إن الفارق الضئيل الذي يفصل بين الفرق المشكلة لطابور المقدمة، وتموقع عدد من الأندية داخل منطقة الحسابات الضيقة، عاملان يعيدان التشويق والإثارة إلى الدوري المغربي، ويجعلان المباريات القادمة عبارة عن محطات حارقة ومصيرية، وباعتبار التحكيم مكونا هاما في اللعبة، فالمطلوب أن يتحلى الحكام بالنزاهة المطلوبة، وألا يتلاعبوا بمصير الفرق، ويساهموا في قلب الموازين، كما حدث في بعض مباريات الجولة السابعة عشرة من الدوري الاحترافي. قدم فريق الوداد البيضاوي أسوأ مباراة له، واكتفى بالتعادل أمام المغرب الفاسي المتموقع في الصف ما قبل الأخير، وكان الزوار أقرب إلى صنع رهان الفوز، حيث كانوا الأفضل على مستوى المردود التقني، وخصوصا بعد طرد اللاعب النقاش، لكن لاعبي الماص لم يحسنوا استثمار التفوق العددي على مستوى النتيجة، وليضيفوا إلى رصيدهم نقطة واحدة، وليحافظوا على موقعهم في أسفل الترتيب، كما أن الوداد حافظ هو الآخر على مركزه في الصدارة لكن بفارق نقطتين عن المطاردة. والحديث عن مباراة الوداد ضد الماص يدفعنا إلى استحضار عنصر التحكيم، ذلك أن الحكم بوليفة لم يكن في مستوى هذه المباراة التي جمعت فريقين في وضعيتين متباينتين، حيث أعلن عن ضربة جزاء خيالية لفائدة الفريق البيضاوي ورفض هدفا لفائدة الماص. فريق المغرب التطواني عرف كيف يستثمر امتياز الاستقبال ويحقق فوزا صغيرا على حساب الجيش الملكي، لكن قيمة الانتصار كانت كبيرة بعد أن دفعت بحمامة تطوان إلى عش المطاردة المباشرة بفارق نقطتين فقط عن المتصدر، وهذا هو الفوز الثاني على التوالي للمدرب الإسباني لوبيرا الذي منح التطوانيين سبع نقط من ثلاث مباريات، وهذا مؤشر على أن هذا المدرب استأنس بأجواء الدوري المغربي، ويحسن القراءات التكتيكية، لكن في المقابل فالهزيمة التي مني بها الفريق العسكري جمدت رصيده في 21 نقطة من خمسة انتصارات، وستة تعادلات، وست هزائم، ليحتل الصف الحادي عشر. عودة الرجاء البيضاوي من ملعب 18 نونبر بفوز مهم على حساب اتحاد الخميسات كان له وقع إيجابي على ترتيب الفريق الأخضر، حيث أضحى يحتل الصف الثاني، وقد ساهم في هذا الانتصار خارج الديار النقص العددي للفريق الزموري الذي قدم عرضا مشرفا، لكنه حصد هزيمة قاسية، هي الثامنة من نوعها، ليتجمد رصيده في خمس عشرة نقطة، وهو رصيد غير مطمئن، ويتطلب البحث عن العدة المناسبة للارتقاء في سبورة الترتيب، والابتعاد عن منطقة الحسابات الضيقة، وهذا ما يجعل المباريات التي سيخوضها الفريق الزموري مواجهات سد بامتياز، وفي مقدمتها المحطة المقبلة أمام المتصدر الوداد البيضاوي. فريق الكوكب المراكشي تراجع إلى الصف الرابع عقب خسارته بعقر داره أمام أولمبيك خريبكة، وبهذه النتيجة أصبح الفريقان متساويين من حيث النقط «27 نقطة»، ويشكلان معا رقمين أساسيين ضمن طابور الفرق المتنافسة على لقب الدوري، خصوصا الفريق الخريبكي الذي يلعب