لعل تأجيل ثلاث مباريات من المحطة الثامنة عشرة أثر على استقرار خريطة الترتيب ، وجعلها تعيش على المؤقت ، لذلك يصعب رسم المعالم الكبرى للبطولة الاحترافية الجارية ، سيما وأن الجولات الأولى من مرحلة الإياب سجلت تراجع فرق انطلقت قوية ، وانتفاضة أندية كانت تتموقع في صفوف غير أمنة . فريق الفتح الرباطي الذي أشهر بطاقة التنافس على لقب الدوري ، يسجل تراجعا ملحوظا، ويصوم عن الفوز لست جولات متتاليات ، ما يعني أنه ضيع العديد من النقط ، وعودة المدرب الركراكي بخسارة من الحسيمة ، مؤشر على تواضع قراءاته التكتيكية ، وإن كانت تصريحاته غير محسوبة . فوز شباب الحسيمة على الفتح ، وهو الثاني تواليا مكنه من الارتقاء درجات على سلم الترتيب رافعا رصيده إلى 24 نقطة ، فيما تجمد رصيد فريق الفتح في ثلاثين نقطة . فريق النادي القنيطري حصد الخسارة الثانية على التوالي ، وهذه المرة كانت من توقيع النهضة البركانية ، التي سجلت مع انطلاق مرحلة الإياب انتفاضة قوية بالتوقيع على انتصارين متتاليين رفع بفضلهما رصيده إلى 28 نقطة ، في المقابل تجمد رصيد الكاك في 25 نقطة . حمامة تطوان حلقت بعيدا في سماء ديربي الشمال ، وانتزعت فوزا ثمينا بفضل هدف اللاعب الحواصي الذي استغل الخروج الخاطئ للحارس منير وسجل هدفا قاتلا على بعد دقيقتين من نهاية الوقت القانوني ، وبهذا الانتصار الثاني على التوالى يرتقي المغرب التطواني إلى الصف الثالث صحبة نهضة بركان برصيد 28 نقطة ، فيما حكمت الخسارة الثانية تواليا على اتحاد طنجة بالتراجع إلى المرتبة الخامسة برصيد 27 نقطة . فريق الرجاء البيضاوي صنع فوزا عريضا عزز به رصيده إلى 25 نقطة ، ومكنه من الارتقاء درجات على سلم الترتيب ، وجاء هذا الانتصار على حساب المولودية الوجدية ، الفريق المتموقع في وسط الترتيب برصيد 23 نقطة ، ويتطلع الفريق الأخضر الذي استعاد بعضا من جبروته إلى الاستمرار في تحقيق الايجابي انسجاما مع الإغراءات المادية ، وإرضاء للحماهير العاشقة . المدرب خوسيه روماو أكد في اللقاء الإعلامي أنه يتحمل وزر الخسارة التي مني بها فريق الجيش الملكي ، واعتبر نتيجتها قاسية بالنسبة إليه كمدرب ، ولم يخف كون فريق الحسنية حقق فوزا عريضا ومستحقا ، لكنه شدد على أن هناك بعض العوامل التي ساهمت في هزيمة العساكر ، وهي الهزيمة الثالثة على التوالي ، ما يعني أن العساكر دخلوا مرحلة الإياب بدون عدة.