يشارك أفراد من القوات الخاصة المغربية في مناورات «فلينتلوك» الخاصة بتدريب القوات الإفريقية على التصدي للتهديدات الإرهابية. وتجري هذه التداريب تحت إشراف أمريكي، بقيادة الجنرال دونالد بولداك، قائد العمليات الخاصة بالقيادة الأمريكية بإفريقيا (أفريكوم)، حيث نقل عنه الموقع الرسمي لأفريكوم تصريحه بأن «مناورات فلينتلوك أكثر من مجرد تدريب عسكري، فنحن نتدرب معا للرفع من مستوى تعاوننا وتشاركنا في العمليات بهدف التصدي للتهديدات المطروحة في الوقت الراهن،» مضيفا بالقول: «هذه المناورات تساهم في تقوية العلاقات الأمنية، وتعزيز القيم المشتركة وتوفير شروط النمو الاقتصادي». وتتميز مناورات هذه السنة بمشاركة قوات خاصة تنتمي لأكثر من ثلاثين بلدا، معظمها من بلدان غرب إفريقيا، فضلا عن الولاياتالمتحدة وبلدان أوربية. وهذه هي المرة الثالثة التي تستضيف فيها السنغال هذه المناورات السنوية، علما أن مناورات العام الماضي احتضنتها دولة التشاد. ويوجد بالفعل حوالي 1200 جندي من قوات العمليات الخاصة في القارة الإفريقية يتولون التدريب وتشغيل طائرات دون طيار وفي أحيان نادرة يتدخلون مباشرة مثلما حدث في حصار واغادوغو. وحسب ما أوردته وكالات الأنباء، فإن واشنطن تقترح زيادة الإنفاق العسكري لشمال أفريقيا وغربها بواقع 200 مليون دولار. وقال دبلوماسيون ومسؤولون إن الولاياتالمتحدة وفرنسا التي لها 3500 جندي في المنطقة تنويان زيادة دعمهما لمجموعة دول الساحل الخمس الأمنية الإقليمية. وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على الاتفاق لرويترز، إن الولاياتالمتحدةوالسنغال اتفقتا على صفقة جديدة تتيح حق إقامة قاعدة هنا لحالات الطوارئ. وتنوي الولاياتالمتحدة إقامة المركز الأول من سلسلة مراكز دمج استخباراتية عديدة في مقر قيادة قوة المهام الإقليمية الخاصة بالتصدي لبوكو حرام في تشاد للسماح للدول بتبادل المعلومات الحساسة في إطار آمن. وتخشى الحكومات الغربية أن يؤدي وجود الدولة الإسلامية في إفريقيا إلى علاقات تربطها بجماعة بوكو حرام التي بايعت التنظيم في العام الماضي وأن يكون بداية لتحركه جنوبا. وثمة مؤشرات أيضا على أن بعض الكتائب المرتبطة بالقاعدة تندمج مع بعضها البعض. وفيما يعكس التهديد المتغير، وبعد هجمات كبرى في الشهور الأربعة الماضية في مالي وبوركينا فاسو سقط فيها ما لا يقل عن 50 قتيلا بينهم كثيرون من دول غربية، شملت تدريبات مكافحة الإرهاب السنوية التي تقام تحت اسم «لينتلوك» تدريبات الشرطة للمرة الأولى هذا العام. وتقول مصادر أمنية إن جهودا بذلت مؤخرا في غرب إفريقيا كشفت عن وقوع أخطاء، منها على سبيل المثال، تعذر أخذ بصمات الأصابع من بندقية هجومية، إذ تداولتها أيدٍ كثيرة بعد أن استخدمها مسلحون في هجوم باماكو. وفي يناير تمكن هارب محكوم عليه بالإعدام من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فر من موريتانيا عن طريق السنغال من السفر 500 كيلومتر قبل أن يتم إيقافه في غينيا وهو يشتري أسلحة ويجمع أعوانا، وقال مصدر أمني سنغالي إن ذلك حدث بسبب سوء الاتصالات بين المسؤولين في السنغالوموريتانيا. ويقول خبراء أمريكيون إن أوجه النقص الرئيسية التي تتطلب علاجا، ثلاثة هي الاستخبارات والتعاون عبر الحدود وتوقيت رد الفعل.