بطريقة عصرية، وبصرامة تكتيكية، ويقدم أطباقا كروية رائعة، هي ترجمة للانسجام الحاصل بين العناصر، في حين يعتبر الكوكب المراكشي ظاهرة الموسم، وأضحى مهاب الجانب، ومع ذلك فالمدرب هشام الدميعي يؤكد دائما في تصريحاته أن الكوكب فريق عاد لا يمكن أن يلبس جلبابا أكبر منه. ضربة موجعة تلقاها النادي القنيطري خلال الأنفاس الأخيرة من عمر المباراة التي جمعته بالفتح الرباطي، وبذلك يكون الكاك قد دشن مرحلة الإياب بهزيمتين متتاليتين، ويتراجع إلى المرتبة الثالثة عشرة برصيد 18 نقطة، وهي وضعية تتطلب وقفة تأمل مع الذات، وتضافر جهود كل المكونات، لاستعادة بعض التوازنات، وانتشال الفريق من قوقعة الحسابات. وإذا كانت نتائج الكاك مع انطلاق مرحلة الإياب غير موفقة، فإن الفتح الرباطي حقق انتصارين متتاليين، وارتقى في صمت إلى الصف الرابع برصيد 27 نقطة، ومع ذلك فالمدرب وليد الركراكي صرح بأنه لا يتوفر على فريق مؤهل للتنافس على اللقب، وحصر في تصريحه الوداد والرجاء والمغرب التطواني، ثالثا مرشحا فوق العادة للظفر بلقب البطولة. مباراة شباب الحسيمة وحسنية أكادير انتهت بلا غالب ولا مغلوب، وهي نتيجة لا تخدم مصالح فريق الريف الذي لم يتذوق طعم الفوز لست دورات متتالية، ما دفع به إلى المرتبة الثالثة عشرة برصيد لا يتعدى ثماني عشرة نقطة، ويبدو أن المدرب مديح الذي تابع اللقاء من خارج دكة الاحتياط تنفيذا للعقوبة الصادرة في حقه، تنتظره مهام جسيمة على المستويين النفسي والتكتيكي لتجاوز أزمة النتائج التي يعيشها شباب الحسيمة. فريق نهضة بركان وضع حدا لسلسلة النتائج الايجابية لأولمبيك آسفي، وفاز عليه بهدفين نظيفين، بل تفوق البركانيون أيضا على مستوى الأداء، ما يترجم القراءة التكتيكية الحسنة للمدرب عبد الرحيم طاليب الذي رفع رصيد فريقه إلى 22 نقطة وقفز به إلى الصف التاسع صحبة أولمبيك آسفي، الذي فاجأ الجميع بعطائه الباهت أمام نهضة بركان. ورغم فوزه على الدفاع الجديدي خلال الانفاس الأخيرة من عمر المباراة، مازال شباب أطلس خنيفرة يتموقع في الصف الأخير برصيد أربع عشرة نقطة، بفارق نقطة واحدة عن الماص واتحاد الخميسات، ومع ذلك ففوز الفريق الخنيفري له أهمية معنوية حسب المدرب التونسي كمال الزواغي لمناقشة الجولات القادمة، وفي المقابل فهزيمة الدفاع الجديدي دفعت بالمدرب المصري طارق مصطفى إلى تقديم استقالته شفهيا في حالة غضب قبل أن يعدل عنها في تصريح رسمي عندما هدأت أعصابه. النتائج نهضة بركان - أولمبيك آسفي................2 - 0 المغرب التطواني-الجيش الملكي............1 - 0 شباب الحسيمة - حسنية اكادير...........2 - 2 الفتح الرباطي - النادي القنيطري.........1 - 0 شباب خنيفرة - الدفاع الجديدي...........1 - 0 الكوكب المراكشي - أولمبيك خريبكة........0 - 1 اتحاد الخميسات- الرجاء البيضاوي.....0 - 3 الوداد البيضاوي - المغرب الفاسي.........1 1-