارات لا تملك عناصر جديدة منذاك». وفي بريطانيا، قال مسؤولو استخبارات ومكافحة ارهاب ان تحذيرات جديدة أطلقتها الولاياتالمتحدة من وقوع هجمات ارهابية محتملة في أوروبا ربما لم تستند الى أية معلومات استخباراتية حديثة. ونقلت صحيفة ال«غارديان» البريطانية في عددها أمس عن المسؤولين القول انه يبدو دون شك أنه كانت هناك «ثرثرة» أو اعتراض للاتصالات بين جهاديين مشتبه بهم ومتعاطفين مع تنظيم القاعدة حول التخطيط للهجمات انطلاقا من المناطق القبلية في باكستان على الحدود مع أفغانستان. من جانبها اعتقلت الشرطة الفرنسية أمس الاثنين شخصا بعد انذار كاذب بوجود قنبلة في محطة قطار فرنسية في الأول من اكتوبر، وذلك في خضم تصاعد الدعوات الى توخي الحذر في مواجهة مخاطر اعتداءات ارهابية في اوروبا. وقال مصدر مقرب من التحقيق ان سيرة الشخص المستجوب، المولود في العام 1957، تسمح باستبعاد «الفرضية الارهابية»، مضيفا «من الواضح اننا لسنا امام ارهابي».